يرسخ كتاب الأب الغني والأب الفقير فكرة أن العِبرة ليست في أن تكون غنيًا أم فقيرًا، فالفقر والغِنى عند الكاتب ليسا في المال، وإنما في طريقة التفكير.
احصل علي نسخةفي الأب الغني والأب الفقير يبدأ الكاتب بسرد عدد من القصص الحياتية التي يحاول من خلالها إيصال فكرة أصحابها، ومن تلك القصص؛ قصة شاب يريد أن يصبح غنيًا، فيأخذ نصائح والده الأكاديمي الفقير، ونصائح والد صديقه رجل الأعمال الغني، ومن خلال تلك النصائح يظهر الاختلاف بين عقلية الغني والفقير.
الفقير؛ لا يُحب المُخاطرة، ويُفضل المنطقة الآمنة، ويُقدم نصائحه دائمًا مُغلفة بنكهة الأخلاق، أي اِفعل ولا تفعل. وذلك على عكس الغني الذي يُقدم نصائحه المليئة بالمخاطر والأهوال، موضحاً أنه عليك أن تخسر أكثر من مرة حتى تربح في نهاية الأمر، وليس عليك البقاء في وظيفة طيلة حياتك، خاصة وأنت تعرف أن أرباح الشركة لا تعود عليك بشيء وإنما على صاحب الشركة الذي يُصبح غنيًا وأنت تظل فقيرًا.
الفقير يرى أن على ابنه أن يتسلق السلم الوظيفي، الغني يرى أن عليه امتلاك ذلك السلم. الفقير يرى أنه ليس شرطًا أن تكون غنيًا، الغني يرى كيف تكون غنيًا. الفقير يرى أن مادة المال هي الآفة الأساسية لكل الأمراض الأخلاقية، الغني يرى أن نقص وشح مادة المال هي سبب كل الفساد الأخلاقي. الفقير يريد السلام والطُمأنينة والسكون في وظيفة آمنة دائمًا حتى يعود عليه المعاش، الغني عكس ذلك، الغني يُريد أن يأتي له المال لا أن يذهب إليه، أي يُريد أن يعمل المال في صالحه لا أن يعمل هو في صالح المال.
في الأب الغني والأب الفقير يُقدم الكاتب نصائحه حول فكرة الأعمال الخاصة وكيفية إنشائها والعمل على تكبير مشروعك الخاص، وعدم بقائك طيلة حياتك في وظيفة ما، لأن هذا لن يُقدم لك أي شيء. ويُركز الكاتب على نشر وتوعية الناس بأهمية الثقافة والوعي الاقتصادي، ناقدًا لما أسماه بالجهل الاقتصادي، وذلك نتيجة أن أهلَنا لم يهتموا بتثقيفنا اقتصاديًا، وإنما اكتفوا بتلقيننا بعض الكلمات المتمحورة حول أهمية العمل الوظيفي الذي يضمن لك دخلًا ثابتًا طيلة حياتك وفقط.
بعد صدور كتاب الأب الغني والأب الفقير انقسمت الآراء حوله، ولكن قبل ذلك، كان أن لقي الكتاب صعوبات كي يكتسب تلك الشهرة الواسعة، فقد رفضته أغلب دور النشر أول الأمر، إلى أن قرر الكاتب نشره على حسابه، وظل الناس غير مهتمين به حتى تناولته الإعلامية “أوبرا وينفري” في إحدى لقاءاتها التلفزيونية، وهنا، صار الكتاب عنوانًا بارزًا بين الأدباء والمُثقفين ورواد الأعمال.
ومِن الذين تأثروا بالكتاب، ويل سميث –الممثل الأمريكي، والذي قال إنه عن طريق الكتاب استطاع تعليم ابنه كل ما يخص المسؤولية المالية. كذلك مِن المُتأثرين بذلك الكتاب، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي أبدى مدى إعجابه بالكتاب، وأشار إلى أن الكاتب “كيوساكي” تأثر بشكل واضح بكتاب دونالد ترامب “فن عقد الصفقات”، وفي عام 2006م، اتفق كل من ترامب وكيوساكي على نشر كتاب لهما هما الاثنين، يحمل عنوان “لماذا نريدك ثريًا، رجلان ورسالة واحدة”، ثم أصدرا كتابًا آخر سمياه “اللمسة السحرية: لماذا يُصبح بعض رواد الأعمال أغنياء ولماذا لا يفعل أغلبهم؟”.
وقد وصف المستثمر الشهير في مجال الأزياء والموضة “دايموند جون” كتاب “كيوساكي” الأب الغني والأب الفقير بأنه من أكثر الكتب المُفضلة لديه.
وعلى الجانب الآخر عارض الكثيرون كتاب كيوساكي، لما يتضمنه من نصائح انتهازية وابتزازية وهي في الأساس نصائح غير أخلاقية، ومن هؤلاء الناقد الأمريكي “جون تي ريد” والذي قال عن الكتاب: “كتاب الأب الغني والأب الفقير يحتوي على العديد من النصائح الخاطئة والسيئة والخطيرة”، وقال: “إنه من أسخف الكتب على الإطلاق”.
سرد روبرت كيوساكى محتوي أفكاره الخاصة بكتاب الاب الغني والاب الفقير في عشرة فصول ، قارن فيها بين حياة الأثرياء والفقراء من حيث التربية والتعليم وكيفية انتقاء الوظائف.
حيث نظر نظرة حديثة وبمنطق مختلف وقال إن أغلب الأثرياء لم يكون الهدف من التعليم لديهم هو تلقي الوظيفة وإذا جاءت الوظيفة فقد لا يكون الهدف منها جمع المال .
فقد لاحظ من وجهة نظره أن الأثرياء يفضلون روح المغامرة على عكس الفقراء فكل ما لديهم هو تلقين الأبناء ونصحهم فقط على الحصول على الدرجات العليا من أجل الالتحاق بالجامعة المناسبة من أجل الوظيفة.
تحياتي لموقعكم الرائع وللقائمين عليه
مدونة أطيب الكتب