بثينة العيسى

بثينة العيسى، كاتبة وروائية كويتية معاصرة. من أشهر الشخصيات النسائية العربية الشابة التي أجادت التعبير بصورة لفظية عن جيلها، وبروح تحررية مخالفة للقواعد السائدة والفكر المشوه، ولغة بصرية تشكل مشاهدًا في المخيلة ومشاعرًا في النفس. أحبت الكتابة كوسيلة لقول المسكوت عنه. وأحبت الكتب حتى صارت بائعة لها، ومؤسسة لدار نشر ومنصة الكترونية ثقافية باسم “تكوين“.

لا تغادر أعمالها رفوف المكتبات إلا وحصدت لقب الأعلى مبيعًا. وترجمت بعض أعمالها للغات أخرى.

حملت على عاتقها تحرير الفكر السائد وكشف المستور، وحملت كلماتها قضايا مثيرة، عن العادات والتقاليد والتناقض المجتمعي والمفارقات النفسية. فأجادت الحديث عنها بلغة محكمة فريدة شاعرية سلسلة وجزلة. تنقلت بثينة في أنشطتها الثقافية ما بين الكتابة الروائية والغير روائية، والورش الكتابية، والأنشطة الثقافية.

فأعمالها الأدبية كالتالي: ارتطام لم يسمع له دوي، 2004. سعار، 2005. عروس المطر، 2006. تحت أقدام الأمهات، 2009. عائشة تنزل إلى العالم السفلي، 2012. كبرت ونسيت أن أنسى، 2013. خرائط التيه، 2015. كل الأشياء، 2016. حارس سطح العالم، 2019. السندباد الأعمى، 2021.

وكتبها الغير روائية هي: قيس وليلى والذئب، 2011. بين صوتين: فنيات كتابة الحوار الروائي، 2014. أسفل الشجرة أعلى التلة، 2016. حاء، 2016. وهي أحد أعضاء رابطة الأدباء الكويتيين، وعضوة اتحاد كتاب الانترنت العرب.

بثينة تكتب بعفوية، تنزلق كلماتها بسهولة من الكلمة الأولى حتى نقطة النهاية، مرونة تقودك حتى السطر الأخير. تشرح مشاعر البشر، لتخاطب لغتها الروح، وتروي باسترسال مشاعر الفقد والضياع والتيه. تلعب على الوتر الحساس، فتنفخ في مشاعرنا الألم، وتتركنا أمام ذواتنا بلا أية رداء ساتر. تكتب لأنها تجد فيها الأمان والحرية والشغف الحقيقي والتعبير عن الذات، وتصف الكتابة بالعمل الممتع المتعب.

تصنيف روايات الكاتب: اجتماعية – نفسية – ديستوبيا

بثينة العيسى

بثينة العيسى، كاتبة وروائية كويتية معاصرة. من أشهر الشخصيات النسائية العربية الشابة التي أجادت التعبير بصورة لفظية عن جيلها، وبروح تحررية مخالفة للقواعد السائدة والفكر المشوه، ولغة بصرية تشكل مشاهدًا في المخيلة ومشاعرًا في النفس. أحبت الكتابة كوسيلة لقول المسكوت عنه. وأحبت الكتب حتى صارت بائعة لها، ومؤسسة لدار نشر ومنصة الكترونية ثقافية باسم “تكوين“.

لا تغادر أعمالها رفوف المكتبات إلا وحصدت لقب الأعلى مبيعًا. وترجمت بعض أعمالها للغات أخرى.

حملت على عاتقها تحرير الفكر السائد وكشف المستور، وحملت كلماتها قضايا مثيرة، عن العادات والتقاليد والتناقض المجتمعي والمفارقات النفسية. فأجادت الحديث عنها بلغة محكمة فريدة شاعرية سلسلة وجزلة. تنقلت بثينة في أنشطتها الثقافية ما بين الكتابة الروائية والغير روائية، والورش الكتابية، والأنشطة الثقافية.

فأعمالها الأدبية كالتالي: ارتطام لم يسمع له دوي، 2004. سعار، 2005. عروس المطر، 2006. تحت أقدام الأمهات، 2009. عائشة تنزل إلى العالم السفلي، 2012. كبرت ونسيت أن أنسى، 2013. خرائط التيه، 2015. كل الأشياء، 2016. حارس سطح العالم، 2019. السندباد الأعمى، 2021.

وكتبها الغير روائية هي: قيس وليلى والذئب، 2011. بين صوتين: فنيات كتابة الحوار الروائي، 2014. أسفل الشجرة أعلى التلة، 2016. حاء، 2016. وهي أحد أعضاء رابطة الأدباء الكويتيين، وعضوة اتحاد كتاب الانترنت العرب.

بثينة تكتب بعفوية، تنزلق كلماتها بسهولة من الكلمة الأولى حتى نقطة النهاية، مرونة تقودك حتى السطر الأخير. تشرح مشاعر البشر، لتخاطب لغتها الروح، وتروي باسترسال مشاعر الفقد والضياع والتيه. تلعب على الوتر الحساس، فتنفخ في مشاعرنا الألم، وتتركنا أمام ذواتنا بلا أية رداء ساتر. تكتب لأنها تجد فيها الأمان والحرية والشغف الحقيقي والتعبير عن الذات، وتصف الكتابة بالعمل الممتع المتعب.

تصنيف روايات الكاتب: اجتماعية – نفسية – ديستوبيا

من هي بثينة العيسى؟ نشأتها وحياتها الخاصة

 

سبتمبر 1982م على أرض الكويت ولدت بثينة وائل العيسى. وفي عائلة غير أدبية لا تهتم بالكتب، كانت استثناء القاعدة. حتى أنها كتبت فأحبت القراءة وليس العكس. وأولى محاولاتها الكتابية كانت بعمر الثامنة، تزامنًا مع حرب الكويت 1990م.

في عمر الثانية عشرة كتبت قصة عن القراصنة، مختزلة قصص الأطفال التي كانت تقرأها والممتلئة بالمغامرات، فجاءت كتابته كال محاكاة لما قرأت. وقد يكون لدراستها القرآن حفظًا وتعلمًا في طفولتها الفضل في تمكنها وإجادته للغة العربية.

في بدايات الشباب وجدت في المنتديات ضالتها. فنشرت قصصها القصيرة في منتدىجسد الثقافة“. قلقت كثيرًا من ردودالفعل، وسرعان ما تبدد القلق بعد إشادة الأعضاء وأحد المشرفين، وهو ناقد أدبي معروف، بما كتبت، ورأى أن العمل مشروع رواية لا قصة قصيرة.

تدين للشبكة العنكبوتية بالكثير، فهي الموجه لها في عالم الأدب. ولولاها لما قرأت وتعرفت على أدباء وكتاب كبار كـ ميلان كونديرا

أحبت بثينة الكتب كدودة الكتب. كتب أدبية كانت أم دراسية تلتهمها. وبالتالي هذه الصفة جعلتها طالبة مجتهدة، تحصد العلامات الكاملة، محددة مسارها بدخول القسم العلمي في المدرسة، في ظل نظام تعليمي سائد يمجد الأقسام العلمية، ويترك للأدبية ذيل القائمة.

وبتخرجها من الثانوية بمعدل مرتفع، رُسم مسارها الجامعي أيضًا بنفس المعايير السابقة، فسجلت في كلية الطب. هنا تاهت بثينة بين ما يريده المجتمع والعائلة وما تريده هي. فلم تجد حل إلا تغيير التخصص والتوجه لآخر وسطي بين العلمي والأدبي، يضمن لها وظيفة وقبول مجتمعي، وتستطيع معه أن تجد وقت للقراءة الأدبية. لتقرر دراسة تمويل ومنشآت مالية، كلية العلوم الإدارية، جامعة الكويت.

تخرجت وقررت استكمال دراساتها العليا إدارة أعمال تخصص تمويل، لتحصل على درجة الماجستير عام 2011، كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت. ثم التحقت بوزارة المالية الكويتية كباحثة مالية وموظفة.

في العمل أجادت وقدمت بإخلاص، ورغم ذلك لم تجد نفسها وفقدت شغفها وانطفأت روحها. سنوات عديدة كانت كافية لتقرير معها أن تستقيل وتؤسستكوين“. هنا عادت لها الروح، وعلى أعتاب الكتب وجدت ذاتها. عشقت الكتب للحد الذي أرادت فيه أن تقرأها وتكتبها وتعيش معها كل يومها وما بقي من حياتها حتى النفس الأخير.

لا تجد أي عذر يمنع الكتابة، ولا تشفق على نفسها إذا مر يوم ولم تكتب. ففي روايتهاتحت أقدام الأمهاتالتي أخذت من الزمن ثلاثة أعوام، كانت أم لابن عمره سنة، وحامل بطفل، وطالبة ماجستير، وموظفة في وزارة المالية. تسرق لحظات من اليوم تكتب فيها، ساعة اثنان، في الطريق أو في آخر مقعد في محاضرة مملة. فلا حجج ولا أعذار لمن أراد أن يكتب برأيها.

اختلاف التوجهات والمهن كان سبب في عدم اهتمام عائلتها بالأدب والقراءة، وعلى الرغم من ذلك فهي تهتم برأيهم في كتاباته. يشيدون بما تقدم، وتقرأ أمها وأختها حصادها.

أما روتين حياتها فتقرأ ثلاثين لستين صفحة يوميًا. تمارس الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع. تتعلم العزف الموسيقي على البيانو مرتين في الأسبوع. ومتاحة في أي وقت لمتابعة الأعمال لمكتبةتكوينوالتي تسير غالبًا بشكل روتيني ولا يستدعي تواجدها الدائم. 

وروتين الكتابة يحدده العمل القادم، فتُسير ظروف حياتها على أساسه لا العكس. ففيخرائط التيهكانت تعكف على الكتابة من ساعات الصباح الأولى حتى ساعات الليل الأخيرة.

لكن فيكل الأشياءوبسبب انشغالها صباحًا بمكتبة تكوين، ثم لاحقًا بأبنائها، فكانت تكتب من الثامنة مساء حتى منتصف الليل.

وفي الغالب هي تكتب ثلاث الى أربع ساعات يوميًا، ثمانمائة إلى ألفين كلمة، وقد تمتد لتسع وعشر ساعات في حالة التفرغ.

وعن الكتابة كبدايات، تتخيل الرواية لفترة من الزمن تمتد من ستة أشهر لعام، تكتمل فيها ملامح العمل الأولية، وبناء الشخصيات. يليها مرحلة تحويل الخيال إلى لغة مقروءة، وتأخذ من سنة إلى سنة ونصف. يتبعها مرحلة المراجعة والتدقيق والتعديل لتصل إلى ستة أشهر.

كاتبة، قارئة، بائعة كتب، مشروع شجرة، أم، ومؤسسة تكوين. بهذه الكلمات تفضل تعريف نفسها. لديها من الأبناء ثلاثة، ولدان وبنت. تحب الكويت لأنها تحب البحر. وتجد في الكتابة خلق وليس بوح، فالبوح للمذكرات، والخلق للقراء. فتكتب دون أن يجف قلمها ولا تمل روحها.

 

ما ألهمها لتصبح كاتبة؟

 

في حرب الكويت 1990م، تعرفت على مصطلحات أدخلت إلى قاموسها اللغوي عنوة فرضها واقع الحرب، كالحرب ورشاشة وجندي. رصدها حتم عليها البوح خوفًا، فكتبت يومياتها. وبالتالي أولى ومضات الكتابة بدافع الخوف، واستمرت في الكتابة بدافع الخوف حتى اليوم.

كطفلة أحاطتها العادات والتقاليد، وأعراف تقولب الناس في النعم والـ لا، الحرام والحلال، المسموح والممنوع. وفي وسط كل تلك التصنيفات سقطت الكتابة سهوًا من الناس فسكنت روح بثينة. الشيء الوحيد الذي نفذ من حكم المجتمع وقوالبه، فكتبت.

للحروف أصوات وللكلمات وقع، تجد فيها طاقة غريبة تجذب الدمج والتركيب والصنع والترابط فتكون معها جمل تمتد لقصص وحكايات. وبهذه الموهبة الغير عادية أجادت بثينة ما تكتب، ووجدت في الكتب الشيء الوحيد الذي تزداد قيمته بالتقادم ولايُستهلك.

 

مشوار بثينة العيسى الأدبي

 

الكتابة ليست إشارة إلى الجرح، بل صناعة مستمرة له“. بهذه الكلمات أطلت علينا بثينة فصُدر لها أول عمل روائي بعمر الثانية والعشرين. 

ارتطام لم يسمع له دوي“. تدور حول طالبة كويتية ترتحل إلى السويد لإكمال أبحاثها العلمية. وهناك تصادف أشخاصًا من ضمنهم رجل من بدون الكويت. تتعرض هناك لمواقف تجعلها أمام التجارب في لحظاتها الأولى. مواجهة الفوارق الاجتماعية، تداخل الغربة بالحنين للوطن، والحب بالفراق.

سعار“. تحلق في سرب الوجود والكينونة والذات الإنسانية. وعن مواقف سوداوية كاغتصاب فتاة من قِبل صديق والدها

عروس المطر“. الغوص في النفس باعتلالاتها. البطلة تواجه تقلبات نفسية كالاكتئاب وفقدان الثقة بنفسها بسبب قوالب مجتمعية وُضعت لها، وتوجب على كل أنثى أن تعايشها. 

تحت أقدام الأمهات“. قضية الذكورية. فالبطل شاب صغير، مفرغ من الانجازات عدا عن كونه رجل. مكانة استمدها من ذكورته خلقت له واجهة اجتماعية يفتخر بها أهله وتتهافت الفتيات للظفر به. والجدة التي خلقت من حفيدها البطل، وفرضت على النساء قالب تتبعه، لتبرهن لنا أن المرأة أحيانًا هي من تصنع جلادها بالتوارث.

عائشة تنزل إلى العالم السفلي“. الفقد الذي لا يضاهى، فقد الأم لابنها الصغير في حادث مأساوي. وبعد تخبط نفسي يتخلله أفكار انتحارية، تجد البطلة في الكتابة مهربًا، ووسيلة تصلها بالعالم السفلي حيث ابنها وذاتها التي أضاعتها برحيله، وذلك في سبع مراحل مقسمة لسبعة أيام. 

كبرت ونسيت أن أنسى“. قضية نسوية تناقش فيها كفاح النساء في فترة حرجة تُعرف بالصحوة. فتُسلب النساء حقوقهن في العيش، تحت غطاء الفتاوى المسيسة والعيب. بثينة هنا وظفت الشعر بسلاسة كون البطلة شاعرة. وقد تُرجم العمل للإنجليزية. 

خرائط التيه“. الاتجار بالبشر والأطفال واغتصابهم. تبدأ الأحداث باختطاف طفل يُدعىمشاريداخل الحرم المكي. لتنصل لأبعد من الاختطاف، فتروي بجرأة قضايا إنسانية مرعبة ومؤلمة. يُذكر أن النقابة الكويتية منعت العمل من التداول.

كل الأشياء“. بطل يمتلك علاقات عديدة ستكشف معها جوانب لمواضيع شتى، كسلطة الأنظمة وصراع الأجيال، والوطن والشعارات الرنانة.

حارس سطح العالم“. تخرج عن النمطية، فتدور الأحداث في عالم متخيل لا أفكار جديدة فيه ولا خيال ولا قصص ولاحكايات، فالتفكير عدو والخيال جريمة.

السندباد الأعمى: أطلس البحر والحرب“. عرت مجتمعاتنا كالعادة في رحلة تبدأ من جرائم الشرف، لخيانة الأصدقاء، وبالفترة الممتدة من الغزو العراقي لأزمة كورونا.

 

لقاء الكاتبة الكويتية بثينة العيسى في برنامج بيت ياسين

 

 

 

الجوائز والتقديرات

 

  • جائزة الدولة التشجيعية رواية سعار، 2005.
  • المركز الاول في مسابقة هيئة الشباب والرياضة، القصة القصير، 2003.
  • المركز الثالث في مسابقة الشيخة باسمة الصباح، القصة القصيرة.
  • المركز الثالث في مسابقة مجلة الصدى للمبدعين، 2006.
  • جائزة الدولة التشجيعية، رواية كبرت ونسيت أن أنسى، 2014.
  • جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في مجال الأدب، 2021.

 

محطات مميزة في حياتها

 

أثناء دراستها للطب وفي أحد المحاضرات كان الدكتور يشرح أجزاء الجسم، وبالوصول لأسماء المفاصل بالتفصيل، وبالتالي عليها حفظها، أدركت أن الطب سيبعدها عن القراءة والأدبوبطرد البروفسير لها من المشرحة ليُكمل للمستوى الرابع محاضرتهم. أيقنت أنها لا تنتمي لهذا المكان، ولولاه لما قررت التوقف والتوجه لكلية العلوم الإدارية. فهناك وجدت متسع للقراءة والكتابة.

بثينة أرادت الاقتراب من الكتب أكثر فأسست مشروعها الثقافي باسمتكوينعام 2013. لتتحول عام 2016 لمكتبة ودار نشر، فتصبح مساحة ومنصة أدبية، ومكتبة ودار نشروهي حريصة أشد الحرص أن تنتقي الكتب التي يتم بيعها في تكوين، فيتم غربلة الرديء منها والإبقاء على النخبة.

تعشق هذا المكان وترى فيه انفصالًا روحيًا عن العالم المادي كالساعات المسروقة خارج الزمن. وبفضل فريق العمل المتواجد في تكوين، تتفرغ هي للكتابة خلف شاشة حاسوبها، وتحضر للمكتبة لمتابعة سير العمل ثلاثة أيام في الشهرتكوين مصدر أمانها، حتى إذا ما مرض أحد أولادها، تركض لها تفترش أرضها وتحدق في أغلفة الكتب، فتجد في الكتاب راحة وعون لمواصلة الطريق والتماسك.

فيارتطام”، دافع الكتابة هو تجربة شخصية مماثلة لقصة البطلة. فبثينة سافرت للسويد في مسابقة دولية. هي وأربعة من المشاركين التقوا صدفة بشخص تصفه بالغريب. عرف أنهم من الكويت فألقى عليهم السلام وحكى لهم عن اشتياقه للكويت بلده. ومع كل هذا الاشتياق، فهو لا يريد العودة أبدًا، فاستغربت!

هذه المفارقة بين الحب الشديد للوطن والكره، لم تفهمه بثينة، خاصة وأنها من جيل تشرب الوطنية بعد التحرير، ومناكفته لها بأن الصحة والتعليم والخدمات في السويد أفضل من الكويت، حتى الشوارع بصحة جيدة هناك، ما هي إلا محاولة للتمرد. فالكويت برأيها يبقى الأفضل، لأنه الوطن والأم الأولى.

ولكنها أدركت لاحقًا أن هذه المفارقة تدل أن الوطن أساء لأبنائه، فخمنت أنه من البدون وكتبت على أساسها روايتها.  

روايةسعارليس الأقرب لقلبها لسبب فني وليس للموضوع، ولذلك لم تُطبع منها إلا ثلاث طبعات. وترى أن الكاتب يُسخرأدواته الأكثر احترافية لعمل جديد.

أماكبرت ونسيت أن أنسى”، فدافع الكتابة هو كشف الاضطهاد الذي تعاني منه النساء، بالسير مباشرة للب القضية بلا محسنات ولا تقنين 

ترى أن في البدايات يفضل كتابة ما نعرف. وبعد أن نمتلك قاعدة متينة من الأدوات الكتابية، نتطرق للكتابة عن مواضيع لانعرفها بالبحث. كتجربتها فيخرائط التيه”، أقرب الأعمال لقلبها. فحققت قفزة للأديبة الخليجية خارج دائرة الأفكار المعتادة.

هنا اختارت مسرح الأحداث الحرم المكي، فقداسة المكان ترفع من معيار الأمان في حضرة الله، ليتدخل الفعل الإنسانيويكسر هذه المنظومة الآمنة.

إلمامها بتفاصيل الحرم، يعود لذهابها للحج بعمر السابعة عشرة، وزيارة الحرم كل رمضان تقريبًا لأداء العمرة.

وقد سافرت للمناطق الأخرى، عسير وجازان جنوب السعودية، لمعرفة أشكال البيوت وطبيعة الحياة. وبقيت المشكلة في سيناء شرق مصر، لرفض والدها سفرها هناك بسبب الأوضاع المضطربة. جهلها بلغة أهل سيناء وتفاصيل المنطقة كانت عائق. وبالتالي توجهت للبحث عن الأشخاص القاطنين في العريش في الفيسبوك ليمدوها بالمعلومات، وتعدها التجربة الأصعب في مسيرتها الأدبية. 

منعخرائط التيهفي الكويت جعلها أكثر جرأة للخوض في مواضيع أكثر حساسية كالسياسة، فتطرقت لها فيكل الأشياءوالسندباد الأعمى“.

ومؤخرًا تتخيل مشاهد درامية يحتم عليها لفضها وكتابتها. كروايةحارس سطح العالم“. جرعة من الخيال والتجريد المرهقة، بعمل مجرد جدًا لشخص مثلها حسي جدًا.

وهي مدخل لدستوبيا الدولة نكاية بالمنع والتعسف الذي تفرضه الرقابة في بلدها على الأعمال الأدبية عن طريق تجسيد الرقيب الذي يصادر القصص والأفكار في الرواية.

جاء اسمالسندباد الاعمىتيمنًا بشخصية السندباد الأسطورية من الموروث الشعبي لألف ليلة وليلة. وبتتابع القرون حتى العصر الحالي جاء أحفاد السندباد بهويتهم العربية نفسها ولكن ببصيرة مفقودة، فلم يرثوا بصره وبصيرته.

وعن التطرق للغزو العراقي فيها، فالسياق الفني هو الذي فرض وجوده لا رغبة منها. وتريد إخبار العالم بالعراق كثقافة وحضارة وفكر تم تغييبه تحت طبقات من السياسة والحروب.

تهتم بأن يقرأ خمسة أشخاص على الأقل من المقربين والأصدقاء مسودة العمل الأولى. فمثلًا فيخرائط التيهأعطت المسودة للكاتب السعوديمحمد حسن علوان”، كون الأحداث المحورية حصلت في بلده السعودية، وبناء على رأيهم ونقدهم تقوم بالتعديلات.

تنظم وقتها وتكتب كل يوم بلا انقطاع حتى لساعة واحدة، فالخوف من أن يأتي يوم ولا تجد هذه الساعة للكتابة يدفعها للاستمرارية وتنظيم الوقت حتى في أكثر الأوقات انشغالًا.

وهي تكتب حتى تعطي شيئًا مختلفًا عما قدمته. دائمة التجدد، وتكتب ما لا يتوقعه القارئ.

الورش الكتابية فكرة غربية، فيجدها العربي دخيلة، حيث الكتابة موهبة وملكة خالصة. وهي موهبة صحيح قابلة للتجديد والتعلم من خلال الورش. ولو أنها لم تحضر ورشة كتابية من قبل، لقالت مثلما يقوله المنتقدون بأنها ضرب من خداع.

فالور تكمن أهميتها في جعل موهوب الكتابة أكثر حساسية بأدواته، لا بتفريخ كُتاب يحملون نفس الأسلوب، ولكن بعرض الأدوات الفنية كلها ليختاروا منها ما يناسبهم يختصروا طريقًا طويلًا من التجربة والمحاولة.

 

اقتباسات بثينة العيسى

 

إن كل ما نقوله عن الإنسانية دجل، نحن قادرون على الإيذاء بشكل لا يصدق“.

إن قدرتي على تخصيص وقت للقراءة، هي المؤشر الذي اعتمده لتقييم جودة الحياة، لأننا إذا فقدنا الحق في الجلوس بصمت والقراءة، ستبدو الحياة مثل ركض مؤبد في عجلة الهامستر“.

“…الكتب، تنقلنا من الجهل الى الوعي بالجهلإنها قفزة الإنسان من الغرور إلى التواضع“.

لا يستطيع المجتمع أن يتسامح مع شخص وضع كل المعتقدات التي ورثها على الرف وقرر أن يبحث لنفسه بنفسه عن الحقيقة“.

أنا الشخص الذي أقسمت قبل سنوات أنني لن أكونه“.

يُعتقد أن المرأة عاجزة، والحقيقة أنها ليست عاجزة أبدًا، بل غير مُدربة“.

عندما نولد إناثُا، فنحن نولد قضايا، لأن العالم مزوّد بتقنيات جاهزة للحدّ منا…”.

كأن الحياة تضحك على قدرتنا على التصديق، كل هذه الأمور الممنوحة لنا.. الأبناء، الأصدقاء، الوطن، المال، كل شيء زائل ولكننا مع ذلك نُفاجأ…”.

إن الحياة مسرحية مكتوبة سلفًا، قررها الأجداد وباركناها بالطاعةتُقاس بمدى قدرتك على أن تلائم القوالب وتقلّدالأموات…”.

“…محفوظ لم يغادر القاهرة ولم يكتب سواهاالخصوصية لا تنزع عن الكتابة هويتها العالميةرواياتي ليست رواية كويتية. وكلمة رواية كويتية لها رنين مزعج في أذني، يذكرني بالمطارات وتأشيرات الدخول“.

 

أعمالها خارج العالم الأدبي

 

عملت لفترة كموظفة وباحثة في وزارة المالية في الكويت.

 

روايات بثينة العيسى

 

  • ارتطام، دار المدى، 2004
  • سعار، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005
  • عروس المطر، المؤسسة العربية..، 2006
  • تحت اقدام الامهات، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2009
  • عائشة تنزل الى العالم السفلي، الدار العربية..، 2012
  • كبرت ونسيت ان أنسى، الدار العربية..، 2013
  • خرائط التيه، الدار العربية..، 2015
  • كل الاشياء، الدار العربية..، 2016
  • حارس سطح العالم، الدار العربية..، 2019
  • السندباد الاعمى، منشورات تكوين، 2021
شارك

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

مقالات اخري

مارك توين

فرانز كافكا

رحاب هاني

شارك

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر