العمر مراحل، يمر بين طفولة ومراهقة وشباب ونضوج وهرم، بين ربيع وخريف، بين انطلاق ونشاط وكياسة وتأن، ولكن هل يوجد بين تلك المراحل العمرية الزمنية مرحلة تدعى المرحلة الملكية؟ وهل يتم استدعائها في سن محدد؟ هل تأتي في ربيع أم خريف العمر؟ ولماذا هي ملكية وتتسم بالفخامة والروعة وتهنأ فيها بممتلكات من السعادة والبهجة؟؟ هذا ما نعرفه من خلال قراءة كتاب المرحلة الملكية للكاتب خالد بن صالح المنيف.
احصل علي نسخةفي المرحلة الملكية لن تهتم إلا بنفسك ولن يشغلك إلا إصلاحها! وفي هذه المرحلة الجميلة (المرحلة الملكية) لن تقارن نفسك بأحد بل ستعيش حياتك كما كتب الله لك، لا مدًا للعين ولا استنقاصًا من نعم الله، بل آخذًا لما وهبك الله وشاكرًا له عليها! وفي المرحلة الملكية ستدرك أن حياتك رهن تفكيرك؛ فالتغيير منوط بتغير طريقة التفكير وليس بتغيير بيئة أو بامتلاك مال أو بترقية في وظيفة!
تلك الكلمات التي وصف بها الكاتب خالد المنيف كتابه المرحلة الملكية، ذلك
الكتاب الذي آثار العديد من التساؤلات بإلقائه الضوء على مرحلة مجهولة تمر داخل عمر الإنسان، مرحلة أخذت طابع الملكية لما تتصف به من مزايا خاصة تميزها عن باقي المراحل العمرية، مرحلة تميزت بروعة وفخامة الطباع والسمات والاكتفاء والاستغناء والاستقواء بالمولى عز وجل، مرحلة قد تأتي بعد النضوج، أو في مقتبل العمر،
أو قد تنتهي رحلة قطار العمر دون أن تمر بها، إنها مرحلة تكمن في ذاتك، في طريقة وعيك وإدراكك، في طريقة معالجتك للأمور والتي كلما وصلت إليها مبكراً استمتعت بكم من السعادة والنجاح والسلام النفسي الذي يضعك على الطريق السليم في مشوار حياتك..
يتحدث الكاتب في كتابه عن المرحلة الملكية واصفاً إياها بأنها مرحلة هامة في حياتك لا تستطيع أن تصل إليها بسهولة، ولكنها تأتي من خلاصة تجاربك وخبراتك الحياتية والمهارات السلوكية والسمات الشخصية التي تكتسبها أثناء حياتك، وأنها توصف بالملكية لسببين،
الأول أن الحياة ستكون في تلك المرحلة ملك لك وحدك تستطيع أن تستمتع بها بممتلكات واسعة من الطمأنينة وراحة البال، والسبب الآخر أن كلمة الملكية تشير إلى الفخامة والروعة، تلك السمات التي تميز تلك المرحلة ..
ويخبرنا الكاتب أنك تستطيع أن تصل بنفسك إلى تلك المرحلة مبكراً، وحين تصل إليها لن تندرج إلى خلافات فارغة، ولن تستدرج إلى معارك صغيرة قد تضيع لك وقتك وتبعدك عن تحقيق هدفك في الحياة ..
في تلك المرحلة ستكون أنت صاحب القرار ولن تتأثر بالآراء التافهة وسلبيات الأمور ولن تسلم أذنيك إلى الأقوال الشائعة والكلمات المغلوطة، سيكون لديك من الكياسة والحكمة ما يجعلك تتحكم في زمام الأمور وتتخذ القرارات الصائبة النافعة دائماً …
ستدرك في تلك المرحلة أنك المسئول الوحيد عن المكانة التي توصلت إليها في حياتك سواء كانت ناجحة أو فاشلة، وأن كل خطواتك في طريق مشوارك ليست سوى نتاج اختياراتك وقرارتك وحدك، وأن الظروف والمعاناة وعدم توافر الإمكانيات المادية أو الصحية أو المالية ليست سوى مجرد شماعات بلاستيكية ضعيفة يتم تعليق عليها أسباب السقوط والفشل …
وأن تلك الحياة ليست سوى منحة ومحنة، منحة وهبها الله عز وجل لنا لنستمتع بكل ما فيها من عطاياه، ومحنة تضع فيها الأقدار بعض العقبات التي تعوقنا عن تحقيق أهدافنا، ولابد أن نتغلب عليها بالإيمان العميق قولاً وقلباً وفعلاً..
وأن رسالتك في الحياة ليست سوى المحبة، محبة الله الخالصة، ومحبة الكون بكافة مخلوقاته، ومحبة تحقيق ماهيتك وهدفك في الحياة حتى وإن وُضعت أمامك جبال من العقبات والحواجز للوصول إلى غايتك…
حين تصل لتلك المرحلة ستكون وصلت إلى المرحلة الملكية، وإن لم تكن قد وصلت إليها إلى الآن فعليك بالإسراع للاغتنام من روعتها من خلال اتباع النصائح والإرشادات التي كتبت في كتاب: المرحلة الملكية.