السماح بالرحيل

ديفيد هاوكينز

شرح كتاب السماح بالرحيل آلية بسيطة يمكن من خلالها التحرر من السلبية، حيث كان الهدف الأساسي للمؤلف هو إيجاد الوسائل الأكثر فعالية في تخفيف معاناة البشر

احصل علي نسخة

نبذة عن السماح بالرحيل

من كتاب السماح بالرحيل “إذا كانت السعادة جزءًا من كينونتنا، فلماذا تجتاحنا مشاعرُ الحزن كثيرًا؟”

ما هي أسباب غياب السعادة؟ السؤال عن السعادة ليس له جواب مُحدد، فكل الفلاسفة والأُدباء يكتبون ويناقشون ويبحثون دون أن يتفقوا على سبب واحد حول غيابها وبقائها، ومن هؤلاء ديفيد هاوكينز، صاحب كتاب “السماح بالرحيل” – letting go: the pathway of surrender،

يُناقش فيه هاوكينز آليات تحقيق السعادة كإحدى سبل تحقيق المنفعة العامة وآليات التنوير الممكنة داخل أي مجتمع، والتي تتلخص في التحرر من المشاعر السلبية المُتراكمة علينا والتي توشك أن تقضي على ذواتنا، فمن أين جاءت تلك المشاعر التي تتربص بنا وتُلاحقنا في أغلب حياتنا اليومية.

عرض ديفيد في كتاب السماح بالرحيل الكثير من الحلول التي يتبعها الإنسان في حياته سعيًا وراء الراحة النفسية؛ كاعتناق مذهب ما أو دين معين، التزهد والرهبنة. اتباع علاجات سيكولوجية معينة والانضمام لجلسات تشخيصية وعلاجية. تغيير النظام الغذائي، الكف عن أكل اللحوم واعتناق أسلوب النباتيين وتناول النباتات فقط.

الكف عن الاستحمام بالمياه الساخنة واستبدال المياه الباردة بها (الباء تتدخل على المتروك في اللغة). العلاج بالأعشاب واستعمال العقاقير الطبية النباتية. كلها أساليب علاجية، لا تُقدم حلولًا دائمة لكنها كأفيون مؤقت لا أكثر ولا أقل!

أهم النقاط التي يطرحها الكاتب في السماح بالرحيل، فكرة التعلق الشديد، والتي تشبه التعطش الشديد، سواء كان ذلك التعلق بشيء أو شخص ما، فنحن نتعلق به/ها، وذلك التعلق يولد لدينا مشاعر الخوف من الفراق وضياع ذلك الشيء من بين أيدينا، بينما علينا أن نعترف أن كل شيء عليه أن ينقضي يومًا ما وينتهي، ورغم اعتراف بعضنا بذلك الأمر، إلا أننا نكون في حالة إنكار، نحاول من خلالها تأخير موعد الفراق.

فيتحدث الكاتب في السماح بالرحيل، هنا ويقول إننا عند مقابلتنا لأي مشكلة في حياتنا علينا مواجهتها، وتقبلها، وهذا التقبل يعني الاستسلام التام لواقع الحياة ومجرياتها دون التذمر والرفض الدائم غير المُجدي، وهذا يختلف تمامًا عن التنازل، لأن التنازل يعني أننا نتنازل لواقع الحياة لكن مع الحفاظ على بعض المشاعر السلبية تجاه الأمر الذي خسرناه، وهذا مرفوض عند هاوكينز،

فهو يرى أن ذلك التنازل سيصيبنا بالأمراض النفسية في المستقبل القريب، وبالتالي فعلينا أن نعرف أنه علينا تقبل الأمر، والسماح بكل شيء متعلقين به بالرحيل، وهذا التقبل سيخلق عندنا مشاعر السكينة الجاهزة، والتي ستؤدي بنا في الأخير إلى حياة أكثر قابلية وواقعية وسعادة في نظر الكاتب.

ومن أفضل اقتباسات كتاب السماح بالرحيل – حسب رأيي – حين يقول:

“الخطوة الأولى أن تسمح لنفسك أن تشعر بالشعور دون مقاومته، أو الهروب منه، أو الخوف منه، أو إدانته، أو تهذيبه”

هذا يعني أن الحلَ الدائم يبدأ من عندك أنت أيها الإنسان، فأنت التراجيدي والكوميدي، القادر على وصول لمرتبة عالية تعلو على الملائكة، وقادر على الحط من نفسك وقدرك حيث مستنقع أفكارك القذرة، فالخيط يبدأ من عندك أنت.

نحن نخشى مِن فقدان المال؛ مِن الفقر، من فقد الحبيب والصديق، ولكن لو غيّرنا طريقة تفكيرنا حيال تلك الأمور سنكتشف أنه من السهل علينا التصرف مع تلك الأمور بشكل بسيط، وكأنها لا تستحق كل تلك المعاناة، فأنا أيضًا سأزول وأموت يومًا ما، فالنهاية هي الأمر الوحيد الثابت في سُنة ذلك الكون المُعقد.

علينا أن نتحرر من الأشياء التي نتعلق بها، ونُحررها من سجننا ونسمح لها بالرحيل حتى نشعر بالسكينة والراحة النفسية التي ستعود علينا يومًا ما بالسعادة.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر