بالصدفة والمواعيد

حسام فخر الدين

في ذلك العمل الساحر بالصدفة والمواعيد يعرض الكاتب حسام فخر الدين أكثر من ثلاثين قصة تجول أحداثها داخل وخارج مصر، بطلها الرئيس في كل قصة، المهمش؛ فكل من كانوا على هامش المجتمع، تحت خط الفقر، سيكونون مركزَ اهتمام ذلك العمل القصصي.

احصل علي نسخة

نبذة عن بالصدفة والمواعيد

بالصدفة والمواعيد هي مجموعة قصصية للكاتب حسام فخر الدين، تتنوع أحداث القصص بين شخصيات مهمشة عديدة، مثل؛ بائعي التين الشوكي وميكانيكي السيارات، وعامل الطرق السريعة، والدَّادَات، والمرضى المُتشفعين بالقديس مارجرجس، بأمل ورغبة عميقين في الشفاء من أمراض مستعصية، وحتى الأطفال القابعين في كنف آبائهم تحت سلطتهم وهم يعانون الاغتراب والعنف الأسري لهم دور في كل قصة.

يبدأ الكاتب قصص بالصدفة والمواعيد بعبارة الكاتب الأمريكي بول أوستر، بالصدفة والمواعيد، وهي عبارة تحوي تناقضًا صريحًا، فالكلمتان عكس بعض؛ فالصدفة هي دون تخطيط أو تدبير، أما المواعيد فهي بعلم وتخطيط وتدبير، وعلّ الكاتب حسام فخر الدين قصد شيئًا من وراء ذلك العنوان، بأن اللقاء والقصص تلك كلها مُحتمة الوقوع والحدث، سواء بالصدفة أو المواعيد؛ فهؤلاء الذين كانوا في بؤرة اهتمام المجموعة القصصية،

قابلهم الكاتب في حياته، سواء في الداخل أو الخارج أثناء عمله مع منظمة الأمم المُتحدة، فانعكس ذلك عليه، فقد ترك كُلٌ منهم في الكاتب أثرًا صار ملازمًا له طيلة مشوار حياته، فأراد من باب رد الجميل أن يسرد قصصَ هؤلاء الناس ولقاءه معهم.

يقول الكاتب حسام فخر في حوار له مع جريدة الأهرام مُعلقًا على اسم المجموعة القصصية بالصدفة والمواعيد وسبب التسمية: “لبول أوستر جملة عميقة وموحية افتتحت بها المجموعة الجديدة: القصص تحدث لمن يعرف كيف يحكيها. ربما تصلح تفسيرًا لسبب كتابة هذه الشخصيات بهذه الطريقة؛ أناس صادفتهم في لحظات قد يكون فيها شيء أعمق من اللقاء أو التعامل مع شخص، ولإيماني بوحدة بني البشر،

أرى أننا مهما تختلف خلفياتنا وأدياننا وجنسياتنا وثقافتنا، نحن لنفس الشيء، ونخاف ونحلم ونرتعد من فكرة الفراق بالطريقة نفسها، ومع مشاهدتي أثناء أسفاري حول العالم، عرفت أن أغلب الناس كرماء ومحبون وقادرون على العطاء، ومن هنا جاءت فكرة هذه اللقاءات، ووجدت في المجموعة ما يعبر عن الناس، ولا أدري لأي مدى نجحت في نقل هذا الإحساس”.

تناول الكاتب شخصيات المجموعة القصصية الجديدة بالصدفة والمواعيد بنوع من الحيطة والحذر، فهو هنا يدمج بين الواقع والخيال، حتى الشخصيات البغيضة الشريرة، مثل مدير العمل السابق الذي أدرجه الكاتب في مجموعته، فتفزع عنه وتنفر منه في الوهلة الأولى، لكنك تجد الكاتب يحاول قدر المُستطاع أن يتلمس له الأعذار ويُقدمها قدر الإمكان طوال القصة؛

لا يوجد شر مُطلق، كما لا يوجد خير مُطلق، هناك أسباب وعوامل – في الأغلب هي اجتماعية – تجعل الكائن الحي – كائنًا من كان – يُساق خلف تلك العوامل. والكاتب هنا يلعب دور ما يجب أن يكون عليه البشر، التماس العذر.

يُعد ذلك العمل ارتقاءً تطويريًا في فن وأدب حسام فخر الدين، فصاحب “أم الشعور” تغيّر وتتطور في المجموعة الأخيرة “بالصدفة والمواعيد”، وقد عادت خبرته في الترجمة والعمل في الأمم المتحدة عليه بالخير كله، فصار صاحب رؤية جديدة وخبرات عديدة طوّعها بقلمه لخدمة ذلك العمل.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

مقالات متعلقة

خريف القاهرة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر