أعوام نجيب محفوظ – البدايات والنهايات
محمد شعير
مرَّات عديدة، تحدَّث نجيب محفوظ عن تأثرہ «بطه حسين»، حتى إنه كتب سيرته الذاتية الخاصة بالطفولة في نهاية العشرينيات من القرن الماضي في نصّ طويل أسمَّاہ (الأعـوام)، مستلهماً العنـوان من «الأيام» للعميد
احصل علي نسخةنبذة عن أعوام نجيب محفوظ – البدايات والنهايات
مرَّات عديدة، تحدَّث نجيب محفوظ عن تأثرہ «بطه حسين»، حتى إنه كتب سيرته الذاتية الخاصة بالطفولة في نهاية العشرينيات من القرن الماضي في نصّ طويل أسمَّاہ (الأعـوام)، مستلهماً العنـوان من «الأيام» للعميد، ولسنوات طويلة، ظـلَّ ما كتبه محفوظ مفقوداً حتى عثر عليه أخيراً الكاتب والباحث «محمد شعير» الذي خاض رحلة مشوِّقة بحثاً عنه حتى اهتدى إليه، بعد أن تنقَّل النصّ بين أربع قارات مختلفة؛ إذ خرج من مصر إلى أمريكا، ثم إلى لندن، حتى استقرَّ أخيراً في إحدى الدول العربية.
من خلال هذا العمل الذي يُنشر للمرة الأولى مع نصوص ووثائق أخرى، يبرع شعير في كتابة سيرة موازية لـ «طفولة نجيب محفوظ»، ليصل عبر قراءة أدبية عميقة إلى أن هذا النصّ يشبه نواة تحطّمت في «الانفجار العظيم» إلى عشرات الأعمال الإبداعية العظيمة، وصولاً إلى نصوص «أصداء السيرة الذاتية» التي قطع فيها محفوظ نفسه رحلة بحث معكوسة عن طفولته.
كتاب البدايات والنهايات للكاتب محمد شعير
يتحدث الكتاب عن نجيب محفوظ في فتراته العمرية المختلفه
يبدأ الكاتب في تقديم الحقبة الزمنية اللتي وُلد فيها نجيب محفوظ من حيث السياسة والاحتلال الانجليزي وايضا الموقف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي آن ذاك لكي يهيئ لك الدخول في بدايات نجيب محفوظ وفهم ما الاسباب اللتي من الممكن ان تكون اثرب عليه في بداياته
من ثم يدخل الكاتب في بدايات نجيب محفوظ ويتحدث عن بعض المظاهر السياسية اللتي كانت تدور آن ذاك وأيضا عن طه حسين وكتابته لسيرته الذاتية الايام ومن ثم تحدث عن رحلة البحث عن المفكرات اللتي كتبها نجيب محفوظ عن نفسه متأثرا بقراءته لايام طه حسين ولكن لم يقم بنشرها وكان قد كتبها كنوع من التدريب ومن ثم قام الكاتب باستعراض النص اللذي قام بكتابته نجيب محفوظ واصفا فيه طفولته وايامه وشقاوته وحكايات والدته
ومن ثم قام الكاتب بالتحدث عن النص نفسه وعن كيفية كتابة السيرة الذاتية ومن كان يقوم بكتابتها وكيف وعن دخول محفوظ للجامعة وتحيزة للأدب والكتابه ونقد طه حسين له
تحدث الكاتب ايضا عن عهد المنفلوطي وتأثر نجيب محفوظ به وكتاباته وعن رأيه فيه ورأي الناس
تحدق ايضا عن الترابط الشخصي بين شخصيات روايات نجيب محفوظ والشخصيات اللتي كانت تدور حول نجيب في الحقيقة وكيفية تجسيد هذه الرواية للواقع الحقيقي والابطال الحقيقين في القصص
الأب الغائب في نصوص الاعوام لنجيب محفوظ وعدم تكرار ذكره واتباطه بالخوف والهيبة اللذي انعكس ايضا على الروايات وعن شخصية والده والشخصيات اللتي تجسد الآباء في رواياته
وعن اسمه وكيف تمت تسميته والقصتين المتلبستان الغير متؤكد من صحتهما
تحدث ايضا الكاتب عن الدور اللذي خاضته امه تأثيرا في حياته واخته وانعكاسهما على الروايات
انتهت بداية نجيب محفوظ عند انتقاله الى العباسية في بيت جديد وكان شديد السعادة
دخل الكاتب في حقبة النهايات لنجيب محفوظ فتحدث عن علاقة محفوظ بالفلسفى والاسئلة الوجودية والتشتت الفكري وتجسده في رواياته
وعن اسلوب نجيب محفوظ المتميز في الكتابه في آونته الاخيره
وتحدث عن المراحل الثلاث اللتي مرت بها الاصداء في الكتابة والمسودات اللتي كان يقوم بكتابتها والتعديلات اللتي كانت تجرى على النصوص لانقاذ اللغة واحياؤها
وتحدث ايضا الكاتب محمد شعير عن مدى تأثر محفوظ عندما عجز عن الكتابة فترة وكان يتدرب عليها مثل الطفل الصغير مجددا وكيف كان يود ان يوصل كل افكاره المحبوسه
وتحدث ايضا عن رأي نجيب محفوظ في الكُتاب والكِتابة واعتقاده الصوفي وتعريفه له والفارق بين بداياته ونهاياته
قام الكاتب محمد شعير بإختتام الكتاب بنصوص الوثائق اللتي ذكرت في النص وايضا صور مرفقة لكراسة الاعوام والكراسة اللتي تدرب فيها على الكتابة .
من الأيام حتى الأعوام
كتاب أستاذ محمد شعير أشبه بقنبله ملقاة في وادي من الزجاج،، فلكم أن تتخيلوا حجم التغيير اللي هيحدثه في عالم النقد.
دا بكل تواضع يشبه في مجال السياحة والآثار،، العثور على معبد أعظم الفراعنة،، بكل ما فيه بقى من مقابر وتوابيت ومقتنيات فريدة جدا من نوعها.. شوف بقى أد ايه الكشف دا ممكن يساعدنا في فهم الفراعنة؟
أنا كناقد أو محلل لما أحب أدرس أي عمل لنجيب محفوظ،، يبقى لازم ألجأ لعملية بحثية اسمها أركيولوجيا النص.. أنقب في حفريات النص.. هشوفه وهو بينسج شخصياته وبيحاول يصيغها بطريقة أحرجت الواقعية وازاي كان بيعمل دا.
مش كدا وبس!! النهاردا بوشكاش محفو.. نجيب محفوظ بيضحي، نجيب محفوظ من حيث اللغة دخل في صراع نتج عنه في النهاية إنه توصل لأرق لغة فصيحة،، وأرقى لغة عامية،، وخلط دي مع دي واتفضل أعظم رواية لأعظم روائي قدر إنه يتوصل للمزيج دا..
يعني ناولني القلم بقى وعد الروايات.. وانا هجيبلكم نوبل في كيس
يعني لك أن تتخيله في أعظم thug life وهو رايح يستلم نوبل في شنطة التوحيد والنور مثلا…
الكلام دا كله عشان أتوصل له وأفهم ازاي كان بينسج الأحداث وتتوالد الشخصيات عنده ويُظهرها،، يبقى لازم أرجع أراقب لحظات المخاض الفكرية عنده وطريقة تكونه الفكري والثقافي.
ودا اللي بنسميه النقد التكويني، إني أرجع لمكونات النص.. واللي بيوفر لي دا باقتدار… مع العم نجيب، هو كتاب الأعوام…
النقد التكويني بسرعة كدا مراقبة توالد النص وتتبع الكاتب وكيفية إضافته لجملة هنا، حذفه لجمله هناك.. تضمينه لمعلومة، تعقيبة على حاجة… الهوامش والإحالات وغيره وغيره…
الكلام دا على الورق طبعا..
لكن للأسف دخل علينا الكمبيوتر دخلة محمد شرف في ظرف طارئ… اللي هو سامو عليكو أنا جاي أهاندل لك حياتك وأقول لك… بدل ما تشطب على الورق تقدر تحذف وتعمل كنترول z مثلا.. تقدم وتأخر.. ودا كله بدون ما تسيب أثر…
وأفسد علينا الكمبيوتر مرحلة غاية في الأهمية أثناء الكتابة…
عظمة كتاب أستاذ محمد شعير بقى.. إنه حقل خصب، بكر للنقد التكويني لإعادة التعرف على شخصية هادرة زي نجيب محفوظ.. وكتابه مدعاة للفخر والغبطة في وقت واحد…
ومن خلاله،، هنراقب محفوظ وهو بينحت ملامح شخصياته.. وهو بيغترفها من ذاكرة الطفولة..
التناص الحاصل بين الأعوام وكتاب الأيام بيدلل لنا على إن نجيب محفوظ كان شايف إنه في المستقبل هيصبح كاتب يُبحَث في تاريخه..
وكأن الرسالة الإجمالية لأستاذ محمد شعير باختصار بيقول لنا “لمِّلي بقى كل الدراسات اللي عندك دي عن نجيب محفوظ واركنها على جنب، وابدأ من جديد.. بس من عندي.. أنا.. محمد شعير”
#نجيب_محفوظ
#هاني_شكري
في البداية, الكاتب بياخد بأيدك في رحلة زمنية لطيفة لعهد الأسرة العلوية بِشكل عام, بتلاقي نفسك فجأة أمام دار التمثيل العربي, الدنيا بتشتي وأنتَ بتاخد قرار مصيري مع بقية عشاق السهر بشأن أي رواية هتحضر… أي فرصة أفضل لفهم الأحوال أكتر مِن معاصرتها بنفسك؟ لهذا السبب بدأ الكاتب في تهيئة الجو لظهور نجيب محفوظ مُركزًا جهوده في إبرازِ الجو الأدبي مع مُراعاة الأوضاع السياسية وَتأثيرها على موضوعات كُتاب النصف الأول مِن القرن العشرين, العرض دة تم بِشكلِ سينيمائي انتقل فيه مِن رواد الأدب بإسهامتهم الأدبية وَأفكارهم السياسية إلى ولادة نجيب محفوظ جاعلًا ظهوره مُثير لِلفضولِ وَفيه لمحة لِمصير نجيب محفوظ, أي قبل البداية.
فيما بعد حصلنا على لمحة خاصة لِلمؤثرات المُباشرة على شخص نجيب محفوظ وَأحد قدواته, السبب المُباشر في ولادة نص الأعوام – الذي كما وصف الكاتب- الوثيقة الأكمل عَن الطفل.
بعد النقطة دي احنا مُستعدين فعلًا للبدايات وَمُستعدين نأخذ لمحة مِن نافذة الطفل نجيب محفوظ مُغيرين شكل المكان وَالزمان المُعتادين عليه لاخر يتوافقُ مَع الي بتطل عليه النافذة, وهنا فعلًا يتم عرض النص الذي كتبه نجيب محفوظ وَنشاركه لِلحظات أعوامه الأولى.
بياخذ الكاتب حِمل مسئولية توضيح النص بشكل دقيق على عاتقه: بيوضحلك سبب كتابة نجيب محفوظ لِلسيرة ومدى انتشارها بِذلك الوقت, بيعرفك أن مشوار نجيب محفوظ في جذب انتباه قدوته كان عسير بعض الشيء, بينبهك كذلك بِتأثير صاحب العبرات على مُصطلحاته, ثم بيذكرك بِتفرد نص الأعوام عَن بقية أوراقه,
والأهم, يُجيب تساؤل كُل قارئ يجد دقة في أعمال الكاتب: أهذا العمل تجربة ذاتية مُستترة خلف الشخصيات؟
بيُجيبك الكاتب محمد شُعير بِردود نجيب محفوظ نفسه وَبشخصيات كُتبه, وَبينتقل لأفراد مؤثرين على أدبه ليوضح مدى اتساقهم مَع شخصيات الكاتب.
في النهايات بناخد مجرى مختلف, بدلًا مِن التعرف على المؤثرات التي كونت الشخصية نحن ننظرَ لِما وصل له هذا التكوين, بدلًا مِن نظرة الطفل الحيادية لِلأمورِ فإننا نرى رجلًا ذا فلسفة وَأفكار. إننا نرى رجلًا جابهته الحياة بِتحدي شغفه الأسمى -الكتابة- وَالقدرة على إكماله, نرى أن الأدب فن, وَالفنان لا يحيا دون مزاولة مهنته.. كذلك نرى حنين نجيب محفوظ لِمواضع ذكرياته, فيُيعيَد إحياءها في مخيلته دون أن يحياها, فقط يطلُ عليها كما نفعلُ نحن.
هذه الرحلة الزمكانية مُمتازة لِقارئ نهم تذوق أعمال الكاتب تجيب محفوظ وَحلل رمزياته, -وَلِلمُفاجأة- أيضًا مُناسبة لِشخص لم يتقابل مع عظمة أعماله؛ فهنالك دقة في نقلِ الوقائع سواء مِن المطبوعاتِ أو المرئيات, وَتواجد مُستمر لِشخصيات أعمال الكاتب بِأقوالها وَمواقفها. أسلوب الكاتب محمد شعير في رسمِ المشاهد وَالسرد يُبقيك مُستمتعًا؛ فهو لم يكتفي بِعرضِ نص الأعوام أو أيًا مِن الوثائق التي وصل لها, بل اخذ بيدك إلى ما بين السطورِ وَإلى المواد الخام التي شكلت النصوص.
ويا عزيزي القارئ إن شككت بِمدى مصداقية الكتاب, فالكاتب محمد شعير لم يبخل عليك بِالوثائقِ وَالمصادر ؛)