العزاء والوجود

سعيد ناشيد

الوجود والعزاء هو كتاب فلسفي للكاتب سعيد ناشيد صدر أثناء محنة كورونا، وكان بمثابة وقفة مع الذات كما يصفه الكاتب، حيث يتناول من خلاله وظيفة الفيلسوف الرئيسية، ومعرفة ما إن كان عليه أن يدحض الأفكار ويُفككها أم أن عليه تغيير تفكير الناس حيالها

احصل علي نسخة

نبذة عن العزاء والوجود

الوجود والعزاء ذلك الكتاب الصادر أثناء محنة كورونا، كان بمثابة وقفة مع الذات كما يصفه الكاتب، نتعرف من خلاله على وظيفة الفيلسوف الرئيسة، فهل عليه أن يدحض الأفكار ويُفككها أم أن عليه تغيير تفكير الناس حيالها،

فقد رأى أفلاطون – في كتاب الجمهورية – أن دور الفيلسوف ليس في دحض القصص التي تُروى عن عالم ما بعد الموت طالما هي راسخة في عقول الناس ومتجذرة في الزمان، كما ليس من طبيعة الناس أن يُغيروا أفكارهم وقناعاتهم مثلما يغيرون ألبستهم،

لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأفكار والقناعات الراسخة في اللاوعي الجمعي، لذلك وجب على الفيلسوف، بحسب أفلاطون، ألا يدحض، ضمن قصص الأخرويات، سوى التفاصيل التي تسبب الحزن والهلع والوهن للناس.
يسير الكاتب على نمط كتابيه السابقين على أساس التداوي بالفلسفة والطُمأنينة الفلسفية في حث الناس على التخلي عن الأمل؛

فالآمال محض أوهام، فقد قال مولانا جلال الدين الرومي: “هناك كثير من الأمل في غياب الآمال”، فكل الآمال تفصل الإنسان عن الواقع، جاعلةً إياه سابحًا في عالم من الأحلام والأوهام، حتى إذا انقطع ذلك الحبل الهش: حبل الأمل، عاد يضرب على أوتار الحياة مرة أُخرى.

يُفرق بلغة فرويد بين رغبة الحياة “الحب – إيروس”، ورغبة الموت “ثاناتوس”، فلكل رغبة أساليبها وأنماطها، فالحب يكمن في الرضا والقبول والتسليم بمجريات الحياة، وهناك فرق بين التسليم والاستسلام، فالتسليم دافع نحو تغيير الذات، أما الاستسلام فهو الجمود فحسب، أما رغبة الموت فتكمن في التعاسة والاكتئاب الناتج عن عدم تقبلنا لخيبات آمالنا؛ ذلك لأننا تعلقنا بالآمال بشكل غير صحي ومُفرط إلى أبعد الحدود.

تظهر في كتاب الوجود والعزاء الصورة التشاؤمية لشوبنهاور، ليس تشاؤمًا سلبيًا، الذي يودي بحياة الإنسان، بل هو التشاؤم الإيجابي، ليس العدمي، بل الداعي للتأقلم مع الحياة بكل ما فيها من خيبات وصراعات تؤلمنا وتوجعنا، ففلسفة الخيبة هي الوجه الآخر من التسامح – كما يقول سعيد ناشيد – فنحن كلما تأقلمنا مع خيبات آمالنا، كنا أكثر تسامحًا مع الحياة، الناس.

الحياة لا تنتظر منا أن نُقدم الجديد إلا لأنفسنا فقط، فالتذمر لن يجدي أبدًا، وبالتالي علينا تقبل قدرنا، وفي سبيل التقبل هناك ثلاثة طرق، يشرحها لنا الكاتب مُقتبسًا إياها من ثقافة نيتشة: الأول، الاستسلام الروسي، أي أن نستسلم لقدرنا دون تذمر أو مراوغة. الثاني، حب القدر، أن نعشق قدرنا بحلوه ومره. الثالث: العود الأبدي، أن نتمنى أن تعود بنا الحياة ويتكرر قدرنا مرة تلو أُخرى.

الكاتب: سعيد ناشيد – كاتب وباحث وفيلسوف مغربي، من أشهر فلاسفة العرب المُهتمين بالقضايا الفلسفية وتجديد الخطاب الديني، وقد تعرض – ظُلمًا – للفصل من التدريس الجامعي، بسبب كتبه، ومن أشهرها: “الوجود والعزاء، التداوي بالفلسفة، السلام عليكم، الطُمأنينة الفلسفية، الحداثة والقرآن، رسائل التنوير العمومي، دليل التدين العاقل، قلق في العقيدة”.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب سعيد ناشيد

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر