رسائل إلى ميلينيا

فرانز كافكا

رسائل كافكا إلى ميلينيا تبدو من الوهلة الأولى رسائل غرامية بسيطة ما بين اثنين متحابين، و لكن يصعب على أي قارئ على دراية بإسلوب و منطقية كافكا أن يصف أي شيء في حياته بالبساطة.

احصل علي نسخة

نبذة عن رسائل إلى ميلينيا

رسائل إلى ميلينيا تبدو من الوهلة الأولى رسائل غرامية بسيطة ما بين اثنين متحابين، و لكن يصعب على أي قارئ على دراية بإسلوب و منطقية كافكا أن يصف أي شيء في حياته بالبساطة.

“لقد كتبت لي أخيرًا عن عدم قدرتك على التنفس. في هذه الكلمة تتجاور الصورة والمعنى إلى حد بعيد، وفي ميران قد تخف وطأتهما بعض الشيء.”

المثير للإعجاب أن رسائل إلى ميلينيا ليست رواية رومانسية تنتهي نهاية مُعتادة، بل حتى النهاية مُعَبِرَة عن حياة كافكا التي يصفها البعض بالعشوائية.

فمنطق النهاية السعيدة المُعتاد لا ينطبق على هذه الرسائل، و مع ذلك يجد القارئ نفسه مُتفهما منطق كافكا بأن النهاية السعيدة حتى للمحبين لا تعني الحياة المُشتركة، فلقد استمرا في المراسلة لثلاث سنوات و كل ما في الأمر كان تبادل خواطر يومية و تذكرة للغوص في مرحلةٍ ما من حياتهما المُنفصلة لا غير. فوجود من تقاسمه أفكارك ليستقبل كلماتك الباردة متفهما حتى ولو كان لوقت قصير، ما المهم ان كانت ثلاث سنوات فقط، لقد غلبوا الدهر على أي حال.

“أريد أن أقرأك في التشيكية: لأنها لا تنفصل عنك، لأن فيها وحدها توجد ميلينيا بأكملها، بينما هنا في اللغة الألمانية لست سوى تلك التي في فيينا أو تلك التي تبدو لو كانت في فيينا.”

تأخذك الرسائل الى غرفة كافكا الصغيرة فتجده في مجلسه المُعتاد، أحيانا بلا طاقة حتى للتعبير عن نفسه لعزيزته ميلينيا. من خلال سطور بسيطة يرسم لك صورة كاملة لمُحيطه الهادئ ليلا بعد ضجة الجيران المستمرة نهارا و في نفس اللحظة يتقاسم معك إشتعاله الداخلي و كأنكما أمسيتما روحا واحدة في زمنان مختلفان. والمُلهِم في كتابته حق؛ أن القارئ لا يهتم لرسائل ميلينيا التي أهلكها الزمن، فإن نشوة كلمات كافكا كافية!

كيفية تعبير كافكا عن تأمله و أفكاره و مشاعره المُترتبة على وحدته تُلقيك بين موجات معاناتك الخاصة، التي أغلقت عليها أبواب الدنيا، لذلك تُدرِك أن أحد مميزات الكتاب من أمثال كافكا المشتركة هي هبة الحرية لتملئ انت ما تُرِك من فراغ بين السطور. وكأنه ينشر تلك الرسائل لكي تعيشها انت بأسلوبك تاركا بصمتك في كل صفحة، فهي تشبه زيارة قصيرة لمكان عاشت فيه الغُربة بدفئ حتى نالت منها جذورك المُنتزعة!

جوهر كتاب رسائل إلى ميلينيا ليس فقط في مشاركاته مع ميلينيا بل هو دعوة لزيارة كافكا في زاويته الخاصة جدا في المانيا لتجدا الجمال الحقيقي في الوجود معا، حتى إن أدركتها بعده بأعوام! فرسائل كافكا وجدتك على أي حال، فهل ستلبي النداء؟
كاتب ألماني و مترجمة تشيكية يفصل بينهما كونها متزوجة ومئات الأميال. فما المشترك بينهما لتحظى قصتهما المنتهية ذات الثلاث أعوام بالخُلد بعد ما يقرِب سبعون عاماً؟

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر