يوسف زيدان

يوسف زيدان، فيلسوف ومفكر تمحورت حياته حول التراث العربي الضخم والمهمل، فحمل على عاتقه هم إعادة منهجية هذه العلوم وتجميعها وفهرستها وعرضها، للنجاة من الوقوع في فخ أفكار صدئة أثقلت العقل العربي وادخلتنا في نفق الركود.

وهو أيضًا أستاذ جامعي وباحث متخصص في الفكر الإسلامي وفلسفة التصوف وتاريخ العلوم العربية، كما أنه أديب وروائي بدأ مشواره الأدبي بأول عمل يصدر له عام ٢٠٠٦ باسم “ظل الأفعى”.

يعد زيدان واحد من أهم الباحثين والمفكرين المصريين، وأصبحت أعماله إضافة لا تتكرر على المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في خمسة مجالات عكف عليها يرجع لها الفضل في توثيق ولم شتات التاريخ العربي، وهي: التصوف الإسلامي، الفلسفة الإسلامية، العلوم العربية وتاريخ الطب العربي، فهرسة المخطوطات العربية، وأخيرًا القصص القصيرة والأعمال الأدبية الروائية ومئات المقالات التي اتصفت بالبعد الفكري التاريخي والتثقيفي،

فأثارت ولاتزال الكثير من الجدل. فترك بأعماله بصمة أعيت العقول وكتبت لنفسها البقاء والاستمرارية.

أنتج هذا المفكر ما يقارب الستين من المؤلفات التاريخية والروائية المتنوعة بطابعها التاريخي الفلسفي، وعمل على فهرسة أكثر من ثمانية عشر ألف مخطوطة مصرية، أما الأبحاث والأوراق العلمية فقد تخطت الثمانين،

بالإضافة لمقالاته والتي بدأ كتابتها في منتصف العشرينيات من عمره ونُشرت في كثير من الصحف والمجلات وقد وصلت على امتداد عمره للستمائة.

ومن أشهر مؤلفاته الأدبية: رواية “ظل الأفعى” الصادرة عام ٢٠٠٦. ثم روايته الأشهر “عزازيل” الصادرة عام ٢٠٠٨. يليها رواية “النبطي” عام ٢٠١٠. ثم تأتي ثلاثيته، تحمل الأولى اسم “محال” عام ٢٠١٢، والثانية “جونتنامو” عام ٢٠١٤، والثالثة “نور” عام ٢٠١٦. يلي ذلك رواية “فردقان” عام ٢٠١٨. وأخيرًا رواية “حاكم” عام ٢٠٢١.

أما عن كتبه الغير روائية أشهرها كتاب “اللاهوت العربي وأصول العنف الديني” اصدار عام ٢٠٠٩.

تعد أعمال زيدان من تلك النوعية التي تحتفي باللغة العربية الفصيحة احتفاء قد يصل للإجلال، فهي أعمال تتصف جُلها بلغتها الشعرية الرصينة والجزلة المتعمد إبرازها. بالإضافة للغة فهو يحب إثارة الجدل، ليس للجدلية نفسها بقدر ما هي رغبة ملحة يراد معها نفض الغبار عن عقولنا وجعل أبوابها مواربة حتى لا نتأدلج فندرك ما الذي نسمعه وما الذي نفكر به، فلا تهتز أفكارنا باهتزاز صورة أشخاصها لاحقًا.

تصنيف روايات الكاتب: ٨

يوسف زيدان

يوسف زيدان، فيلسوف ومفكر تمحورت حياته حول التراث العربي الضخم والمهمل، فحمل على عاتقه هم إعادة منهجية هذه العلوم وتجميعها وفهرستها وعرضها، للنجاة من الوقوع في فخ أفكار صدئة أثقلت العقل العربي وادخلتنا في نفق الركود.

وهو أيضًا أستاذ جامعي وباحث متخصص في الفكر الإسلامي وفلسفة التصوف وتاريخ العلوم العربية، كما أنه أديب وروائي بدأ مشواره الأدبي بأول عمل يصدر له عام ٢٠٠٦ باسم “ظل الأفعى”.

يعد زيدان واحد من أهم الباحثين والمفكرين المصريين، وأصبحت أعماله إضافة لا تتكرر على المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في خمسة مجالات عكف عليها يرجع لها الفضل في توثيق ولم شتات التاريخ العربي، وهي: التصوف الإسلامي، الفلسفة الإسلامية، العلوم العربية وتاريخ الطب العربي، فهرسة المخطوطات العربية، وأخيرًا القصص القصيرة والأعمال الأدبية الروائية ومئات المقالات التي اتصفت بالبعد الفكري التاريخي والتثقيفي،

فأثارت ولاتزال الكثير من الجدل. فترك بأعماله بصمة أعيت العقول وكتبت لنفسها البقاء والاستمرارية.

أنتج هذا المفكر ما يقارب الستين من المؤلفات التاريخية والروائية المتنوعة بطابعها التاريخي الفلسفي، وعمل على فهرسة أكثر من ثمانية عشر ألف مخطوطة مصرية، أما الأبحاث والأوراق العلمية فقد تخطت الثمانين،

بالإضافة لمقالاته والتي بدأ كتابتها في منتصف العشرينيات من عمره ونُشرت في كثير من الصحف والمجلات وقد وصلت على امتداد عمره للستمائة.

ومن أشهر مؤلفاته الأدبية: رواية “ظل الأفعى” الصادرة عام ٢٠٠٦. ثم روايته الأشهر “عزازيل” الصادرة عام ٢٠٠٨. يليها رواية “النبطي” عام ٢٠١٠. ثم تأتي ثلاثيته، تحمل الأولى اسم “محال” عام ٢٠١٢، والثانية “جونتنامو” عام ٢٠١٤، والثالثة “نور” عام ٢٠١٦. يلي ذلك رواية “فردقان” عام ٢٠١٨. وأخيرًا رواية “حاكم” عام ٢٠٢١.

أما عن كتبه الغير روائية أشهرها كتاب “اللاهوت العربي وأصول العنف الديني” اصدار عام ٢٠٠٩.

تعد أعمال زيدان من تلك النوعية التي تحتفي باللغة العربية الفصيحة احتفاء قد يصل للإجلال، فهي أعمال تتصف جُلها بلغتها الشعرية الرصينة والجزلة المتعمد إبرازها. بالإضافة للغة فهو يحب إثارة الجدل، ليس للجدلية نفسها بقدر ما هي رغبة ملحة يراد معها نفض الغبار عن عقولنا وجعل أبوابها مواربة حتى لا نتأدلج فندرك ما الذي نسمعه وما الذي نفكر به، فلا تهتز أفكارنا باهتزاز صورة أشخاصها لاحقًا.

تصنيف روايات الكاتب: ٨

من هو يوسف زيدان؟ نشأته وحياته الخاصة

في أواخر شهر يونيو وتحديدًا في الثلاثين من الشهر عام ١٩٥٨، على أرض قرية العوامية بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، ولد يوسف محمد أحمد طه زيدان، لأب من عائلة ثرية بسوهاج، وأم بعمر الأربعة عشر عامًا أصلها من الإسكندرية. لم يقدر لهذه الصورة العائلية أن تكتمل، فبسبب خلافات بين الجد الثري لأب والجد التاجر لأم،

امتدت لتشمل خلافات بين والده ووالدته، رسي الحل على أضعف نقطة في الخلاف وهي “يوسف”، حيث قرر جده لأمه أن يأخذه ويتكفل بتربيته، فرحل كاتبنا رضيع لا يفقه من الأمر شيء، محمولًا بين يدي جدته تاركًا سوهاج، وموليًا وجهه قِبل الإسكندرية.

ولأن الله يهيأ الأسباب، فقد كان لرحيله أعظم الأثر على سقل موهبته وإعداده كمشروع كاتب مهم يثير فكره الرأي العام، ويحتل اسمه صدارة العناوين. أهتم جده بتعليمه، ودفعه للتعلم والقراءة، والحقه بمدرسة خاصة قبل سن الدراسة ودرس فيها حتى الصف الثالث،

ولأسباب مادية انتقل بعدها لمدرسة حكومية اعادته للصف الأول من جديد حسب عمره.

زيدان الاستثنائي حتى في طفولته ابتعد في زوايا الحياة عن زاوية الطفولة المعتادة، فلم يستسغ اللعب مع الصغار، ولم يشغل باله ما شغل بالهم، فقد اكسبه الاطلاع منذ الصغر ثقافة ونضج وحكمة.

لاحقًا التحق زيدان بكلية الآداب قسم فلسفة جامعة الإسكندرية. وحصل منها على درجة البكالوريوس في الفلسفة عام ١٩٨٠. ولشغفه العلمي لم يتوقف زيدان هنا بل أكمل تعليمه العالي، ففي العام ١٩٨٥ حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية عن الفكر الصوفي.

وفي عام ١٩٨٩ حصل على درجة الدكتوراه أيضًا في الفلسفة الإسلامية عن الطريقة القادرية في الفكر وهو في التاسعة والعشرين من عمره. أما في العام ١٩٩٩ فحصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم من جامعة قناة السويس، كأصغر من تحصل عليها بعمر التاسعة والثلاثين، حيث قدم إحدى عشر كتابًا والمطلوب أربعة فقط. 

أما عن عائلته فقد قرر زيدان بعد عمر أن يسلك طريق الفردية، وارتبط بقلمه فأنجب لنا أدب يُخلد، وذلك بعد زيجتين انتهت بالطلاق. أولها كانت في شبابه بعمر الخامسة والعشرين امتدت لخمس عشرة سنة أثمرت ثلاثة أبناء “علاء، آية، مي” حيث نشأهم على حب الاطلاع وأصبح علاء صديقه الصدوق. أما الزيجة الثانية فكانت خاطفة عمرها لا يتعدى الثلاثة أشهر.

 

ما ألهمه ليصبح كاتبًا؟

في كل مرحلة عمرية في حياته توفرت عوامل شجعته للإقدام على الكتابة، فدفعه عقله غصبًا على لفظ ما في جوفه فخرجت لنا على شكل كتابات. ففي الطفولة حفزه جده للقراءة والتعلم، وأحب هذا العالم الساحر.

لاحقًا وفي عمر الثانية عشرة اقتدى بخاله الأديب “فتحي هاشم” وكان رفيقًا له في زياراته لقصور الثقافة. فبعد أن أكمل قراءة كل كتب الأطفال هناك، تسلل إلى مكتبة الكبار وحضر فيها مناقشات كرواية “دافيد كوبرفيلد” حيث عكف على قراءتها في الصباح ليأتي المساء ويحضر المناقشة. وفي نهاية المناقشة في ذلك المساء منحته المديرة قلمًا كهدية، وربما كانت بصورة أو بأخرى أولى ومضات الالهام الكتابي الحقيقي.

ومن دور الثقافة إلى ميدان المحطة، في مرحلة الإعدادية، حيث يتواجد تجار الكتب، فقرأ أعمال شكسبير وجذبته أشعار محمود درويش وانبهر باللغة الشعرية التي تأثر بها أسلوبه الكتابي لاحقًا.

أما في الثانوية فاتجهت قراءاته للفلسفة، تشرب أعمال نيتشه، وأصبح كثير التردد على مكتبة بلدية الإسكندرية حيث وجد فيها ضالته وارتوى عقله. ومنها كانت مدخلًا جديدًا لتوجهه الفلسفي في الكتابة والذي امتد معه حتى اليوم.  

وفي السنة الجامعية الأولى تعرف على الصوفية واهتم بها، بعد تحيز لفكر نيتشه. فاعتدل فكره واتخذه منهج كتابة.

صدر له أول كتاب غير روائي وهو في عمر الثانية والعشرين “مقدمة في التصوف”. أما عن طقوسه الكتابية فهو كاتب بلا طقس، فكل الطقوس عنده مهيأة للكتابة، يكتب على قصاصات، يكتب في الطريق أو في مقهى، فهو كاتب بالفطرة. ويعيد كتابة أعماله مرات عديدة، على شكل بروفات، وصولًا للنتيجة المرضية بالنسبة له.

مشوار يوسف زيدان الأدبي

 

بدأ زيدان الكتابة الأدبية بأول عمل روائي بعد مسيرة طويلة وحافلة بالأعمال غير روائية، وذلك برواية عنوانها “ظل الأفعى” صدرت عام ٢٠٠٦ عن دار الشروق. تدور أحداثها في المستقبل عام ٢٠٢٠ حول امرأة نشزت عن زوجها بلا سبب. فيتجلى بُعد الكاتب الفلسفي حول المرأة والبحث عنها تاريخيًا، ما بين التقديس والتدنيس.

في العام ٢٠٠٨ صدرت رائعته “عزازيل” عن دار الشروق. فأُثارت الجدل، كونها تحدثت عن فترة غير مطروقة تحولت فيها الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية. فكانت شخصية “هيبا” بطل الرواية والراهب المسيحي هي مفتاح الدخول لذلك العالم المليء بالخلافات اللاهوتية المسيحية، والاضطهاد الذي تعرض له الوثنيين من قبل المسيحيين وقتها.

فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لعام ٢٠٠٩. وحصلت على جائزة “أنوبى” البريطانية لأفضل رواية مترجمة للإنجليزية عام ٢٠١٢. وتُرجمت لمعظم لغات العالم منها الإنجليزية والإيطالية والألمانية والعبرية.  

واصل زيدان رحلته في الرواية التاريخية وأنتج لنا عام ٢٠١٠ “النبطي” عن دار الشروق. تتطرق للفترة ما قبل دخول الفتح الإسلامي لمصر بعشرين عام، وكيف تحولت مصر من المسيحية إلى الإسلام، وبطلتها فتاة مصرية تدعى “مارية”.

وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2012، إلا أن زيدان طالب دار النشر، التي شاركت بالرواية، بسحبها حتى يتيح الفرصة لغيره بالفوز بعد فوزه بـ “عزازيل”. كما تُرجمت الرواية للعديد من اللغات العالمية. 

في عام ٢٠١٢ خرج زيدان عن إطار الرواية التاريخية وقدم لنا “محال” عن دار الشروق، العمل الأول من ثلاثية زيدان. حول شاب سوداني يعمل مرشد سياحي في الأقصر، ويقع في حب “نورا”.

ثم يسافر للخليج ثم أوزبكستان وأفغانستان وصولًا لغوانتانامو كمعتقل. وقد اعتبر بعض من القراء والنقاد أنها مستلهمة من قصة الصحفي السوداني سامي الحاج، الذي اعتقل سبع سنوات.

في عام ٢٠١٤ صدرت عن دار الشروق رواية “جونتنامو” العمل الثاني من الثلاثية. حيث يتعمق في صراعات النفس البشرية التي امتدت سبع سنوات في السجن في أسوأ أماكن التعذيب بكوبا.

وفي عام ٢٠١٦ صدر العمل الثالث من ثلاثية زيدان باسم “نور” عن دار الشروق. فيعود للتعمق في مشاعر المرأة وسبر أغوارها، وسرد مشاعر الطرف الثاني حبيبة محمد الشاب السوداني المعتقل. فيدافع هنا عن المرأة ويناقش حقيقية وضعها في مجتمعاتنا.

يعود زيدان في عام ٢٠١٨ للرواية التاريخية برائعته “فردقان: اعتقال الشيخ الرئيس” والصادرة عن دار الشروق. يحكي بأسلوب سردي أقرب للتوثيق عن جانب من سيرة “ابن سينا” الطبيب والعالم والفيلسوف، في فترة اعتقاله في قلعة فردقان. وقد صلت للقائمة القصير للجائزة العالمية للرواية العربية لعام ٢٠٢٠.

مستمر كاتبنا في عطاءه الكتابي اللامحدود، فلا يزال يمتلك الكثير في جعبته ليرويه. فصدرت هذا العام ٢٠٢١ روايته “حاكم: جنون ابن الهيثم” عن دار بوك فاليو. وفي قالب أدب السيرة، يحكي هذه المرة في الزمن الفاطمي عن الحاكم بأمر الله، وشخصية تاريخية ملهمة “الحسن بن الهيثم” الفلكي وعالم البصريات الذي ادعى الجنون حتى يفلت من الحاكم.

الجوائز والتقديرات

حصل على العديد من الجوائز من أشهرها :

  1. جائزة الفقه الطبي وتحقيق التراث من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي- ١٩٩٤.
  2. جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان في مجال العلوم الاجتماعية – ١٩٩٦.
  3. جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن تحقيقه لموسوعة الشامل في الصناعة الطبية – ٢٠٠٦.
  4. الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن روايته “عزازيل” – ٢٠٠٩.
  5. جائزة أنوبى البريطانية لأفضل رواية مترجمة عن روايته “عزازيل” – ٢٠١٢.

محطات مميزة في حياته

 

  • طفولته: 

مواقف عديدة الهمت زيدان ليكتب بالعقل والمنطق، كانت أولها في طفولته وهو وحيد في بيت جده، فقرر بتفكريه الطفولي خارج الصندوق أن يذهب إلى نهاية الكون. فظل يمشي إلى وجهته، يصغر العمران من خلفه، ويزداد سواد السماء من أمامه. وصل إلى طريق مسدود بسور عال يصعب تجاوزه،

والذي اكتشف لاحقًا أنه سور مصنع الغسل والنسيج، فاعتبره نهاية الكون. بلور هذا الموقف قناعاته بعدم الاستسلام بأن الاجتهاد والإرادة تستطيع وحدها تحقيق ما تريده.

  • لقائه بشيخ صوفي 

في السنة الأولى من الجامعة، اصطحبه والده لزيارة قريته سوهاج. وفي الطريق قرر والده زيارة أولياء الله الصالحين، حينها كان زيدان متحيزًا لفكر نيتشه ورافضًا لهذه المظاهر. فقابل أحد شيوخ الصوفية، فقال الشيخ لوالده ابنك سيصبح سفيرًا، فسخر منه زيدان وتجاهل وهو الدارس للفلسفة فكيف سيصبح سفيرًا! ووصلوا الصعيد والتقوا بشيخ صوفي آخر،

أخبرهم أن كلمة سفير من السفر أي الكتاب، وكأنها بشارة أن قلبه سيتعلق بالكتب والكتابة. فاستفزت الصوفية فكره وبدأ البحث فيها.

  • رسوبه في أحد المواد في الجامعة 

في الجامعة كان جريء الفكر، يختلف مع أساتذته متى ما المنطق غلب. فلاقى القبول والرفض، وبسبب الرفض رسب في مادة من مقررات السنة الأولى،

فنصحه أحد أساتذة بأن يكتب ما هو منصوص في المنهج لينجح، ويترك الرأي سرًا في جوفه. وهو ما قام به فعلًا. إلا أن هذا السر ما لبث أن تكشف بآراء أثارت الجدل في وقتنا الحالي.

  • ولعه بكتب التراث العربي

اهتمامه بالتراث في الصغر كانت إحدى مصادره “العطارين” وهي منطقة قديمة اشتهرت بدكاكين التحف وصالات المزادات، فتجول فيها يشتري منها ما جادت به ميزانيته.

ولعه بكتب التراث العربي، كان سببه زيارة لصديق بمنفذ بيع كتب في محطة الرمل، لفت انتباهه توقف حافلة سياحية وتوجه سياح يهود للمكتبة بحثًا عن كتب لابن حزم وابن عربي وغيرها.

فتحرك الفضول في نفس زيدان، وهو المهتم بالأدب الغربي وقتها، وتساءل ما الذي جعلهم مهتمين بالتراث العربي. فقرأ هذه الأعمال وانبهر بهذه اللغة وبكل هذا الإرث المهمل.

  • كتابة رواية “عزازيل”  

أثناء كتابة “عزازيل” كان لايزال يشتغل بمكتبة الإسكندرية، ينزل بعد الفجر بنصف ساعة للجلوس أمام البحر والغوص في الكتابة. ومن كثر تعمقه فاتته الطائرة مرتين في رحلة عمل وهو منزويًا للكتابة. كما تمت كتابة مشاهد حلب في الرواية، هناك في الدير شمال حلب. أما مشهد نزول الحمام فتمت كتابته في إيطاليا حيث نزلت الحمام بالفعل وجلبت معها نسائم تشبه تلك التي في حلب.

ويعد هذا العمل من أسهل ما كتبه، فهو كزيدان نسخة من هيبا البطل، كما قال. فكلاهما مواليد الصعيد وكلاهما ارتحل لسوريا وكلاهما مهتم بالطب واللاهوت، فكأنه هنا كتب نفسه ببساطة.

  • حصوله على جائزة البوكر 

أما عن حصوله على جائزة البوكر لروايته عزازيل، فوقتها كان معتكف على كتابة “اللاهوت العربي”، حين اتصل به الناشر ليبشره بأن روايته وصلت للقائمة القصيرة، فلم يهتم.

وعند حضوره حفل تتويج الرواية الفائزة بأبو ظبي، اتخذ من غرفته في الفندق محراب كتابة، حيث لم يغادرها إلا قبل إعلان النتيجة بثلاث دقائق، وطوال فترة الحفل كان يسرح في كتابه الجديد.

اقتباسات شخصية

 

“التنوير عسير في بلادنا، لأن الظلام دامس.. ومع ذلك فإن الشمعة الواحدة، هزيلة الفتيلة، تضيء مساحة واسعة من حولها”.

 

“إن أحلامنا واحدة ولغتنا واحدة وبالتالي على الأديب مهمة إضافية للحفاظ على اللغة باعتبارها من الروابط الباقية بعد التباين السياسي والاقتصادي والتعليمي، إذ لم يبقَ من رابط غيرها”.

 

“الأدب إذا خلا من الفلسفة والفكر والرسوخ والتثبت الأكاديمي يصبح مجرد حكايات ما قبل النوم أو دردشة مقاه”.

 

“الإسلام … من يومه الأول يصون قرآنه ويحفظه، وتظل الخلافات في نصوصه يسيرة جدًا ولا تمس الجوهر … وقدّم الإسلام الصورة الأكثر تطورا من هذه الديانات، ولكن ما لبث الفقهاء الذين يعملون في ظل السلطان أن أعادوا هذا الأمر- فيما يتعلق بالأنوثة تحديدًا- إلى الأصول الأولى وتفننوا في حجب المرأة وردها إلى الصورة التي قدمتها اليهودية وأكدتها المسيحية من بعد. إن الذين لعبوا بالدين في الدنيا ولأغراض سياسية وعبر قرون طويلة، أدوا إلى إحداث خلل في الذهنية العامة للعرب والمسلمين، ودوري أن أنبه إلى ذلك، ليس بدافع الهوى ولكن بدافع الحرص على الجماعة التي أنتمي إليها”.

 

أعماله خارج العالم الأدبي

  • تقلد زيدان مناصب تعليمية وإدارية كثيرة، فقد كان أستاذ جامعي للفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم العربية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، في الفترة من ١٩٩٢ إلى ١٩٩٧.
  • وفي ذات الفترة كان مشرفًا على السلسة الفلسفية والعلمية لكتب تصدرها وزارة الثقافة المصرية، وأيضًا مدير تحرير مواضيع الفلسفة وتاريخ العلوم التابعة لموسوعة الشروق اصدار دار الشروق.
  • في عام ١٩٩٤ أصبح مستشارًا لمكتبة الإسكندرية، ورئيس قسم المخطوطات الذي يعود له الفضل في إنشائه.
  • عمل مدير ومشرف على تحرير مواد الفلسفة وتاريخ العلوم بدار الشروق بالقاهرة.
  • أشرف على سلاسل النشر العلمي والفلسفي في مصر والعالم العربي، وشارك في مؤتمرات دولية.
  • عضو في هيئات علمية وتراثية دولية، منها اللجنة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، والجمعية الدولية لتاريخ الطب بباريس.
  •  وفي عام ٢٠٠٠ تولى إدارة مركز متحف المخطوطات، وبقي على هذا المنصب حتى استقالته عام ٢٠١٢.
  • ومن وقتها حتى يومنا هذا وجد زيدان في منزله جنته، فاكتفى به ملاذًا آمنًا، ومحرابًا لشخص هوى الكتابة حتى سرت فيه مسرى الدم. فالكتابة أخذت جُل وقته بل كله، يكتب بشغف وبفطرة تميل فيها الروح لما يشبهها.

 

معلومات سريعة

  • لزيدان سلسة تسمى بالـ “متواليات” بثها في صفحته بالفيسبوك، ثم بُثت على الفضائية على شكل حلقات. يجعلنا نغوص معه في التاريخ ووقائع الأحداث المشوهة التي نُقلت زورًا.
  • لزيدان رؤى فكرية مغايرة، أثارت الجدل وخلقت له صفوف من العداوة. فيدعو لعدم تقديس الأشخاص كـ “صلاح الدين الأيوبي”، فمن يستحق الاحتفاء هم العلماء الذين خدموا العالم وسُميت مدرجات الجامعات العالمية بهم، أمثال “ابن رشد وابن سينا وابن خلدون”.
  • تطرق لمواضيع كالإسراء حيث ذُكر في القرآن، أم المعراج فهو من تأليف الدولة الأموية على حد دراسته.
  • يقوم زيدان بديالكتيكية بإنتاج عمل أدبي يليه عمل فكري كل قرابة الأربع سنوات. وقد أحصى علماء ينوي الكتابة عنهم، فكتب فعلًا عن ابن سينا وابن الهيثم.
  • يرى أن الدين واحد وله تجليات ثلاث، عُرفت لاحقًا باليهودية والمسيحية والإسلام.

 

أشهر شخصية في رواياته

“هيبا” في رواية “عزازيل”. راهب مسيحي مصري يعيش في القرن الخامس في فترة تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية.

 

روايات يوسف زيدان

أسماء رواياته:

  • ظل الأفعى –دار الشروق – عام ٢٠٠٦
  • عزازيل – دار الشروق – عام ٢٠٠٨
  • النبطي – دار الشروق – عام ٢٠١٠
  • محال – دار الشروق – عام ٢٠١٢
  • جونتنامو – دار الشروق – عام ٢٠١٤
  • نور – دار الشروق – عام ٢٠١٦
  • فردقان: اعتقال الشيخ الرئيس – دار الشروق – عام ٢٠١٨
  • حاكم: جنون ابن الهيثم – دار بوك فاليو – عام ٢٠٢١
شارك

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

مقالات اخري

مارك توين

فرانز كافكا

رحاب هاني

شارك

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر