في قلبي أنثى عبرية

خولة حمدي

عنِ الحُبِّ بيـنَ شظايا الحربِ، عن الإنسانيةِ بيـنَ ثنايا الاختلافِ، عنِ الوطنِ المُغترب، وعنِ الحيـاة. روايةٌ رومانسيّـة بنكهةٍ دينيّـة، وكثيرٌ من الإنسانية.

احصل علي نسخة

نبذة عن في قلبي أنثى عبرية

تُعتبر رُواية في قلبي أنثى عبرية أولى أعمالِ الكاتبة التونسية خولة حمدي. وتسرِدُ لـنا فيها أحداثًـا حقيقية. تنقلها لـنا من أرضِ الواقع مُباشرةً إلـى خيالِـنا. فالبشرُ يُحاربون ويُقاتـلون. وتبقى لحظاتُ السعادةِ والعشقِ في أعماقِهم مُختبـئة حتـى تصلُ إليها أقلامُ الأدباء. فـتلتقطُ الأحداث وتصنعُ منها أوراقًا من السحر. فتسكُـنُ الكلماتُ القلـوبَ للأبد!

ريما. طفلةٌ بقلبٍ حالِم:
من قلبِ الصِراع العربيّ اليهوديّ، ومن قلبِ المُستوطناتِ العِبريّـة، إلى قلبِ ريما الصغير المُفعَم بالحـياة، صِراعٌ بيـن الدولِ وصِراعٌ بيـن القلوب، فقـد استطاعت الكـتب أن تؤرّخ عن يهودٍ عاشوا واستوطنوا تونس، ولكـن السردَ من منطقةِ المشاعر كـان من نصيب هذه الرُواية التي بيـن أيدينا اليوم!

وتأخذُنا خولة في بداية رواية في قلبي أنثى عبرية لتُعرفنا على ملامحِ حياةِ تلـك الصغيرة التي قد نشأت يتيمةً مع عائلةِ جاكوب اليهودية في جزيرةِ جُربة التونسيّـة، ورُغم تعلق جاكوب بـريما، إلا أنه قرر إبعادِها خَشيةً من أن تؤثرَ على ولديه بذاك الدين المُختلف الذي قد استوطنَ قلبُها منذ زمنٍ، فبعثَ بها لدى أقاربِه، لتُكمل حياةَ التشتت والضياع التي باتت تعتادها، وهُـنا، تتقاطعُ طرق ريما وندى.

ندى. مُسلمةٌ بقلبٍ عِبريّ:
ومن تونس إلى لُبنان، تأخذُنا خولة لتُعرفنا على وجهٍ جديدٍ في الرُواية، وجهٌ لا يزالُ عاريًا من الهويّة، حافيًا من الانتماءِ، وجهُ ندى الوديع. تتعرفُ ندى على أحمد عبر حادثٍ غيرَ متوقع، ذاك الشابُ الثوريّ الذي يغارُ على دينِه ويقف في الصفوفِ الأولى للمُقاومة، وبينما كانت الفجوة تزدادُ بينهما أكثر فأكثر، انفتحت بصيرتهما لما هو أعمقُ من تلك الفجوة وذلك الاختلاف، انفتحت بصيرتهُما على الحُبّ!

وتُظهرُ لـنا الرُواية كيـف عاشت ندى في مجتمعٍ له ثلاثُ وجوهٍ، اختلطت فيه ثلاثُ دياناتٍ، فبين اليهودية والمسيحية والإسلام، لم يستطع قلبُها أن يُحدد إلى أينَ ينتمي. ويشاءُ القَدر أن تجتمعُ بتلك الصغيرة، تلك التي ستحول بقلبها الصغير نظرة ندى الكاملة للإسلام.

وتُبحرُ بنـا أحداث الرُواية بيـن أمواجِ المُقاومةِ المُتلاطمة في جنوبِ لبنان، فبعدما وقع في أيدي الإسرائيليين ثمرةً ناضِجة في يونيو ١٩٨٢، تحوّل جنوب لبنان بسرعةٍ إلـى مُستنقعٍ يتخبطُ فيه أقوى جيشٍ في الشرقِ الأوسط، وأصبحت عمليّات المُقاومة تتواترُ بمعدّلِ هُجومَيـن في اليومِ الواحد!

وبينما كانت جُذوةِ الحُبِّ تشتعلُ بيـن أحمد وندى، كانت علاقةُ ريما بندى تتطورُ هي الأخرى، فباتت تأمنُها على سرّها وحُلمِها بالاستشهادِ، لتُبقي ندى من بعدِها تتأملُ كلماتِها في شدوه، فكـيف لطفلةٍ أن تتمنى الموتَ؟ ولم تكن هي تعلمُ أن ذلك الموتُ بالنسبةِ لها كان الحيـاة، كلَّ الحيـاة.

أحمد. مُقاومٌ بذكرياتٍ مفقودة:
وبينما كانت البيوت مُمتلئة بالأهازيج والفرح، كان بيتُ أحمد كالجثةِ الراقدة، حُررت جنوب لبنان ولا يزال لا وجودَ لأي أثر لهُ، وتمرّ الليالي، وتتناقصُ ٱمالهم في عودتِه يومًا بعدَ يوم. فَفي خلالِ أربعةِ سنوات، إذ بأحمدِ يتحول إلى جون، جون الذي بقى ماضيه مفقودًا، وفي ظلّ اختفائه المُفاجئ ذاك، كان شيئًا ينمو في قلبِها، تتذكرُ نقاشاتهما الطويلة، تتذكرُ كلماتُ ريما عن الشِهادة، تتذكرُ يومَ إصابتِه، تتذكرُ ملامحِ الماضي المُطمئنة، وبالأكثر.

أخذت في استرجاعِ تلك اللحظاتِ الاستثنائية التي كانت تُرتلُ بها الٱيات، ولعلّ اختفاءَ أحمد كان الدافعُ الأساسيّ وراء كل ذلك فأخذت هي تُجدد ذكرياتِها، بينما كان هو يفقـدها رويدًا رويدًا.

في قلبي أنثى عِبريّة رُوايةٌ تُحرّكُ الروحَ القابِعة فيكَ، فتبتسمُ إثرَ كلماتِ ريـمـا، وتدمعُ إثر اختفاءِ أحمد، فتُدغدغُ فيكَ مشاعرُك وتُبعثرها، وتهزّ فيـك عواطفُك وتُحررها!

عنِ الحُبِّ بيـنَ شظايا الحربِ، عن الإنسانيةِ بيـنَ ثنايا الاختلافِ، عنِ الوطنِ المُغترب، وعنِ الحيـاة، تتغلغلُ أحداثُ هذه الرُواية وتتعمقُ إلى دواخلنا، فنجدُ فيـنا من شجاعةِ ريما ومن مُقاومةِ أحمد، ومن إنسانيةِ ندى، في قلبي أنثى عبرية هي روايةٌ رومانسيّـة بنكهةٍ دينيّـة، وكثيرٌ من الإنسانية.

فتُرى هل سيقدرُ قلبُ ندى على إيجادِ موطنِه الأصليّ؟ وهل سيتحققُ حُلمُ ريـما؟ وهل سيستطيعُ أحمد استرجاعَ ذكرياتِه المفقودة أم سيبقى في هذا العذابِ هكذا للأبد؟

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب خولة حمدي

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر