خولة حمدي

خولة حمدي، روائية وباحثة وأستاذة جامعية ومهندسة تونسية. حققت نجاحات مبهرة في عالم الكتابة الأدبية وهي في بدايات الثلاثينات من عمرها، وأثبتت نفسها كروائية استثنائية، وفي فترة بسيطة، لتؤكد أنها لم تكن مجرد ظاهرة، بل كاتبة مجتهدة.

فبروايتها التي حققت شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي، وتصدرت الكتب الأعلى مبيعًا، واستطاعت أن تحجز مقاعد على رفوف المكتبات بجانب روايات لكُتاب كبار، أحيت الرواية الشبابية، التي تمس أوجاع جيلها، وتناقش قضاياهم برصانة أدبية تطورت بشكل ملحوظ من أول عمل إلى آخر عمل، فقدمتها بمعالجات روائية لا تخلو من العلاقات الإنسانية الدافئة.

وقد بدأت مشوارها الأدبي بأول عمل يُنشر ورقيًا بعد محاولات عديدة مع قصص قصيرة لم يتم نشرها، وذلك باسم جاذب اختارته بعناية لتخرج لنا “في قلبي أنثى عبرية” اصدار عام 2012.

تتميز خولة بكونها تكتب أدب لا للأدب نفسه، بل للرسالة والقضية المحمولة في جوف الأدب. وتحتفي بالدين وتحمل هم تقديمه وعرضه بصورة نقية خالية من شوائب علقت به على مر السنين. فجاءت أولى أعمالها حادة في طرحها، مثالية في تكوين شخصياتها، وهو ما لم يستسيغه البعض، لتأتي الأعمال اللاحقة بصورة أقل نمطية وبحيادية ونضوج فكري يعي الاختلاف ويحتفي به، قوية لغويًا وأدبيًا وموضوعًا.

وعلى الرغم من ذلك فلغة روايتها لا تميل للتعقيد، يسهل فهمها حتى لعامة الناس، ويقتصر التعقيد على القضايا نفسها، فتناقش معاناة المسلمين في الغرب، والهجرة الغير شرعية، واختلاف الأديان. ولتشكل بكل ذلك إضافة نوعية للمكتبة العربية.

أما عن أعمالها الورقية والمنشورة رسميًا، أنتجت منها ستة أعمال أدبية حتى اللحظة، تنافست كل واحدة منها على الشهرة، لتصعد السلم الأدبي سلمة سلمة، ويشهد معها القارئ بزوغ فجر كاتبة شابة حققت الكثير في فترة وجيزة، وأكدت الظنون أنها لاتزال تحمل في جعبتها الكثير لترويه.
وهي كالتالي: “في قلبي أنثى عبرية” عام 2012. “غربة الياسمين” عام 2015، وهي الرواية الأولى ضمن متتالية عن الغربة. “أن تبقى” عام 2016. “أين المفر” عام 2017. “أرني أنظر إليك” عام 2020. “ياسمين العودة” والمترقب صدورها هذا العام 2021، وتعتبر تكملة لرواية غربة الياسمين.

أما عن أعمالها المنشورة الكترونيًا والتي نشرتها سابقًا قبل الدخول في عالم الكتابة الأدبية رسميًا، فلم يتم نشرها ورقيًا، ووجدتها أعمال غير ناضجة كفاية، واعتبرتها محاولات أولية ضرورية كبدايات لأي كاتب، وهي: رواية “أحلام الشباب” عام 2006. ورواية “أين المفر”، وهي ما قامت بالتعديل عليها لاحقًا مع الإبقاء على الشخصيات لدحض النسخة القديمة المزورة.

تعد أعمال خولة من النوعية التي تحتفي بالعلاقات الإنسانية. وتؤمن بأدب القضايا، فقضية يدافع عنها الكاتب أو يناقشها باستماته بقلمه هي جُل ما تصبو إليه. تريد بأعمالها أن تخلق وعي كاف في عقل الشاب العربي، فتثير الفضول في نفسه بقصص اجتماعية بسيطة لا تثير الملل، يتخللها دروس في الدين والتاريخ والهوية وغيرها. تريد من “بناتها”، وهو اللقب الذي تطلقه على رواياتها الأدبية، أن تصنع أدب تونسي ثقافي جدير بأن يُصدر للخارج فيمثل بلدها خير تمثيل. إنها تضرب على وتر الدين، ليس بمس رموزه الدينية وإثارة الجدل حوله، بل بمنحه القداسة المفروضة ورفع المعيار الأخلاقي المطلوب.

تصنيف روايات الكاتب: اجتماعية/ دينية/ رومانسية

خولة حمدي

خولة حمدي، روائية وباحثة وأستاذة جامعية ومهندسة تونسية. حققت نجاحات مبهرة في عالم الكتابة الأدبية وهي في بدايات الثلاثينات من عمرها، وأثبتت نفسها كروائية استثنائية، وفي فترة بسيطة، لتؤكد أنها لم تكن مجرد ظاهرة، بل كاتبة مجتهدة.

فبروايتها التي حققت شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي، وتصدرت الكتب الأعلى مبيعًا، واستطاعت أن تحجز مقاعد على رفوف المكتبات بجانب روايات لكُتاب كبار، أحيت الرواية الشبابية، التي تمس أوجاع جيلها، وتناقش قضاياهم برصانة أدبية تطورت بشكل ملحوظ من أول عمل إلى آخر عمل، فقدمتها بمعالجات روائية لا تخلو من العلاقات الإنسانية الدافئة.

وقد بدأت مشوارها الأدبي بأول عمل يُنشر ورقيًا بعد محاولات عديدة مع قصص قصيرة لم يتم نشرها، وذلك باسم جاذب اختارته بعناية لتخرج لنا “في قلبي أنثى عبرية” اصدار عام 2012.

تتميز خولة بكونها تكتب أدب لا للأدب نفسه، بل للرسالة والقضية المحمولة في جوف الأدب. وتحتفي بالدين وتحمل هم تقديمه وعرضه بصورة نقية خالية من شوائب علقت به على مر السنين. فجاءت أولى أعمالها حادة في طرحها، مثالية في تكوين شخصياتها، وهو ما لم يستسيغه البعض، لتأتي الأعمال اللاحقة بصورة أقل نمطية وبحيادية ونضوج فكري يعي الاختلاف ويحتفي به، قوية لغويًا وأدبيًا وموضوعًا.

وعلى الرغم من ذلك فلغة روايتها لا تميل للتعقيد، يسهل فهمها حتى لعامة الناس، ويقتصر التعقيد على القضايا نفسها، فتناقش معاناة المسلمين في الغرب، والهجرة الغير شرعية، واختلاف الأديان. ولتشكل بكل ذلك إضافة نوعية للمكتبة العربية.

أما عن أعمالها الورقية والمنشورة رسميًا، أنتجت منها ستة أعمال أدبية حتى اللحظة، تنافست كل واحدة منها على الشهرة، لتصعد السلم الأدبي سلمة سلمة، ويشهد معها القارئ بزوغ فجر كاتبة شابة حققت الكثير في فترة وجيزة، وأكدت الظنون أنها لاتزال تحمل في جعبتها الكثير لترويه.
وهي كالتالي: “في قلبي أنثى عبرية” عام 2012. “غربة الياسمين” عام 2015، وهي الرواية الأولى ضمن متتالية عن الغربة. “أن تبقى” عام 2016. “أين المفر” عام 2017. “أرني أنظر إليك” عام 2020. “ياسمين العودة” والمترقب صدورها هذا العام 2021، وتعتبر تكملة لرواية غربة الياسمين.

أما عن أعمالها المنشورة الكترونيًا والتي نشرتها سابقًا قبل الدخول في عالم الكتابة الأدبية رسميًا، فلم يتم نشرها ورقيًا، ووجدتها أعمال غير ناضجة كفاية، واعتبرتها محاولات أولية ضرورية كبدايات لأي كاتب، وهي: رواية “أحلام الشباب” عام 2006. ورواية “أين المفر”، وهي ما قامت بالتعديل عليها لاحقًا مع الإبقاء على الشخصيات لدحض النسخة القديمة المزورة.

تعد أعمال خولة من النوعية التي تحتفي بالعلاقات الإنسانية. وتؤمن بأدب القضايا، فقضية يدافع عنها الكاتب أو يناقشها باستماته بقلمه هي جُل ما تصبو إليه. تريد بأعمالها أن تخلق وعي كاف في عقل الشاب العربي، فتثير الفضول في نفسه بقصص اجتماعية بسيطة لا تثير الملل، يتخللها دروس في الدين والتاريخ والهوية وغيرها. تريد من “بناتها”، وهو اللقب الذي تطلقه على رواياتها الأدبية، أن تصنع أدب تونسي ثقافي جدير بأن يُصدر للخارج فيمثل بلدها خير تمثيل. إنها تضرب على وتر الدين، ليس بمس رموزه الدينية وإثارة الجدل حوله، بل بمنحه القداسة المفروضة ورفع المعيار الأخلاقي المطلوب.

تصنيف روايات الكاتب: اجتماعية/ دينية/ رومانسية

من هي خولة حمدي؟ نشأتها وحياتها الخاصة

 

في صيف العام 1984 وتحديدًا في الثاني عشر من شهر يوليو، وعلى أرض تونس العاصمة ولدت خولة حمدي، لاب وأم تونسيين. ونشأت وترعرعت في “باردو” ضاحية تونس العاصمة.

نشأت خولة محبة للدراسة والتعلم، متفوقة في دراستها، لا تعرف معنى للفشل ولم تذقه في مسيرتها الدراسية. تستزيد من ذلك بالكتابة والقراءة الأدبية. فقرأت للكاتبة “أغاثا كريستي” والكاتب “آرثر كونان دويل”، وتأثر أسلوب كتاباتها في محاولاتها الأولى بالرواية البوليسية.

ومالت روحها للأعمال العربية أيضًا، فتعلقت مثل أغلب شباب جيلها بسلسة “رجل المستحيل” و”ملف المستقبل” للدكتور نبيل فاروق. أما عن رمز الرواية العربية “نجيب محفوظ”، وبعد أن قرأت مجموعة من أعماله، تأثرت بأسلوبه الكتابي أيضًا.
فكانت لكل قراءاتها السابقة أثر بالغ، انعكس عليها لاحقًا ككاتبة تمتلك أسلوبها الخاص والذي صقلته وطورته تدريجيًا.

في عمر الحادية عشر سنة، حملت خولة كراستها وقلمها، وخطت بيدها أول مجموعة قصصية عبارة عن مغامرات هي وصديقاتها في المدرسة، تنتقم من خلالها من طلاب فصلها بموتهم في نهايات القصص الطفولية.

وفي الأربعة عشر ربيعًا، كتبت مجموعة قصصية هي لأبطال يدخلون دهاليز الأهرامات، ويغزون الأدغال التي يقطنها آكلو لحوم البشر. ثم تحمل كراستها وتقرأها على صديقاتها في أوقات الاستراحة. وحاليًا حزينة على إضاعة تلك الأوراق وما تحتويها من ثروة طفولية لكاتبة واعدة.

وفي المرحلة الثانوية تعلقت بالشعر الحر وشغفها حبًا، فتجلت المحاولات في قصائد تكتبها على سبورة الفصل.

في مرحلة المراهقة وفي عمر السبع عشرة سنة، تطور أسلوبها فتتابعت الأوراق وكبرت وتضخمت لتخرج من قالب الطفولة بأول رواية رومانسية بوليسية باسم “الغرفة الزرقاء”، قرأتها على بنات العائلة، ونشرت نسخة معدلة منها في وقت لاحق وفي عمر الواحد والعشرين سنة على منتديات إلكترونية بعنوان “أين المفر” عام 2006.
وبعد اتساع رقعة القراء، والاقبال على أعمالها إلكترونيًا، نشرت عمل آخر باسم “أحلام الشباب” عن يوميات فتاة مسلمة.

لاحقًا تحصلت على درجة البكالوريا في الرياضيات من معهد بورقيبة النموذجي في تونس، وبسبب نبوغها الدراسي حصلت على منحة حكومية لدراسة الهندسة، فحملتها بعيدًا حيث تقع فرنسا، فأمضت هناك عشر سنوات من الغربة، تحصلت فيها على شهادات الهندسة والماجستير والدكتوراه. فهي حاصلة على بكالوريوس هندسة صناعية، ماجستير إدارة من جامعة “سانت إتيان” للإدارة عام 2008، ثم دكتوراه في الرياضيات التطبيقية – فرع بحوث العمليات من جامعة “تروا” للتكنولوجيا عام 2011. وهناك في كلية الهندسة بدأت الكتابة بشكل أكثر انتظامًا على المنتديات الالكترونية واتسع جمهور القراء.

في السابعة والعشرون من عمرها انهت الدكتوراه. وقد تأثرت بنصيحة خالها، وهو رجل أكاديمي وبرفسور ومحاضر في عدة جامعات وحاصل على شهادات في الهندسة والكيمياء والصيدلة والمحاماة، حيث حثها على نيل رتبة أستاذ مشارك قبل سن الثلاثين لتكون أصغر حائزة على الرتبة في الجامعات التونسية. إلا أن انشغالها بالأمومة والكتابة حتى بلغت الثانية والثلاثين من العمر، لم يتح لها فرصة تحقيق الحلم، لكنها حققته بعد أن رأت النجاح في عيون قراءها وهم يثنون على انجازاتها وهل لاتزال في الثانية والثالثين حينها.

منذ مطلع عام 2013 تعمل خولة أستاذة جامعية في تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود بالرياض – السعودية. وقد استقرت هي وعائلتها الصغيرة، زوجها وابنتيهما هناك. تحاول التوفيق بين واجباتها المهنية والعائلية وتستمع بهواية الكتابة. وتحكي عن عائلتها قائلة إنها تحب الخصوصية ولا تشارك حياتها الشخصية وتفاصيلها على السوشيال ميديا.
أما عن الناقد الرسمي لها، والقارئ الأول لأعمالها قبل أن تُنشر، فهي أمها والتي تعدها على رأس قائمة القراء.

 

ما ألهمها لتصبح كاتبة؟

 

قراءاتها النهمة في طفولتها، ثم محاولاتها الكتابية ما بين القصة القصيرة، والشعر، وصولًا للرواية، وإطراء الأغلب على ما قدمته. واهتمامها بالتحصيل العلمي، كله ولد لديها رغبة الكتابة. إلا أن الدافع الأكبر للكتابة كان حينما لاحظت ان الساحة الأدبية العربية تكاد تخلو من الالتزام الأخلاقي ومعالجة قضايا الأمة. وندرة المحتوى الآمن الذي يحترم الفكر المسلم، والمتاح للقراءة لكل فرد في العائلة حتى الأطفال والمراهقين.

وعندما كانت في الجامعة لم تكن الكتابة كمهنة أو موهبة هاجس، وقد كتبت، في سنوات الجامعة الأولى، رؤيتها المستقبلية للسنوات العشر القادمة ولم تكن من ضمنها أن تكون كاتبة. فقد ارادت أن تكون أستاذة جامعية، وتنشئ شركة هندسية، فحققت الحلم الأول وعدلت عن الثاني.

وعندما جاء هاجس خوض غمار المهنة الأدبية، كانت وقتها تمتلك روايتين وبضع قصص قصيرة نُشرت مسبقًا الكترونيًا ولم ترى في أي منها ما يصلح للنشر الورقي. فقررت بعدها نشر أول عمل أدبي صالح للنشر الورقي باسم “في قلبي أنثى عبرية”.

 

مشوار خولة حمدي الأدبي

 

بدأت خولة بأول عمل روائي باسم “في قلبي أنثى عبرية” عام 2012. مستوحى من قصة حقيقية لفتاة يهودية يجمعها القدر بفتاة يتيمة مسلمة، وشاب لبناني من المقاومة، فتتأثر بهما وتعتنق الإسلام. ناقشت الرواية الاختلاف بين الأديان ووضع المرأة فيها. وقد تم ترجمة الرواية للفارسية.

يلي ذلك “غربة الياسمين” عام 2015. حيث تسلط الضوء من خلال ثلاث شخصيات على مشاكل اللاجئين العرب في فرنسا. فتبين أنواع المغتربين من مغتربة متحررة ذائبة في مجتمعها، إلى مغتربة محجبة، الى المتدين المنطو، فتتشابك مواضيع الهوية والاندماج والتعايش.

تأتي بعدها “أن تبقى” عام 2016 لتسهب في الحديث عن مشاكل المهاجرين الغير شرعيين والهوية المزدوجة، عبر “نادر” إحدى الشخصيات التي تم ذكرها في العمل السابق. كما تطرقت للإرهاب الديني والتصاقه بالهوية الإسلامية. وقد يصنف البعض هذا العمل الجزء الثاني من “غربة الياسمين”، والبعض يصنفه عمل مستقل، وهو ما بين هذا وذاك.

ثم وفي عام 2017 تصدر “أين المفر” عن ثورات الربيع العربي وخاصة بلدها تونس. وهو ما كان عمل روائي سابق بأحداث مختلفة تمامًا ولم يبلغ مرحلة النضج، لتقرر بعدها إعادة كتابة عمل مختلف بنفس الاسم فقط.

يلي ذلك وفي 2020 تصدر “أرني انظر إليك”، المستوحاة من قصة حقيقية لشاب تونسي تربى على الدين، لنسافر معه في رحلة اليقين من السجن إلى الهجرة إلى الإلحاد، ثم العودة من جديد.

ليأتي 24 مايو 2021 وتعلن عن روايتها الجديدة باسم “ياسمين العودة”، وهي الجزء الثاني من “غربة الياسمين” والتي لازالت تحت الإصدار. وقد بدأت الكتابة فيها منذ 2013، ثم تركتها لسنوات حتى لا تكون مجرد تكرار لرواية “غربة الياسمين”.

 

محطات مميزة في حياته

 

شرعت في كتابة “في أنثى قلبي عبرية” في مارس 2008 وانتهت منها في سبتمبر 2010. وقد كان لتواجدها في المنتديات الإلكترونية عظيم الأثر في كتابتها. فبسبب الصداقات التي كونتها هناك وفي فترة كتابة الرواية تعرفت على قارئات ناقدات تستشيرهن للآن في جديدها الأدبي.
ومن بينها الشخصية الحقيقية التي استوحت الرواية منها وحددت الخطوط العريضة، التي أضافت لاحقًا عليها مسحة من بنات أفكارها. فقد كانت فتاة من الدين اليهودي روت لها قصتها باختصار على أحد المنتديات، واستمر الاتصال بها عبر الهاتف والرسائل الإلكترونية حتى انتهت من الكتابة. ولكون الشخصية من مجتمع يهودي محافظ، فكانت مطلعة على تعاليم دينها جيدًا وامدتها بمصادر موثوقة لتستمد تفاصيل تستفيد منها في النص.
وقد تأخرت في اتخاذ خطوة النشر لبحثها عن دار نشر مناسبة تضع فيها كامل الثقة. لتقرر نشرها أخيرًا في يوليو عام 2012.
وترى أنها رغم كون الرواية مستوحاة من قصة حقيقية، إلا أنها ليست سجل او مرجع تاريخي لا يجوز فيه الخطأ أو الخيال.

يرى البعض في عنوان “في قلبي انثى عبرية” عنوان تجاري، وهو ما لم تنفيه، بل أكدت عليه كون العمل الأول يكون كاتبه مجهول للقارئ وبالتالي العنوان والغلاف يشكلان عوامل جذب، ويُترك اثبات هذا الشيء أو نفيه بعد قراءة العمل.

بعد صدور روايتها الأولى أدركت كبر المسؤولية، فالانتساب لوسط ادبي تربطك به صداقات وزمالة يقيد حريتك في تقييم أي كتاب كنص لا ككاتب، لذلك بدأت بكتابة تقييمات محايدة على جودريدز، ثم أصبحت لا تقيم ولا تبدي رأي في الغالب، حتى لا يرى الغير في الرأي تحذلق أدبي.

وتجد أن من أثرى معارفها ووسع مداركها هو اغترابها، حيث احتكت، وفي سنوات الشباب الأولى بثقافات مختلفة وانخرطت في حقل التعايش مع مجتمعات متباينة في فرنسا. وقد حد القانون الفرنسي من فرص الدراسة والعمل للمحجبات وهو ما عانت منه شخصيًا، وعانى منه عدد من صديقاتها ومعارفها.

أما في رواية “غربة الياسمين” فقد ظن البعض أنها تحكي قصة حياتها وتجربتها في الاغتراب، إلا أن الواقع أن فكرة الرواية خطرت لها منذ سنوات عندما كانت تقرأ قصة يابانية “مانجا” بطلتها بنتان متشابهتان في الاسم ومختلفتان في الشخصية والجرأة والنجاح، إحداهما مغنية روك والأخرى متعثرة في حياتها العملية والعاطفية. فولدت “غربة الياسمين” عن بنتين عربيتين متفاوتتين في الالتزام الديني والأوساط الاجتماعية ومع ذلك تجمعهما صداقة.
أما عن التشابه بينها وبين ياسمين، فتجده في بعض النقاط، وكذلك رنيم المصرية وعمر المغربي كلهم يحملون اجزاء منها.
و”غرباء” كان الاسم المبدئي للمسودة الأولى لـ “غربة الياسمين”، ولكن تم تغييره لتشابهه مع عنوان طُرح في نفس الفترة.

تحدت نفسها في رواية “أن تبقى” فالبطولة مطلقة لرجل وبضمير المتكلم واعتبرته منعرج حاسم في مسيرتها الأدبية من حيث الابتعاد عن البطولة الأنثوية والشخصيات القريبة للمثالية. وهي عن شخص اسمه “نادر” ظهر ككومبارس في “غربة الياسمين” في نسختها الأولى، ولطول العمل اقترحت دار النشر تقسميه جزأين. فلم تحبذ فكرة بتر العمل، فاستخرجت قصة نادر كلها في رواية منفردة وأضافت مزيد من التفاصيل والأحداث التي تمددت لتصل المستقبل عام 2035.

أما عن مقدمة النسخة المصرية، فكانت حينها تبحث عن تصدير مناسب لها، بعثت لها صديقة نسخة من ديوان الشاعر “أحمد بخيت” وبقيت هي وصديقاتها تلك الليلة تقرأن القصائد حتى وقعت عينها على مقطعين الأول خبأته لروايتها القادمة “غربة الياسمين”. وهكذا صدرت الروايتين بتصدير أشعار أحمد بخيت.

أما عن رواية “أين المفر” فسبب غزو النسخة المزورة لعمل مبتدئ وقديم، واستغلاله لاعتبارها من أعمالها الحديثة. قررت عودة صياغتها بأسلوب جديد وأحداث من الصفر، باختلاف تام عن الأولى، مبقية فقط الشخصيات والعنوان، وذلك للقضاء تدريجيًا على النسخة المزورة.

أما رواية “أرني انظر إليك” فعكفت على كتابتها ثلاثة أعوام لظروف شخصية وعائلية ومهنية، وهي مستوحاة من قصة حقيقية بعيدة عن السيرة الذاتية حكاها لها صاحبها. رغم انها قررت في وقت سابق عدم الكتابة عن قصص حقيقية بعد تجربتها “في قلبي أنثى عبرية” حيث اُرسلت لها طلبات غريبة وملحة بالتواصل مع الشخصيات تارة أو التخوين في مصداقية الرواة تارة أخرى.

