من شابة طموحة رُفضت أعمالها أكثر من ست مرات كحال كل كاتب مبتدئ، لكاتبة تُعد كتاباتها الأكثر مبيعًا على الإطلاق بعد الإنجيل وشكسبير. تلك السيدة التي خلقت فنًا من واقع معيش وصبغت فيه طبائعًا غنّاء لتخلق عالمًا يسلب من القارئ تلافيف عقله، ويذوب إثر أحداثه، ويستل منه ملله ليستبدل به شغفًا بين دفتي رواية سريعة الإيقاع.
إنها أجاثا كريستي سيدة الأدب البوليسي.
ولدت أجاثا في عام 1890م، من عائلة بورجوازية ميسورة الحال، ولم تكن تعلم ما يُخبئ لها القدر في مستقبل الأيام، فقد أفصحت الحياة عن أساريرها المُغلفة لتلك الفتاة الرقيقة منذ نعومة اظفارها حين مرضت وتعبت في خدرها، فقد كانت الكتابة متسعها الأول بفضل والدتها، وما هي إلا سنوات حتى تعاني ما يعانيه الكُتاب الهواة الشباب الباحثين عن الأمل، لتصير بعد محاولاتها الست في عام 1920م وقد بلغت الثلاثين من عمرها، من أهم روائي الساحة الإنكليزية وقتذاك.
تصنيف روايات الكاتب: أغلبها بوليسي - وتوجد روايات رومانسية كذلك ولكنها ليست بذي شعبية كرواياتها البوليسية
من شابة طموحة رُفضت أعمالها أكثر من ست مرات كحال كل كاتب مبتدئ، لكاتبة تُعد كتاباتها الأكثر مبيعًا على الإطلاق بعد الإنجيل وشكسبير. تلك السيدة التي خلقت فنًا من واقع معيش وصبغت فيه طبائعًا غنّاء لتخلق عالمًا يسلب من القارئ تلافيف عقله، ويذوب إثر أحداثه، ويستل منه ملله ليستبدل به شغفًا بين دفتي رواية سريعة الإيقاع.
إنها أجاثا كريستي سيدة الأدب البوليسي.
ولدت أجاثا في عام 1890م، من عائلة بورجوازية ميسورة الحال، ولم تكن تعلم ما يُخبئ لها القدر في مستقبل الأيام، فقد أفصحت الحياة عن أساريرها المُغلفة لتلك الفتاة الرقيقة منذ نعومة اظفارها حين مرضت وتعبت في خدرها، فقد كانت الكتابة متسعها الأول بفضل والدتها، وما هي إلا سنوات حتى تعاني ما يعانيه الكُتاب الهواة الشباب الباحثين عن الأمل، لتصير بعد محاولاتها الست في عام 1920م وقد بلغت الثلاثين من عمرها، من أهم روائي الساحة الإنكليزية وقتذاك.
تصنيف روايات الكاتب: أغلبها بوليسي - وتوجد روايات رومانسية كذلك ولكنها ليست بذي شعبية كرواياتها البوليسية
ولدت أجاثا كريستي من أب أمريكي وأم بريطانية، وكانت عائلتها ميسورة الحال، وبالتالي تلقت تعليمها في البيت، كتعليم خاص. ترعرعت في مدينة ديفون “توركاي” في جنوب بريطانيا، وهي مدينة – يُمكن أن نقول – ريفية، فكان لكريستي متسع من الوقت لقضاء ساعات من اللعب المتواصل والركض في الحقول ومطاردة الفراشات وسماع زقزقة العصافير على بحيرة منزلها.
كانت والدتها شديدة الاطلاع والثقافة ونقل ذلك الشغف إلى ابنتها، فحين مرضت الطفلة أجاثا، قالت لها والدتها: “بدلًا من ضياع الوقت، اكتبي قصة قصيرة”، لترد أجاثا بأنها لا تستطيع، ليأتي رد الوالدة: “لا يوجد شيء اسمه لا أستطيع، وإنما حاولي فقط”.
وبعد أن أنهت تعليمها الخاص، سافرت إلى باريس في منحة تعليمية وكانت سعيدة في دوراتها التدريبية تلك، وجمعت بين تعلم الموسيقى وبين زيارة المتاحف والمعارض الكثيرة هناك، ولم تعجب بلوحات الرسم الزيتي العائدة للقرنين السادس عشر والسابع عشر، وذلك يُعد غريبًا!
وقد نشأت كريستي منذ الصغر على التنقل والترحال، فقد زارت مصر أكثر من مرة، أول مرة في عام 1907م وكانت في عمر السابعة عشر عامًا حينها، ونزلت بفندق “شيرد” وزارت الأقصر أهم المناطق الأثرية هناك، لتعاود تلك الزيارة فيما بعد عام 1933م، وتؤلف بفضل تلك الزيارات عملين تدور أحداثهما في مصر، الأول مسرحية “أخناتون”، والثاني رواية بعنوان “على ضفاف النيل”.
وحين بدأت الحرب العالمية الأولى، كانت أجاثا متطوعة في جمعية الصليب الأحمر، لنجدة مصابي الحرب، كانت قد تطلعت على العديد من الأدوية وأسمائها، وكذلك على السموم وأنواعها، وكانت أن بدأت بكتابة روايات الجريمة الخاصة بها، ولكنها رُفضت في أول الأمر أكثر من مرة، إلى أن نُشرت أولى رواياتها “قصة ستايلز الغامضة” في صحيفة “رئيس بدلي” ومن هنا كانت انطلاقة مسيرتها الأدبية عام 1920م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقد كُتبت وقت الحرب حين كانت متطوعة في الصليب الأحمر.
وأما عن حياة أجاثا كريستي العاطفية، فقد تزوجت أول الأمر من الضابط البريطاني “أرتشي كريستي” عام 1914م، والتي حصلت على اسمه طوال حياتها، ولكن هذا الزواج كان على عكس التوقعات، فقد عانت أجاثا الكثير والكثير مع ذلك الرجل، فأبسط الأمور أنه كان يخونها، ويراها رفيقة فراش فحسب! فتم الطلاق بين الاثنين، بعد أن أنجبت منه ابنتها الوحيدة “روزلندا”.
ثم عادت وتزوجت مرة أُخرى من عالم الآثار البريطاني “ماكس مالوان” عام 1930م، وكان يصغرها بنحو 13 عامًا فقد كان في عمر الـ 26 حين تزوجها، وحين سُئلت عن سبب زواجها من شاب يصغرها في العمر، قالت: “إنه أمر طبيعي، فزوجي عالم آثار يعشق الآثار القديمة!”
وكان هذا الزواج مصدر إلهام لأجاثا في العديد من الأمور؛ سافرت إلى دول الشرق الأوسط كلبنان والعراق وسوريا وفلسطين في رحلات استكشاف أثرية برفقة زوجها، وكانت تُساعد الناس في عمليات الحفر والتصوير والتنقيب أيضًا، بل وكانت تنصب الخيم، وتبحث عن مكان هادئ لكتابة رواياتها بعيدًا كل البُعد عن الإزعاج.
ولنأتِ إلى أكثر القصص الغريبة التي مازال إلى يوم الناس هذا يكتنفها الغموض؛ قصة اختفاء أجاثا كريستي عام 1926م، أي قبل زواجها الثاني، فهي قصة مازالت لم تحسم بعد، ففي شهر ديسمبر يجد المحققون سيارة أجاثا كريستي في إحدى حفر مدينة غريفلد (والتي كانت تسكن فيها مع زوجها السابق)، فنشرت نيويورك تايمز حينها خبرًا عن اختفاء أجاثا كريستي، وطرحوا تساؤلًا: أين يمكن أن تكون قد اختفت؟ ولمدة أحد عشر يومًا لم تكن الصحف مشغولة إلا بأخبار أجاثا كريستي بل ووصل الأمر إلى أن خرج آلاف القُراء الولعين برواياتها البوليسية بحثًا عنها، إلى أن تم العثور عليها في إحدى الفنادق، وقيل: إنها كانت تسأل الناس في الشوارع عمن تكون هي؟!
ومازال الحدث غريب إلى يومنا هذا، فمثلًا، ستجد في السيرة التي كتبتها “لورا طومسون” قليلًا من الضوء على الواقعة، فلقد أخبرت إحدى صديقات أجاثا الكاتبة لورا طومسون: إنه حُرم علينا الحديث عن تلك الواقعة، فقد رفضت أجاثا الحديث عنها لأي أحد. لقد كان الحديث عنها محظورًا بحق، وتقول تينا: إن أجاثا نفسها لم تُناقش الواقعة على الملأ سوى مرة واحدة، في مقابلة أجرتها مع صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية عام 1928م.
ولكن هناك أسباب، فيما ذُكر أنها السبب الرئيسي لاختفائها، وبعضها إما نتيجة اكتئاب أو صدمة عاطفية وفقدان للذاكرة، أولًا: أن أجاثا كريستي اكتشفت خيانة زوجها لها، وأثناء اختفائها كانت تنطق باسم عشيقته. ثانيًا: أن أجاثا كانت تكره مدينة “غريفلد” خاصة ذلك البيت الذي سكنته، فقد قيل إن امرأة قُتلت فيه، وإنه مترع للأشباح والعفاريت. ثالثًا: اختلف البعض وأشاع أخرون بأن أجاثا قد تغيبت واختفت لتشارك في حل جريمة ما كما تفعل في رواياتها، وقد صدر في ذلك فيلم عام 2018م تحت عنوان “Agatha and the truth of murder”، كان ينُاقش سر اختفاء أجاثا تلك الأيام، حيث كانت تحاول حل لغز جريمة ما.
ولكن في الأخير، عادت اجاثا مجددًا وقد قالت إحدى الصحف يوم عودة أجاثا: “آلاف المُحققين الهواة يضعون جانبًا اليوم أنظارهم الثاقبة وأحذيتهم المطاطية ومعاطفهم البحرية القصيرة المماثلة في شكلها لمعطف شارلوك هولمز، ويرتاحون من طوافهم المرهق عبر تلال مقاطعة”، فقد عاد الناس إلى منازلهم بعد أن جعلتهم – أجاثا – يعيشون قصة مشوقة في الواقع وليس في الخيال فحسب (7).
توفيت أجاثا كريستي عام 12 يناير 1976 في سن 85 لأسباب طبيعية في منزلها الذي يقع في وينتربروك بأكسفورد.
ودُفنت في باحة كنيسة سانت ماري، بعد أن اختارت قطعة أرض لمثواها الأخير مع زوجها السير ماكس قبل عشرة أعوام من وفاتها، وحضر مراسم الجنازة نحو عشرون مراسلًا صحفيًا، وزُين قبرها بأكثر من ثلاثين إكليلًا من الورود، وأحد الأكاليل كان إكليلًا من القُراء المُمتنين لها.
كانت والدة أجاثا كريستي هي المصدر الأساسي لانطلاقها في كتابة القصص، والتي بدأت من خلالها في كتابة القصص القصيرة أول الأمر، وكانت قصصًا غالبًا ما يغلب عليها طابع سوداوي، حيث يموت كل الأبطال في نهاية القصة أو الرواية، ولكنها بعد ذلك انتقلت لكتابة روايات الجريمة، متأثرة بكثرة ترحالها وتنقلها مع عائلتها.
دائمًا ما تولد الحياة الأدبية لكل أديب بصعوبة بالغة حتى يرى النور. وأجاثا تُعد من ضمن هؤلاء الذين شهدوا صعوبات حتى تصل إلى ما وصلت إليه الآن، فدعنا نقول أولًا إلى ماذا وصلت أجاثا، وصلت إلى عرش الأدب الإنجليزي خاصة البوليسي لفترة طويلة لم يقدر أحد على منافستها فيها، رغم أنها امرأة! صارت كتبها من أكثر الكتب مبيعًا وترجمة، فقد تُرجمت لـ 130 لغة حول العالم، وبيع منها 2 مليار نسخة، ودخلت رواياتها موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر الروايات الرائجة بعد الإنجيل وأدبيات شكسبير.
بالتأكيد كل هذا لم يولد فجأة، بل إنه النصر الذي كللّ جبهته عرق عناء دام سنينًا طويلة.
حين بدأت أجاثا بالكتابة رُفضت كل أعمالها من أغلب دور النشر، إلى أن وصلت في عام 1920م، ونشرت أولى رواياتها وهي رواية “قصة ستايلز” والتي نشرت مع إحدى الصحف المحلية، فبدأ الناس يهتمون بها، وبالتالي اهتمت بها دور النشر، فدور النشر – كما نعلم – تبحث عن المبيعات والمكاسب المادية، فلن تهتم بالعمل ولو كان جيدًا، لكنها تهتم بما يهتم به الناس، فبدأت الدور تتنافس على طباعة روايات أجاثا البوليسية ومسرحياتها، وعلى ذكر المسرحيات، لأجاثا مسرحية بعنوان مصيدة الفئران –mice trip ، ما زالت تُعرض في بريطانيا إلى اليوم بعد 27,000 عرض.
وإليك أهم الروايات لأجاثا كريستي والتي حققت نجاحات كبيرة:
كذلك كتبت أجاثا كتبت روايات رومانسية باسم مستعار هو “ماري ويستماكوت”.
فقد كتبت 66 من الروايات البوليسية، بالإضافة إلى 14 مجموعة قصصية، خلاف الشعر والاعمال الإذاعية والسير الذاتية.
حصلت الكاتبة أجاثا كريستي على العديد من الأوسمة والجوائز من أشهرها :
تتعدد المحطات المهمة في حياة الكاتبة كريستي والتي أثرت وأثقلت محتواها الروائي وصقلته فيما بعد:
“بإمكان أي امرأة أن تخدع رجلًا إذا أرادت وإن كان يحبها.”
“للقهوة في إنكلترا طعم التجربة الكيماوية.”
“أفضل زوج يمكن للمرأة أن تتزوجه هو عالم آثار، فكلما زاد عمرها زاد اهتمامه بها.”
“إن تمسّك المرء بمبادئه بصرامة أكثر من اللازم فلن يقابل أحدًا.”
“لا يستوعب المرء اللحظات ذات الأهمية الحقيقية في حياته إلا عندما يكون الأوان قد فات.”
“من السخيف كتابة قصة جريمة في مدينة نيويورك، فمدينة نيويورك نفسها هي قصة جريمة!”
أعمالها خارج العالم الأدبي
عملت كممرضة في الصليب الأحمر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت تداوي الجرحى، واكتسبت خبرة كبيرة في الطب.
عملت مع زوجها عالم الآثار “ماكس مالوان”، حيث سافرت لدول الشرق وشاركت في عمليات الحفر والتنقيب والبحث، وكذلك كتابة الأبحاث والتصوير أثناء تلك الرحلات، فقد كانت عضوًا ضمن فريق البحث لزوجها.
أسماء الروايات
نظرًا لأن روايات أجاثا كثيرة سنقتصرها لأهم رواياتها:
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة