نشأته وحياته الخاصة
أحمد مراد كاتب مصري من مواليد القاهرة ١٩٧٨ ، تخرج من مدرسة ليسيه الحرية بباب اللوق عام ١٩٩٦. ثم التحق بكلية فنون تطبيقية لكن لمدة عام واحد ثم تركها بعد شعوره أنه قد تعلم من والده الذي يعمل كمصور معظم ما سيتعلمه في الكلية.
ثم التحق بالمعهد العالي للسينما، قسم تصوير سينمائي. وتخرج عام ٢٠٠١ بترتيب الأول على الدفعة.
وكان مشروع تخرجه ثلاثة أفلام قصيرة وهي “الهائمون” وفي “اليوم السابع”، و”الثلاث ورقات” والتي حصدت العديد من الجوائز في مهرجانات بإنجلترا وفرنسا وأوكرانيا.
ثم بدأ العمل في بعض الأفلام السينمائية، ومنها فيلم “أيام السادات” مع الممثل القدير أحمد ذكي، مما ساعده أن يكتسب خبرة جيدة في التصوير السينمائي. ثم تفرغ للفوتوغرافيا من عام ٢٠٠٢ حتى عام ٢٠٠٧. وكان مصورًا في رئاسة الجمهورية لمدة طويلة مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
تزوج أحمد مراد في ٢٠٠٢ من شيرين راشد، وهي المدير التنفيذي لمبادرة آى ريد، وله ابنتان، فاطمة ورقية.
ما ألهمه ليصبح كاتبًا؟
في عام ٢٠٠٧، وبعد أن شعر أن حياته قد أصبحت في حالة ثبات، لا جديد، بدأ سؤال يلح في ذهنه لعدة شهور؛ كان هذا السؤال “ماذا بعد؟” شعر أن بداخله شُحنة تصارع لتخرج للنور.
لم يقتنع أن مَخرج هذه الشحنة هو التصوير السينمائي، فقد أراد وسيلة أخرى لخروجها على شكل أفكار، ويكون هو المتحكم في كيفية خلقها خطوة بخطوة. فشعر أن الكتابة هى أنسب طريقة.
وفي فبراير ٢٠٠٧، في نفس شهر عيد ميلاد أحمد مراد التاسع والعشرين، بدأ كتابة رواية “فيرتيجو”.
مشواره الأدبي
كتب مراد روايته الأولى “فيرتيجو” في شتاء عام ٢٠٠٧ ، ونشرتها في نفس العام دار “ميريت” للنشر، قبل أن تُترجم للغة الإنجليزية عن دار “بلومزبري” في لندن، ثم إلى الإيطالية عن دار “مارسيليو” للنشر، والفرنسية عن دار “فلاماريون”. حصلت الرواية في أكتوبر ٢٠١٣ على جائزة البَحر الأبيض المتوسط للثقافة من إيطاليا. تم تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني عام ٢٠١٢ بطولة هند صبري وشاركها كل من ظافر العابدين، يسرا اللوزي، أحمد حاتم وسيد رجب. كما قام المؤلف والسيناريست محمد ناير بكتابة السيناريو والحوار.
في فبراير ٢٠١٠ ، أصدر مراد روايته الثانية بعنوان “تراب الماس” وقد أصدرتها دار الشروق، لتبدأ رحلة التعاون بين أحمد مراد و دار الشروق للنشر والتوزيع. تم ترجمة الرواية إلى الإيطالية من خلال دار “مارسيليو”، وإلى اللغة الألمانية من خلال دار “لينوس فيرلاج” السويسرية بالتعاون مع المترجمة كريستين باترمان. وتم طرح الرواية في الأسواق الأوروبية في مطلع أكتوبر٢٠١٤، كما شاركت في مهرجان “فراكفورت” في نفس العام. وتم تحويل الرواية إلى فيلم عام ٢٠١٨ ، بطولة آسر ياسين ، منة شلبي، وماجد الكدواني، سيناريو وحوار أحمد مراد وإخراج مروان حامد.
بعد ذلك ، أصدر مراد روايته الثالثة “الفيل الأزرق” في أكتوبر ٢٠١٢ عن دار الشروق، والتي فازت بالمركز الأول في مبيعات الكتب في معرض الكتاب المصري ٢٠١٣، كما كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام ٢٠١٤. تم ترجمة الرواية إلى اللغة الألمانية من خلال دار “لينوس فيرلاج” السويسرية.
تحولت رواية “الفيل الأزرق” إلى فيلم سينمائي عام ٢٠١٤ من بطولة كريم عبد العزيز، خالد الصاوي، نيللي كريم ومحمد ممدوح، سيناريو وحوار أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ليكون هذا أول تعاون بين أحمد مراد والمخرج مروان حامد. وفي ٢٠١٩ تم إنتاج جزء ثاني لفيلم الفيلم الأزرق، وضم الفيلم نفس طاقم العمل بالإضافة لهند صبري وإياد نصار. حقق الفيلم أعلى الإيرادات في موسم عرضه، كما سجل أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية. ومن المقرر إنتاج جزء ثالث للفيلم لكن لم يتم تحديد موعد صدوره بعد.
في عام ٢٠١٤، أصدر مراد روايته الرابعة ” ١٩١٩ ” عن دار الشروق، وهي رواية تاريخية تدور أحداثها في عشرينيات القرن الماضي، نالت المركز الأول في مبيعات معرض كتاب ٢٠١٤. الرواية هي في طور إنتاجها كفيلم بعنوان “كيرا والجن” من بطولة كريم عبد العزيز، أحمد عز، هند صبري، أحمد مالك وروبي، سيناريو وحوار أحمد مراد، وإخراج مروان حامد.
ثم أصدر مراد روايته الخامسة “أرض الله” في عام ٢٠١٦ عن دار الشروق، وهي رواية تدور أحداثها في مصر القديمة بين عصر الأسرة الثامنة عشرة وفترة فيلادلفوس الثاني ملك اليونان بالإسكندرية. نالت جائزة أفضل كتاب في استفتاء عام ٢٠١٦، وتم ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية عن دار الشروق.
في عام ٢٠١٧ ، قفز مراد من الماضي إلى المستقبل وأصدر روايته السادسة “موسم صيد الغزلان” عن دار الشروق والتي تدور أحداثها في المستقبل. تصدر الرواية قائم الكتب الأكثر مبيعًا فور صدورها كما تصدرت مبيعات جوجل بلاي بوكس، بعد أقل من شهر على طرحها في الأسواق.
ثم في عام ٢٠٢٠ أصدر مراد روايته السابعة “لوكاندة بير الوطاويط” والتي تنتمي لنوع روايات الجريمة وتدور أحداثها عام ١٨٦٥. تصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعًا حتى الآن.
جوائز
١- جائزة “البحر الأبيض المتوسط للثقافة” لعام ٢٠١٣ عن روايته الأولى “فيرتيجو”.
٢- جائزة البوكر العربية “القائمة القصيرة” لعام ٢٠١٤ عن روايته الثالثة “الفيل الأزرق”.
٣- حصل مراد على جائزة الدولة للتفوق في مجال الفنون والآداب عن أعماله الشاملة في عام ٢٠١٨.
٤- ونالت أفلام تخرجه من المعهد العالي للسينما “الهائمون” “الثلاث ورقات” و “في اليوم السابع” جوائز للأفلام القصيرة في انجلترا، فرنسا وأوكرانيا.
محطات مميزة في حياته
ما ألهمه لكتابة رواية “فيرتيجو”؟
أول وحي للرواية جاء أثناء تواجد أحمد مراد في فندق “جراند حياة “، حيث جاء ليستمع لعزف صديقه لاعب البيانو محمد ناصر في المطعم الدوار الشهير في الفندق. ثم حضر للمطعم شخصان مهمان جداً (VIP)، وبالتالي تم إخلاء المطعم كله من أجلهما. وبعد رحيلهما، بدأ هاجس يدور في ذهن مراد، وبدأ في التخيل أن هذان الشخصان تم اغتيالهم أثناء تواجده، وكان معه كاميرا، وأنه الوحيد الذي استطاع تصوير وتسجيل هذه اللحظات. وكانت أول مرة لأحمد مراد أن بدأ في كتابة مشهد، ومن هنا انطلقت قصة فيرتيجو مع بطلها أحمد كمال مصور الأفراح.
ما ألهمه لكتابة رواية “تراب الماس”؟
بدأ أحمد مراد في محاول الوصول لجريمة كاملة ؛ لكن أكدت قراءاته أن لا وجود للجريمة الكاملة، مما استفزه ودفعه لمحاولة كتابة جريمة متكاملة. ثم بدأ يبحث في علم السموم، حتى توصل لسم تراب الماس. كلمة “الماس” أوحت له بفكرة المجوهرات، فبدأ في دراسة الفترة التي كان يحدث عملية “شطف” للمجوهرات في مصر، ومن هنا ذهب مراد لحارة اليهود، المكان الوحيد الذي كان يتم فيه هذه العملية. وهناك وجد مراد دكان اسمه “دكان ليتو”، بدأ الوحي يأتي له لأحداث الرواية.
ما ألهمه لكتابة رواية “الفيل الأزرق”؟
أحد أصدقاء مراد في الصغر، شخص كان عزيز جدًا على قلب مراد، كان مصاب بالسكيزوفرينيا، وكانت حالته صعبة جدًا، وللأسف انتحر هذا الشاب.وقد تأثر أحمد مراد من وفاته لأنهما قد كبرا سويًا. وبعد وفاته تم ايجاد شرائط كاسيت مسجلة، يقول فيها هذا الشاب انه كان يرى ويسمع صوت شخص بداخله.
استمرت هذه الذكرى بداخل مراد حتى أصبح في الثلاثينات من عمره، وطفت هذه الفكرة على السطح في عقله، فتسأل “ماذا لو لم يكن هذا الصديق مريض؟ ماذا لو كان صادق وإن كل الأصوات والادعاءات التي كان يقول انه يسمعها ويراها كانت حقيقة وموجودة فعلاً” . الخيال كله قائم على تساؤل “ماذا لو”. بدأ مراد تتبع هذا الموضوع. بحث عن كتب السحر والشعوذة . وقرأ كتاب عبد الرحمن الجبرتي “عجائب الآثار في التراجم والأخبار” المعروف باسم تاريخ الجبرتي، وبالتحديد في أخبار سنة ١١٩١ هجرية حيث وردت فقرة عن حادثة بعنوان “الشيخ صادومة”، وان هذا الشيخ هو رجل يقوم برسم أرقام ووشوم على أرجل الفتيات. فبدأت القصة تتكون في ذهنه.
وفي يوم حضر مراد افتتاح المتحف الإسلامي، فوجد قميص قديم معلق، ومكتوب عليه أنه “قميص سحري”، من عهد قديم، وبه بقعة دم، و عليه طلاسم وأرقام، وأن الذي يلبس هذا القميص يحمى نفسه من الأمراض والموت. وحينما عاد لبيته في هذا اليوم، بدأ سحر الفكرة في العمل!
ما ألهمه لكتابة رواية “١٩١٩”؟
أثناء بحث مراد في العديد من المصادر أثناء كتابة رواية تراب الماس، توقف عند معلومة تخص فتاة اسمها دولت فهمي. كان مراد يقرأ “حوليات مصر السياسية” لأحمد شفيق باشا وعاد به الزمن إلى سعد زغلول والوفد المصرى والسلطان فؤاد، حتى اصطدم بحكاية دولت فهمى. دولت فهمي هى سيدة مسيحية صعيدية الأصل تعمل ضمن الجهاز السري للثورة، وعندما قُبض على عبدالقادر شحاتة فى محاولة اغتيال أحد الوزراء المتعاونين مع الإنجليز وقت الثورة سعى الجهاز السرى إلى تخلصيه، وتقدمت دولت فهمى لتشهد أنه كان لديها وقت تنفيذ الجريمة، وأن علاقة حب تجمعهما. وأسهمت تلك الشهادة فى إنقاذ شحاتة من حبل المشنقة.
قام مراد في كتابة اسمها على ورقة ووضعها جانبًا حتى ينتهي من رواية “تراب الماس”، لكن في عقله كان يرى أن حكايتها تستحق النبش والتصوير. وهذا ما حدث فعلا عام ٢٠١٤، عاد مراد للمعلومة وبدأ في كتابة رواية ١٩١٩.
ما ألهمه لكتابة رواية “أرض الإله”؟
عندما اصطحب مراد ابنته لزيارة المتحف المصري لأول مرة، ووجه مراد سؤال للمرشد السياحي عن أحد الألهة، فأجاب المرشد قائلاً أنه مجرد صنم كان يتم عبادته قديمًا، وشعر بمراد بالاستفزاز من الإجابة لأن الإله الذي كان يتسأل عنه كان أوزوريس، مما دفعه للقراءة بشكل مكثف حتى بدأ يشعر أن هناك خطأ في فهمنا لتاريخنا، فبدأ مراد في لقاء العديد من الباحثين، مثل نديم عبد الشافى السيار، باحث في علم المصريات، والمهندس والكاتب عاطف عزت، حتى بدأت حكاية أرض الإله في التكون.
ما ألهمه لكتابة رواية “موسم صيد الغزلان”؟
كانت كتابة هذه الرواية تحدي في حد ذاتها حيث أن مراد قفز من الماضي إلى المستقبل بدون التوقف عن الحاضر. وكان الوحي وراء هذه الرواية هو جلسة “العودة إلى الحياة السابقة” (Past Life Regression) القائمة على فكرة وجود حيوات ماضية لكل منا، وعلى إمكانية الرجوع لها كذاكرة، إذ أن الإنسان يحمل معه أرث بدني ونفسي وذهني من حياته السابقة. وكان هذا وحي للرواية، وبالفعل العديد من الذكريات التي رآها مراد خلال هذه الجلسة قام بوضعها في الرواية لتكون ذكريات “نديم” بطل الرواية.
ما ألهمه لكتابة رواية “لوكاندة بير الوطاويط”
أثناء قراءة أحمد مراد لبحث عن الإجرام والسفاحين في الخارج، بدأ يتساءل لماذا لا يوجد أعمال فنية تتحدث عن القتلة المتسلسلين. فقرر مراد خلق هذه الشخصية في رواية. وأثناء زيارته لبيت الكريتلية (سبيل ومنزل محمد بن الحاج سالم الجزار أو حالياً متحف جاير أندرسون) الذي يقع في أحد أعرق شوارع القاهرة القديمة شارع وميدان أحمد بن طولون في حي السيدة زينب. وهناك زار مراد مكان اسمه بير الوطاويط. ومن هنا انطلقت فكرة الرواية.
اقتباسات شخصية
“خالف نفسك، فإذا تفاجأت سيتفاجأ القارئ.”
“أنا متعود في حياتي انه ساعات لازم أخوض التجربة من غير تفكير كتير؛ أنط، بعدين أفكر. في تجارب تستحق المجازفة.”
“الصح إننا نعلم ولادنا الخطأ بيجي منين، عشان ما يقعوش فيه، مش نعلمهم الصح بس.”
“أنا بيحركني الشغف. نسبة الفضول عندي عالية جدًا. سؤال “ليه” دايما في دماغي.”
“اللي أنا مش بلاقيه على رفوف المكتبات، هو دا اللي أنا لازم أكتبه.”
” الفن في اللغة يعني جنون.”
أعماله خارج العالم الأدبي
- يعمل أحمد مراد كسيناريست وقام بكتابة العديد من الأفلام مثل الفيل الأزرق، الفيل الأزرق ٢، تراب الماس، الأصليين، كيرة والجن. كما قام بكتابة فيلم قصير بعنوان “حماية وطن”.
- عمل أحمد مراد كمصور فوتوغرافيا من عام ٢٠٠٢ حتى عام ٢٠٠٧. وكان مصورًا في رئاسة الجمهورية لمدة طويلة مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
- عمل أحمد مراد كذلك في تصميم أغلفة الروايات لدور نشر مثل ابن النفيس والرواق ودوّن.
أشهر شخصية في رواياته
يحيى راشد، وهو بطل رواية الفيل الأزرق.
يحيى راشد طبيب وأخصائي نفسي يعمل في مستشفى العباسية للصحة النفسية، وبالتحديد في قسم ٨ غرب، قسم علاج المسجونين الخطرين والمحبوسين على ذمة القضايا فى مستشفى العباسية، حيث يتم احتجازهم فى المكان، لحين انعقاد لجنة فحص المرضى. بحكم عمله كطبيب نفسي يبرع يحيى راشد في فهم لغة الجسد، وتحليل الأشخاص من خلال حركات أجسادهم.
رواياته
- فيرتيجو – عن دار ميريت – صدرت عام ٢٠٠٧
- تراب الماس – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠١٠
- الفيل الأزرق – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠١٢
- ١٩١٩ – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠١٤
- أرض الإله – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠١٦
- موسم صيد الغزلان – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠١٧
- لوكاندة بير الوطاويط – عن دار الشروق – صدرت عام ٢٠٢٠
حمّل التطبيق
