رواية التاريخية كما تعودنا من صلاح عيسى الذي رسم صورة سينمائية لأحداث التاريخ ورواها من وجهة نظر الشعب وليس من وجهة نظر الحاكم.
احصل علي نسخة“لم يكن شخص من الرجال الذين ملأوا فضاء مرج دابق في هذه الليلة الصيفية الحارَّة يدري تحديدا كيف ستنتهي الموضوعات كل ما كانوا يعرفونه أن المعركة قد صرت قضيا مخططا، وأنها قد تنشب في أي لحظة.
وأن موارد رزقهم في ذاك المرج الفسيح لن تنبسط.أما كيف تتوزع من بينهم الحظوظ؟ مَن من بينهم سوف يُؤخذ أسيرًا؟
ومن من بينهم سوف يسقط شهيدًا في الموقعة؟ وهل ينتصر القوات المسلحة الذي يقوم بقيادته سلطانهم الملك الأشرف أبو النصر “قنصوه الغوري”
أم ينتصر قوات مسلحة عدوهم السلطان المظفر “سليم خان بن بايزيد العثماني”؟ فذلك كله لم يكن فرد من ضمنهم يدري شيئًا عنه….».
بتلك العبارة افتتح الكاتب الكبير “صلاح عيسى” روايته “رجال مرج دابق” تلك الرواية التاريخية التي عودنا فيها “عيسى” رسم صورة سينمائية لأحداث التاريخ وروايتها من وجهة نظر الشعب وليس من وجهة نظر الحاكم..
رجال مرج دابق: قصة الفتح العثماني لمصر والشام , هو المؤلف الكتابي الثامن لصلاح عيسى بعد اصداره كل من “تباريج جريح”، “مثقفون وعسكر”، “دستور في صندوق القمامة”، “رجال ريا وسكينة”، “حكايات من دفتر الوطن”، “هوامش المقريزي”
وقد صدر كتاب رجال مرج دابق: قصة الفتح العثماني لمصر والشام عام ١٩٨٣ عن دار نشر “الفتى العربي” ثم أعيد نشره في عام ٢٠٠٤ من خلال “مكتبة الأسرة” ، وقد قامت دار “الكرمة” بإعادة نشره في عام ٢٠٢١حيث شارك في الدورة الثانية والخمسين لمعرض الكتاب المقام في يونيو من نفس العام واستطاع أن يحقق أعلى نسبة مبيعات للدار خلال فترة المعرض.
يبدأ “عيسى” الكتاب بموقعة رجال مرج دابق: قصة الفتح العثماني لمصر والشام في الثامن من أغسطس عام ١٥١٦ بحلب في سوريا بين المماليك بقيادة السلطان “قنصوه الغوري” والعثمانيين بقيادة السلطان “سليم الأول” وتنتهي بانتصار العثمانيين ونزوحهم نحو مصر,
وهنا يستعرض “عيسى” عدد كبيرا من الأحداث والصراعات نشأت بين جنود جيش المماليك بصورة تفصيلية والتي ربما كانت الخيانة بينهما هي سبب سقوط المماليك في المعركة ثم يعود بنا “عيسى” بأسلوب الفلاش باك الى بداية حكم المماليك وأهم الأحداث التي تمت أثناء فترة حكمهم.
الكتاب يتناول أحداث تاريخية هامة وفترة انتقالية للحكم من عصر المماليك الى عصر العثمانيين ويطرح أسئلة متعددة منها : من هم المماليك البحرية ومن هم المماليك البرجية التي حاول “عيسى” توضيح الفرق بينهما طوال صفحات الكتاب ؟ ولماذا انهزم المماليك في موقعة “مرج دابق” هل يرجع ذلك لسوء تخطيط حربي أم أنها خيانة من قبل جنود المماليك؟
لماذا كان السلطان “قنصوه الغوري” يرفض تولي الحكم وما هو الوعد الذي طلبه من صديقيه كي يجلس على كرسي الحكم وهل بالفعل وفا بعهودهما أم لا؟ وهل بالفعل السلطان “قنصوه الغوري” قاد معركة ضد الرحالة الشهير “فاسكو دي غاما” بعد اكتشافه طريق “رأس الرجاء الصالح”؟؟ ومن هم “الجلبان” هل هم بالفعل مماليك كبار السن أتوا من خارج مصر أم مجرد جنود مرتزقة؟
ولماذا استعان بهم السلطان “قنصوه الغوري”؟ وماذا كان مصير السلطان “قنصوه الغوري” بعد تلك الموقعة وهل استطاع العثمانيين الزحف إلى مصر بعد انتصارهم أم استقروا في سوريا؟ ولماذا أشعلت موقعة “الريدانية” في عام ١٥١٧ بين المماليك بقيادة السلطان ” طومان باي” وبين العثمانيين بقيادة “سليم الأول” ؟ ولماذا هرب السلطان “طومان باي” بعد المعركة ؟ وهل بالفعل تم القبض عليه وشنقه وتعليق جثته على “باب زويلة” ؟؟؟
أسئلة عديدة طرحها الكتاب ربما قرأت عنها في كتب التاريخ، أو تعرفت عليها من خلال مناهج الدراسات الاجتماعية، أو سمعت عنها من خلال حكايات الجدة ولكنك من المؤكد ستجد فيها صورة أكثر تفصيلا وحواديت لم تسمع بها من قبل حينما تسمعها من ألسنة:
رجال مرج دابق: قصة الفتح العثماني لمصر والشام .