ما بين العائلة والعمل والبحث العلمي تستقطع خولة ساعتين في الأسبوع للكتابة، فالعائلة لها الأولية. والمؤتمرات العلمية وتحضير المحاضرات تأخذ من وقتها الكثير، لكنها تحرز تقدم في الكتابة في الاجازات وعند الانقطاع عن السوشيال ميديا.

 

اقتباسات خولة حمدي

 

“إنني احمل ذاكرتي على كفي، تلك اللعنة ظلت ترافقني لعلني لم أُرزق نعمة النسيان مثل كل البشر” – في قلبي أنثى عبرية.

 

“الصدف هي جزء من قدر مسطور” – غربة الياسمين.

 

هذا تاريخك، ميراثك … احمله على عاتقك وسر به في الطريق الذي تختاره، لكن لا تهمله ولا تتخل عنه، فأنت لا شيء من دون ماضيك وجذورك” – أن تبقى.

 

“حاول ألا تحكم على الإسلام من تصرفات المسلمين … أو على الأقل لا تحكم من تصرفات أولئك الذين ينتمون إليه بالوراثة” – غربة الياسمين.

 

معلومات سريعة

 

الثلاث روايات قبل الأخيرة لازالت تتصدر قوائم الكتب الأعلى مبيعًا في مصر.

تعمل على مشروع أدبي باسم “ثلاثية الغربة” بدأت فيه قبل “أن تبقى” وانقطعت عنه لإصدار الرواية. فموضوعها صعب ويحتاج وقت وتركيز. و”غربة الياسمين” هي اللبنة الأولى للمشروع.

كانت تفكر بالبدء في النشر الورقي بمجموعة قصصية بعنوان “حكايات قلب” لكنه لم يحصل.

لباريس مكانة خاصة في قلبها وهي التي قررت عدم العودة لها طالما لم تتغير سياسيات التعسف تجاه المسلمين وقد تزورها كسائحة فقط.

دعمها عدد من المشاهير، وحثو جمهورهم على مطالعة ما تقدمه، منهم الممثلة “هند صبري”، والممثل “نور الشريف”.

لها عادة الضغط على هاشتاج الرواية وقراءة اقتباسات القراء وخواطرهم وانطباعاتهم، وتهتم بجمهورها.

ترى أن مقياس النجاح ليس بعدد الكتب المنشورة أو نفاذ الطبعة الأولى لكنه نجاح يُبنى على مدار السنوات.

تحترم الاختلاف في الرأي والنقد الحاد تتجنب الرد عليه فتترك للقارئ الحرية، وترى أن الكاتب تنتهي مهمته حين يضع العمل بين يدي القراء.

تقيم نفسها من خلال قراءة اعمالها القديمة، إذا لم تشعر بالرضا يعني أنها تطورت، وما لم فيعني أنها في مرحلة جمود، فتوقف الكتابة وتقرأ اكثر.

قبل الكتابة تبحث كأنه بحث علمي للتأكد من كون الموضوع غير مطروق. وتخطط للرواية وترسم معالم الشخصيات والأحداث المفتاحية.

اثرت الهندسة معجمها الكتابي عند الكتابة عن مسائل علمية.

أشهر شخصية في رواياتها:

“ياسمين” في “غربة الياسمين”. فتاة تونسية تذهب للدراسة في فرنسا، وتتعرف على رنيم المختلفة عنها تمامًا، وتتوالى الأحداث.

 

أعمالها خارج العالم الأدبي

 

  • مهندسة وباحثة وأستاذة جامعية في تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود في الرياض – السعودية، منذ العام 2013. 

 

روايات خولة حمدي 

أسماء الروايات

  • في قلبي أنثى عبرية –دار كيان – عام 2012
  • غربة الياسمين – دار كيان – عام 2015
  • أن تبقى – دار كيان – عام 2016
  • أين المفر – دار كيان – عام 2017
  • أرني أنظر إليك – دار كيان – عام 2020
  • ياسمين العودة – دار كيان – تحت الاصدار
شارك

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

مقالات اخري

مارك توين

فرانز كافكا

رحاب هاني

شارك

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر