يحدثنا الكاتب محمد إبراهيم عننا، وكيف أن كل شخص مننا عبارة عن مجموعة من التجارب نبتت في أرض أهلكها التخبُّط، فحياتنا كلها رهن ٌبحكمة التجربة.
احصل علي نسخة“الأشياء التي تجعلنا نكبر يمكنها أن تجعلنا نصغر، الأمر كله رهن ٌبحكمة التجربة، الحُبُّ الذي لا يكسرك يقويك، والألم الذي يهدّك يبنيك، نحن مجموعة من التجارب نبتت في أرض أهلكها التخبُّط، كل ما علينا فعله أن ندّخِر لأوقات الوحدة بعضاً من الوَنَس، وللحظات الاكتئاب قليلاً من الأمل، ولحالات الحزن كل ما يمكننا من المثابرة، ولكل الأيام الكثير من الإيمان، ربما يمكننا النجاة بأنفسنا وبمن نحب.”
صدر كتاب مطلوب حبيب في عام ٢٠١٦ عن دار دوّن للنشر والتوزيع وهو باللغة العامية. الكتاب مقسم الى ٢٣ فصل ولكل فصل عنوان وموضوع مستقل. ولكن الذي يجمع بين الفصول هو فكرة المشاعر التي يواجهها الانسان طوال حياته، يقص بعض المواقف الحياتية التي حتما مرت على كل شخص سيقرأه.
وفي كل فصل يتحدث الكاتب عن حقيقة نعيشها جميعنا أو كما يسميها “اعترافات”، مستشهدًا بموقف حقيقي حدث له، مشهد من فيلم أو مسلسل أو حديث نبوي وآيات قرأنية. وهذا ما يجعل القارئ يتعلق بالكتاب، نادرًا ما نلقى مشاعرنا الدفينة مبعثرة على ورق في هيئة حروفو هكذا تشكل لنا كتاب “مطلوب حبيب”.
يبدأ الكاتب كل فصل من كتاب مطلوب حبيب باقتباس من كتاب او مقولة شهيرة لشخص معروف واحيانًا أقوال من تأليف الكاتب. وهذا يهيئ القارئ لما سيقرأه. تتعدد أغراض الفصول فمثلا منها ما يريد الكاتب من خلالها أن يبرز لنا معنى كلمة أب وأن المعنى الحقيقي لها اكبر بكثير من مجرد حرفين.
“أنا لما بعمل أي حاجة وأحس انها ناجحة بيبقى ٩٠٪ من الفرحة اللي جوايا مبنية على أساس اني عندي حاجة أقولها لولادي، أنا ببني وبتعب عشان ناس مشوفتهاش لسةه، بحاول أكون مصدر فخر لحد لسة مجاش.”
يواصل الكاتب حديثه وتشعر أنك في رحلة داخل أعماق نفسك، تغوص في أسرارك ككائن حي، ويبرز لك الكاتب أشياء لم تكن بالجرئة التي تجعلك تفكر فيها من قبل. مثل أننا مهما حاولنا لا يمكننا أن نخفي حقيقة أننا كلنا بلا استثناء لا يمكننا العيش بمفردنا وأننا دائما نكون في حاجة الى شخص ما بجانبنا يشعرنا أن وجودنا له قيمة في هذي الحياة، وهنا يوضح لنا معنى الاحتياج الذي يعد شعور طبيعي لاي فرد مهما حاول اثبات عكس ذلك.
“يظل الرجل طفلاً حتى تموت أُمه، فإذا ماتت شاخ فجأة “
استشهد الكاتب بهذه المقولة في أحد فصول كتاب مطلوب حبيب ليثبت لنا أن الأمومة غريزة في حين أن الأبوة صفة مكتسبة، والأم هي دائما تمتلك مفاتيح التعامل مع أولادها، لا أحد يعرفك مثل أمك لأن ببساطة شديدة انت شُكلت على أيديها.