مولانا

إبراهيم عيسى

تدخل الرواية خلف كواليس شيوخ الفضائيات الذين أصبحوا ظاهرة في العالم العربي في السنوات الأخيرة، لنرى العالم الخفي لهم، والعلاقات التي تربطهم بأجهزة الأمن والساسة ورجال الأعمال.

احصل علي نسخة

نبذة عن مولانا

تتمحور أحداث وشخصيات رواية مولانا حول “الشيخ حاتم الشناوي”، اختصر فيه الكاتب الطبيعة الإنسانية بين الفضيلة والرذيلة حتى وإن كانت من رجل دين. بخفة دمه وتهكمه المغلف بسخرية، كان كرت الدخول الذي استخدمه لنرى ما الذي يحدث خلف الأبواب الموصدة. فمن حاتم الصبي الذي كان عواد يعزف العود في الأفراح، إلى الخطيب وقارئ القرآن في التعازي، وصولاً إلى شيخ برامج الإفتاء، وأكثرهم شهرة وقربًا من الشباب والجمهور.

ولأن الناس تهوى من الدين قشوره، كما يقول حاتم دائمًا، فيقدم هذه القشور في البرامج حسب ما يطلبه المستمعون من جمهور، وحسب ما يتناسب مع رجال أعمال تضمن لهم هذه البرامج الكسب المادي، ولا يجلب لهم أي ضرر مع الدولة. أما لب الدين الذي تشربه من كتاب الله ومن أمهات الكتب، فيحتفظ به في قلبه، ويتسلل عنوة في بعض نقاشاته البعيدة عن الأضواء.

تتقاطع حياة حاتم بحياة الشخصيات الأخرى في رواية مولانا، فتأخذنا الأحداث صعودًا وهبوطًا في جدالات دينية حساسة يعرضها لنا الكاتب بكل جرأة، وهي إحدى عناصر الإبهار في العمل ومصدر قوته.

تنقسم الرواية إلى أربعة محاور أساسية تشهد عليها سياق الأحداث، أولاً بداية هادئة مشحونة بالتوتر الكامن، نتعرف من خلالها على الشيخ حاتم المقدم للبرامج الدينية والمتزوج من “أميمة” وأب لولد اسمه “عمر”. نقترب أكثر من عالمه كرجل دين، وما يحيطه من إعلاميين ورجال أعمال ودين ومشاهير ورجالات في أمن الدولة، وحلقات الربط بين عالمين متقاطعين ما بين التشدد المفرط إلى الانفتاح الماجن. حياتهم، ومجالسهم، وترفهم، وأقنعة يلبسوها ثم ما يلبثوا أن يخلعوها في أول خلاف فكري.

يأتي المحور الثاني، فتنحرف معه مسار الأحداث الرتيبة إلى مشكلة يواجها رجل الدولة الأول “نجل الرئيس” مع شقيق زوجته “حسن”. شعلة متقدة يراد اطفاؤها، فيتم الاستعانة بحاتم لحلها. وخلال هذه المرحلة المفصلية، تواجه البطل الكثير من المواقف التي يسودها جو من التوتر مع زوجته وبرنامجه الجديد، و”نشوى”، إحدى المتابعات لبرنامجه، المعجبة والثائرة على أفكاره.

يأتي المحور الثالث، والذي يشهد انطفاء حاتم. فـ “الشيخ مختار الحسيني” الذي تم تكفيره ظلمًا، تميل نفس حاتم إلى إنصاف صديقه. فيضع بهذا الموقف نهاية لشهرته وبداية لتلطيخ سمعته بالوحل.

ثم المحور الرابع والأخير في رواية مولانا، تشهد البلد أحداث محمومة، من تفجير كنيسة إلى اختفاء حسن والشيخ مختار، وعودة متذبذبة لسطوع نجم حاتم ورضا الدولة عليه. فتنتهي معها الرواية بحقيقة صادمة وغير متوقعة.

الجدير بالذكر أن من خلال هذا العمل سيتم مناقشة قضايا حساسة، وسنفهم طبيعة الأديان الحقيقية وبكل واقعية، بعيدًا عن المجاملات والظنون. رغبة من الكاتب في سد شهية المعرفة التي تقود للشك، فبدلاً من الالتفات لها لمناقشتها بكل منطقية، نتغافل عنها فتصبح مدخلاً للفتن. كحد الردة، والرق والعبودية، والمعتزلة وأصولهم الخمسة، والشيعة وتكفيرهم، وغيرها.

بعد كل هذا الزخم من القضايا المؤرقة نظن للحظة أنها رواية تمس بجرأة خطوط الدين الحمراء. بينما هي أقرب إلى إعادة كل الأمور لوضعها الطبيعي، وتوضيح خطوط الدين الحمراء الحقيقية الغير مقصورة لا على شيخ ولا عالم ولا واعظ دين، بل على الله ورسوله وكتابه فقط.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب إبراهيم عيسى

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر