"حفت الجنة بالمكاره، حفت النار بالشهوات"، هكذا أخبرنا رسول الله فطريق الجنة صعب مبني على ما كرهته النفس، والنفس أمارة بالسوء تميل إلى المعصية وتتبع الشهوات، ذلك هو الداء الذي شرحه ابن القيم في كتابه ولكنه أعطى لنا الدواء أيضا.
احصل علي نسخةمن كتاب الداء والدواء ” …ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضى الله عنهم أجمعين في رجل ابتلى ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته؟ وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق فما يزداد إلا توقدا وشدة فما الحيلة في دفعها؟ وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلى والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى؟؟؟…. “
ذلك السؤال هو الذي وجه إلى الإمام ابن قيم الجوزي أثناء إلقائه أحد خطبه، والذي لم تكن إجابته هو مجرد كلمات موجزة يريح بها السائل على سؤاله بل كانت الإجابة مؤلف متكامل تجاوزت صفحاته عدد السبعمائة صفحة تم نشره وطباعته على مدار ثمان قرون متتالية وتم توزيعه على معظم المكتبات العربية في العديد من الدول ليكون كتاب الداء والدواء..
والذي اشتهر أيضا باسم “الجواب الكافي لمن أراد الدواء الشافي” حيث تمثلت إجابة واحدة في تلخيص منهج إسلامي متكامل وتفسير العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرانية.
كتاب الداء والدواء جمع في قواعد كتابته بين علوم النفس الإنسانية، الأصول الدينية الإسلامية ليصنفه بعض النقاد أنه أهم كتب علم النفس الإسلامي، فالبداية كانت من النفس بيت الداء التي تنزح شهواتها نحو متاع الدنيا والنهاية كانت مع الدواء الذي يمكن في تطبيق فروض وأصول الدين لكبح تلك الأهواء وتسويتها في الطريق المستقيم الذي يوضحه الدين.
اعتمد ابن القيم في كتابه الداء والدواء على شرح وتفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في معالجة النفس البشرية والطرق الصحيحة لكبح خطاياها وتقويمها في الطريق الصحيح.
اشتمل كتاب الداء والدواء على موضوعات عديدة من أهمها “المحبة” تلك الكلمة عميقة المعنى التي لا يصل إليها سوى الصادقين المخلصين في العبادة، وأنها قد تكون دليل المؤمن وخلاصه الوحيد من عذاب الدنيا والآخرة. من الموضوعات التي تطرق لها أيضاً أن لكل داء دواء والداء لا يقتصر على الأبدان بل يمتد إلى القلب والروح معا الذي يكون دواهما الالتزام بالطاعات، وأن المعاصي سموم القلوب مثلما الداء سم البدن،
وأن الدعاء والرجاء مقبولين عند الله طالما التزمنا بالإيمان الكامل القائم على الحمد والصبر، وأن الله خلق لنا الدواء بداخلنا نستحضره بالإيمان والمحبة، نستحضره بالنفس المطمئنة، بمحبة المولى والأنام والنفس بصونها من المعاصي فالحسنات تذهب السيئات، والتوبة تمحي المعاصي، والمحبة تذيب البغض ولكل:
داء دواء