ورثة آل الشيخ

أحمد القرملاوي

أسطورة عن كنز موعود، يتناقلها أفراد عائلته جيلًا بعد جيل، تستحوذ عليه، فتدفعه لأن يفتِّش وراءها عبر البيوت والأزمنة.. وكلما التأمَت الصور القديمة، نطقَت منها أصوات الراحلين، ونادَته كي يستكمل الرحلة التي بدأها سعيًا وراء الكنز.

احصل علي نسخة

نبذة عن ورثة آل الشيخ

“عالمي يهرع إلى الخلف، لا يمكنني الإمساك به، كل ما أستطيعه هو النظر إليه عبر زجاج القطار الأصمّ؛ البيوت الشائهة تتكاثر، حالها حال البشر، مياه النيل تغور حتى تمسي لا مرئية، القمامة ترتفع كأنها علامات الطريق، لا أعرف شيئًا يربطني بهذا العالم الممسوخ، إلا حاجتي للكتابة عنه، هل ثمة رابط آخر لا أدركه؟ يمكن، ولا سبيل أمامي لاكتشافه غير الكتابة.”

ترى ماذا كان يريد أن يكتب الراوي في ورثة آل الشيخ، ما هي الكلمات التي يرغب أن يبوح بها لتخفف عنه ثقل أسراره التي دفنت داخل قلبه قرن من الزمان! أسطورة غريبة تناولتها عائلة مصرية عريقة جيلا بعد جيل رغم اختلاف أحوالها وشئونها لتظل تحكى على مدار قرن كامل وهي “رؤية الجد الأكبر لقرد أجرب يحرث عليه سابع(المحمدات)”، هل الحفيد الراوي هو ذلك الوريث وعل سيتمكن من العثور على الكنز بالفعل أم سيكتفي فقط بسرد حكاية آل الشيخ.

رواية ورثة آل الشيخ هي الرواية الخامسة للكاتب أحمد القرملاوي، والعمل الأدبي السادس له فقد أصدرت عن دار الرواق عام ٢٠١٣ أول مجموعة قصصية له “أول عباس” ثم روايات “التدوينة الأخيرة ٢٠١٤، دستينو ٢٠١٥، أمطار صيفية ٢٠١٦، نداء أخير للركاب ٢٠١٨” عن دار نشر “المصرية اللبنانية”، وقد قامت دار نشر المكتبة العربية بنشر روايته ورثة آل شيخ عام ٢٠٢٠وبالرغم من أن رواية “أمطار صيفية” قد حصلت على جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب عام ٢٠١٨،

ورواية “نداء أخير للركاب” حصلت على لقب أفضل رواية في المعرض الدولي للكتاب ٢٠١٩، إلا أن رواية “ورثة آل شيخ” استطاعت أن تحقق أعلى نسبة مبيعات لدار النشر أثناء مشاركتها في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي يونيو ٢٠٢١.

تدور أحداث رواية ورثة آل الشيخ بين زمنين مختلفين الأول يبدأ في بداية القرن العشرين، والثاني يبدأ مع بداية القرن الحادي والعشرين الذي يلعب فيه بطل الرواية دور الراوي العليم، كما تدور الرواية معظم أحداثها في عدة أحياء بالقاهرة كالجمالية، حلوان،

مصر الجديدة إلا أن الكاتب يصحبنا في زيارة سريعة إلى محافظة “بني سويف” والراوية لا تسرد فقط أحداث وحكايات أفراد عائلة آل الشيخ الغريبة المتشابكة ولكنها تستعرض الأحداث المحلية للبلاد منذ الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤ مرورا بالحرب العالمية الثانية ١٩٣٩ وثورة ٥٢ونكسة ٦٧ ومدى انعكاس تلك الأحداث على أفراد عائلة آل شيخ وتأثرهم بها وانعكاسها على تطوير شخصياتهم.

رحلة البحث عن الكنز يحاكيها لنا الراوي من خلال راوية اتهمها بعض النقاد باقتباس مغزاها من رواية “الخيميائي” فإن قيمة الكنز لا تكمن في محتواها ولكن في الرحلة نفسها والأفراد التي نلتقي بهم خلالها، ولكن إذا أمعنا النظر الى رمزية الرواية نرى أن “القرملاوي” لم يقصد رسالة “باولو كويلو” ولكنه يريد توصيل رسالة أخرى تتعلق بالإرث والميراث الذي لا يكون أموالا فقط بل أحيانا يكمن في أشياء أعمق كما قال على لسان بطل روايته:

“جيلٌ يحصد ما أنتجه السلف، نحن الجيل الحاصد يا أبتاه، نحصد كل شيء، ليس المال فقط، ولا الأرض والبيوت، بل الهزيمة، غمامات الأعين، والهتاف الضائع في الفراغات، حتى الجينات نحصدها والدماء المسممة بهوس البحث عن الكنوز، عن الوعود الجسام، المذنبات الضائعة في الفضاء، والأيام تحملنا كما عربة قطار، نشعر داخلها باستقرارٍ نسبي ، بعض الخضخضة ربما، الاهتزاز، هذا كل شيء، بعض الروائح النتنة بين الحين والآخر، أو الصدمات العابرة.

لكن ثمة بطئاً وسكوناً يسمحان لنا بالبحث في دورات المياه الآسنة وأسفل المقاعد المخلعة، علنا نجد الكنز مختبئًا هنا أو هناك!”

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب أحمد القرملاوي

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر