من قال إن حياة الكُتاب حياة مثالية؟ الكاتب يُعاني مما لا يُعانيه أحد من البشر، علّه يُعاني ضِعف ما تعانيه البشرية كلها. والدليل، باولو كويلو، والذي ما إن يُذكر اسمه حتى ترتعد أسماعنا مستذكرة روايته العُظمى “الخيميائي”، لكننا ننسى أو نغفل ما عاناه ذلك الرجل حتى يكون كاتبًا، ومتى انتبه لوجوده القُراء؟! فخلف كل كاتب قصة تحتاج لمن يُميط الغطاء عنها لنرى ما كانت تجهله أعيننا.
باولو كويلو الكاتب البرتغالي الذي وُلد في عام 1947م، ودخل المصحة النفسية ثلاث مرات وأدمن تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات، ليخرج من تلك المعاناة أقوى من ذي قبل، ليهب لنا عدة روايات هي أفشل ما تكون، حتى تأتي انطلاقته الحقيقية في عام 1988م مع رواية “الخيميائي”، وقد جاوز حينها الحادي والأربعين من عمره، ليصبح بعدها رسول السلام والرواية للعالم كله.
من الحضيض تأتي القمة، ومن رحم المُعاناة والألم ينبع الأمل، ومن عتمة الظلام يولد بصيص النور.. هذا هو باولو كويلو العالمي.
تصنيف روايات الكاتب: رومانسي/ واقعي/ تاريخي
من قال إن حياة الكُتاب حياة مثالية؟ الكاتب يُعاني مما لا يُعانيه أحد من البشر، علّه يُعاني ضِعف ما تعانيه البشرية كلها. والدليل، باولو كويلو، والذي ما إن يُذكر اسمه حتى ترتعد أسماعنا مستذكرة روايته العُظمى “الخيميائي”، لكننا ننسى أو نغفل ما عاناه ذلك الرجل حتى يكون كاتبًا، ومتى انتبه لوجوده القُراء؟! فخلف كل كاتب قصة تحتاج لمن يُميط الغطاء عنها لنرى ما كانت تجهله أعيننا.
باولو كويلو الكاتب البرتغالي الذي وُلد في عام 1947م، ودخل المصحة النفسية ثلاث مرات وأدمن تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات، ليخرج من تلك المعاناة أقوى من ذي قبل، ليهب لنا عدة روايات هي أفشل ما تكون، حتى تأتي انطلاقته الحقيقية في عام 1988م مع رواية “الخيميائي”، وقد جاوز حينها الحادي والأربعين من عمره، ليصبح بعدها رسول السلام والرواية للعالم كله.
من الحضيض تأتي القمة، ومن رحم المُعاناة والألم ينبع الأمل، ومن عتمة الظلام يولد بصيص النور.. هذا هو باولو كويلو العالمي.
تصنيف روايات الكاتب: رومانسي/ واقعي/ تاريخي
ولد باولو كويلو سنة 1947م في “ريو دي جانيرو” بالبرازيل، من عائلة كاثوليكية متدينة، والده كان يعمل مهندسًا، فلم تكن للخيال مساحة داخل عائلة عملية جدًا، وقد أثر ذلك على الطفل باولو حين صارح أمه بشغفه حيال القراءة والكتابة، قائلًا: “أُريد أن أُصبح كاتبًا حين أكبر”، فما كان رد الأم عليه إلا: “عزيزي؛ والدك مهندس، رجل منطقي، عملي، صاحب رؤية واضحة المعالم جدًا للعالم. هل تعلم حقًا ما هو معنى أن تصبح كاتباً؟”.
فلم يلقَ التشجيع ولا الترحيب من والديه، وبناءً على رغبتهما دخل كلية الحقوق، إلا أنه حاول التمرد عليهما والفرار من الجامعة للحاق بحلم الكتابة الذي كان يراوده، فما كان من الوالدين –الصالحين الورعين- إلا أن أدخلاه المصحة النفسية وهو في عمر السابعة عشر! فهرب “كويلو” المُراهق من المصحة، ليقوم والداه بإرجاعه إليها مُجددًا، ليُعيد الكرة ويفر، فيعيده أهله مجددًا، ثم يحاول للمرة الثالثة، وكذلك يُعيده أهله في تلك المرة. فقد حاول الفرار ثلاث مرات لكن كل المحاولات انتهت بالفشل، وفي الأخير خرج من المصحة وهو في عمر العشرين عامًا.
وعن تلك الفترة – فترة المصحة وعناد أهله له، ووقوفهم أمام حلمه – قال كويلو: “لقد سامحتهم (يقصد أهله). يحدث هذا الأمر عند الحب في كل الأوقات، عندما تمتلك مشاعر الحب الكبيرة تجاه شخصٍ ما، لكنّك ترغب بأن يتغير هذا الشخص، أن يكون مثلك. وعندها فقط يصبح الحبُّ مدمرًا”، وقال في موضع آخر: “لم تكن المسألة أنهما يريدان إيذائي، كانا فقط يجهلان ما ينبغي عليهما فعله اتجاهي. إنهما لم يقوما بذلك لأجل تدميري، بل لأجل الحفاظ عليَّ”.
وبعد خروجه من المصحة، بدأ كويلو البحث عن حياة أُخرى جديدة، بعد أن نسيّ حُلم الكتابة والذي كان يراوده منذ الصغر، فعاش حياته بوهيمياً مرتحلًا إلى أماكن عديدة؛ أمريكا الجنوبية، شمال أفريقيا، المكسيك، أوروبا. وبدأ يتعاطى المخدرات في ستينيات القرن العشرين. ولدى عودته إلى البرازيل، عمل كويلو كمؤلفٍ للأغاني لبعض المطربين، ومنهم: ريجينا، ريتا لي راؤول وسييكساس. ولقد تجاوز عدد الأغاني التي كتبها الستينَ أغنية، وتم اعتقاله في 1974م بتهمة “أعمال تخريبية” إبان الحكم العسكري السائد حينئذ، وذلك لأن كل أغانيه كانت رافضة للحكم العسكري البرازيلي.
بعد خروجه من السجن، تفرغ للعمل في الصحافة وكتابة المقالات، وعمل أيضًا كممثل ومخرج مسرحي، حتى عاد شبحه الصغير يراوده مجددًا، وهو حلم الكتابة، فنشر أول رواية لع في عام 1982م تحت عنوان “أرشيف الجحيم”، لكنها ورغم اسمها الجذاب لم تلقَ نجاحًا يذكر، بل وتُعد من أدبيات “كويلو” المنسية، ثم توالت عدة كتابات لم ينجح إحداها، فقرر السفر إلى إسبانيا.
وفي شمال غربي إسبانيا، قام برحلة حج إلى ضريح القديس “سانتياجو”، مشى الكاتب المُحبط في تلك الرحلة لأكثر من 500 ميل على طول طريق “Road to Santiago de Compostela”، وهو موقع شهير للحج الكاثوليكي. شحن هذا المسير الشاق صحوة دينية شعر بها “كويلو” في أعماقه طول طريق الرحلة، وكانت تلك الصحوة الدافع الأكبر لكتابة قصة “The Pilgrimage” والتي يعني عنوانها “الحج”، وهي قصة ذاتيه يحكي فيها كويلو عن رحلته.
وبعد تلك الرواية –الحج- والتي صدرت عام 1987م، ترك باولو كويلو أعماله ووظائفه الأخرى وكرّس نفسه ليكون كاتبًا محترفًا.
وفي عام 1988م، تحدث المُعجزة، حيث تخرج المعجزة من رحم العناء والشقاء الذي عانى منهما كويلو، تخرج رواية “الخيميائي” بعد أسبوعين إلى النور. قرر كويلو إرسالها إلى دار نشر متواضعة أول الأمر، والغريب أن تلك الدار وافقت بشرط نشر 900 نسخة فقط، وعدم معاودة نشرها مُجددًا، وذلك لعدم حماسة الدار لها، فرفض كويلو النشر معها، فأرسل القدر له دارًا أكبر من الدار الأولى لينشر معها، وفعلًا قام بالنشر.
وبعد النشر لم ينتبه الناس لروايته أول الأمر، وكان كويلو قد نسيَّ أمرها، أو بالأحرى قُل: “فقد شغفه حيالها”، واستأنف كتابة روايته الجديدة “البريد” سنة 1990م، وأثناء صدور رواية البريد، تفاجأ كويلو بأن وجد روايته السابقة الخيميائي قد صارت الأكثر مبيعًا في البرازيل، وتخططت مبيعاتها بحلول عام 2016م الـ 150 مليون، وبيع أكثر من 35 مليون نسخة، وتُرجمت إلى 81 لغة، ودخلت موسوعة “غينيس” كأكثر رواية تُباع نسخها بذلك العدد لكاتب مازال على قيد الحياة.
وكانت تلك الرواية – الخيميائي- هي نقطة التحول الرئيسية في حياة باولو كويلو والتي أصدرها وهو في عمر الـ 41 عامًا، فنال الشهرة مُتأخرًا. والآن يُعد أحد أهم الأُدباء في العصر الحالي، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق بعد “غابريال ماركيز”.
تزوج كويلو من الفنانة البرازيلية “كريستينا أوتسيلو” عام 1980م، ويمضي الزوجان حياتهما بين مدينة “ريو دي جانيرو” ومنزل ريفي في فرنسا. وقد أسس باولو كويللو مركزًا خيريًا يقدم المساعدة والدعم للأطفال والمُسنين.
ويُتابعه على مواقع السوشيال ميديا الملايين، سواء على التويتر أو الفيس بوك أو الانستقرام، وله مدونته الخاصة التي يزورها الملايين أيضًا، ويكتب فيها ثلاث مرات في الأسبوع، وفي عام 2020م، وصل عدد متابعيه على التويتر إلى 20 مليون مُتابع.
ويُعد كويلو مُعارضًا شرسًا لكل صور القمع والاستبداد الموجودة في العالم وبالأخص في البرازيل بلاده، ولم يُخفِ في مرة رأيه، بل هو دائم التعبير عن وجهة نظره بمُنتهى الشجاعة، ولذلك عينته الأمم المُتحدة كسفير ورسول للسلام.
في حالة باولو كويلو، من الصعب أن نُحدد الإلهام الأساسي أو الدافع وراء كونه كاتبًا، فهو لم يلقَ ترحيبًا من أهله حين صارحهم بميوله الأدبية، وعانى في حياته الكثير، وتخلى عن شغفه في مرة من المرات. لكن، علّ الإصرار والقوى الروحية التي يؤمن هو بها، كانت السبب الرئيسي وراء مصدر إلهامه.
فمصدر إلهام باولو ليس شخصًا كعدد كبير من الكُتاب، وإنما هدف يطمح إليه، وهو أن يعبر عما في قرارة نفسه بقلمه. رغم أن كتاباته تلقى نقدًا حادًا، نظرًا لما فيها من روحية وأفكار تنمية ذاتية: كأن يسعى الإنسان وراء حلمه ولا يُبالي بأحد! فينظر بعض النُقاد إلى أدبيات كويلو على أنها كتابات روحية فارغة من المعنى، بينما يرى البعض الآخر عكس ذلك تمامًا.
وللذكر، يتبع كويلو طقسًا غريبًا أثناء الكتابة، فمن المعروف أنه غزير الإنتاج فيكتب كل سنتين رواية جديدة، ولكنه حتى يبدأ عليه أن ينتظر شهر كانون الثاني من كل عام ليبدأ الكتابة فيه، ليس لشيء، فقط لأنه ينتظر ريشة بيضاء هي مصدر سعده وإلهامه، إن ظهرت في ذلك الشهر أخذ يكتب، وإن لم تظهر.. تأخر!
نشر كويلو ثلاثين كتابًا، بيع منها أكثر من 210 مليون نسخة في أكثر من 170 بلدًا حول العالم، وتُرجمت أعماله إلى أكثر من 81 لغة مختلفة. وقد بدأ كبيرًا في السن، حيث كان قد بلغ الـ 39 عامًا لمّا نشر أولى رواياته “أرشيف الجحيم” والتي لم تنجح من الأساس، ولا يذكرها أحد.
وفي عامه الأربعين أصدر رواية الحج سنة 1987م، والتي كان يحكي فيها عن تجربة الحج التي خاضها إلى إسبانيا، وكان مصيرها كأختها، لم تلقَ النجاح.
وفي عام 1988م أصدر تحفته الفنية “الخيميائي”، والتي تحكي عن شاب أندلسي اسمه “سانتياغو” يُسافر إلى مصر بحثًا عن كنز مدفون عند الأهرامات، وأثناء الرحلة يُقابل شخصية الخيميائي الذي يعرف الأسرار العظمى داخل الإنسان، فيكتشف سانتياغو في الأخير أن الكنز الحقيقي في الرحلة وفي ذاته وليس الذهب والمال اللذين قد يكونان تحت قدمه في بيته. وتُعد تلك الرواية من الروايات ذات الطابع الصوفي الذي أثر في العديد مِن المشاهير مِن بينهم: “مادونا” و”ويل سميث”.
وفي عام 1990م، أصدر روايته بريد، وهي رواية رومانسية، تحكي عن فتاة من إيرلندا تسعى خلف العلم، وخلال مسيرتها في البحث تتعرف على أشخاص ذوي حكمة عظيمة، وتحاول هذه الفتاة تعلم السحر، وخلال الأحداث ينتقل الكاتب بالقارئ إلى عالم الروح، ويطرح سؤالًا قديمًا: هل نحن روح واحدة موزعة على كل هذه الأجساد؟
ثم توالت الأعمال والتي ظلت على نفس الوتيرة.. وتيرة الروح والتفاؤل والسعي وراء الحلم:
ستجد أن كويلو غزير الإنتاج، فمنذ أن كان في 41 من عمره إلى اليوم حيث بلغ الخامسة والسبعين، وهو مازال يكتب دون كلل أو تعب، وستجد أن رواياته كلها تشترك في أمور عدة:
نال العديد من الجوائز، ومن أهمها دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية على رواية “الخيميائي” والتي سجلت أعلى معدل بيع نسخ في العالم كله.
وقد كرمته الأمم المتحدة أكثر من مرة، وأكبر تكريم ناله أن اُعتبر رسول السلام والأدب من قِبل جمعية الأمم المتحدة.
توجد العديد من المحطات المميزة في حياة باولو كويلو:
” تتضافر جهود الكون كلها لمساعدتك على تحقيق الشيء الذي ترغب به”
“تذكّر أحلامك وقاتل من أجلها، يجب أن تعرف ما الذي تريده من هذه الحياة.”
“هناك شيء واحد يجعل من أحلامك مستحيلة: الخوف من الفشل.”
“كن شجاعًا وتحدَّ المخاطر، لا يستطيع أي شيء أن يعوضك عن التجربة.”
“الانتظار مؤلم، والنسيان مؤلم، لكن عدم معرفتك اختيار أي منهما هو أسوأ أنواع المعاناة.”
“عندما تشبه الأيام بعضها بعضًا؛ فهذا يعني أن الناس توقفوا عن ملاحظة الأشياء الطيبة التي تخطر في حياتهم.”
” قل لقلبك إن الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه، وليس هناك من قلب يتعذب عندما يتبع أحلامه.”
“ما يحدث مرة يمكن ألا يحدث ثانيةً أبدًا؛ لكن ما يحدث مرتين يحدث بالتأكيد مرة ثالثة.”
“لا تنسَ أبدًا أنك حر، وأن إظهار انفعالاتك لا يدعو للخجل. اصرخ.. انتحب عاليًا بالقدر الذي تشاء؛ فهكذا يبكي الأطفال، وهم يعرفون كيف يريحون قلوبهم سريعًا.”
“قرارات الله يحيطها الغموض؛ لكنها تميل لصالحنا على الدوام.”
“نحن البشر، نعاني مشكلتين كبيرتين؛ الأولى: أن نعرف متى نبدأ، والثانية: أن نعرف متى نتوقف.”
“إن الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس.”
أعماله خارج العالم الأدبي
عمل كويلو قبل التفرغ للكتابة في عدة مجالات:
أما بعد أن تفرغ للكتابة بشكل كامل:
أسماء بعض مؤلفاته:
الروايات:
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة