بلاد الطاخ طاخ هو عنوان إحدى قصص مجموعة الكاتبة العراقية إنعام كجه جي الجديدة، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة عام 2022 بعد عدد من الروايات، منها: سواقي القلوب، والحفيدة اللبنانية، وطشاري، والنبيذة
احصل علي نسخةبلاد الطاخ طاخ، “نشف الدم في عروقي يوم اُستدعیت لمقابلته، وقد كان أھوّنُ عليَّ أن أقف بین یدَيّ خالقي یوم الحساب، مثقلاً بعظیم ذنوبي وفوادح خطاياي، مٍن أن أتواجه مع الرئيس، قال إنه قرأ قصیدة لي، أعجبته، وكان یحفظ الأسطر الأربعة الأولى منها، عربدت عصافير البهجة في صدري لكنّني سَرعان ما انتظرت الكارثة”.
داخل المجموعة القصصية بلاد الطاخ طاخ ستجد العديد من الأسئلة التي تجول في ذهنك؛ هل ما تقرأه يُعد فنًا سرياليًا، أم لا؟ هل تلك الأوجاع التي تحملها كل قصة تُمثل واقعنا أم أنها مبالغة مِن الكاتب؟ ستتعدد الأسئلة، وسيبقى الجواب الأكيد أن الكاتبة العراقية أبدعت في سرد عذابات النفس العربية خاصة تلك المخاوف وحنين النوستالجية داخل كل إنسان فينا.
من خلال قصص بلاد الطاخ طاخ ستجوب عدة مُدن؛ بغداد والقاهرة وباريس، ورغم بُعد المسافات سيبقى حنين الوطن ملازمًا لأبطال كل قصة، ابتداءً من قصة “عارية في اللاذقية”؛ تسعى الزوجة المُخلصة لإحضار جثة زوجها والعودة بها إلى بغداد لتُنفذ وصيته وتحرق الجثة وتنثر الرماد في منطقة الوزيرية ببغداد. ففي تلك القصة تحاول المرأة قدر المُستطاع أن تتحدى الصعاب، خوفًا من ضياع وصية الزوج.
في باقي القصص، ستجد عنصرًا واحدًا تشترك فيه كل البطلات، فالعنصر النسائي حاضر وبقوة في جميع القصص (حتى في الأفلام والأغاني المذكورة في المجموعة القصصية؛ كليلى مُراد في أغانيها الملازمة للشخصيات). وذلك العنصر الذي تشترك فيه بطلات المجموعة مع بعضهن البعض، هو الخوف، فقط الخوف، فتقول إحداهن: “نحن سبع شقيقات، كلنا خوافات”.
فالخوف هو العُنصر المُشترك الأوحد في تلك القصص المُتتابعة المُتتالية مُتنقلة المكان ومتنوعة الأحداث. تبدأ القصص بـ “مرآة كرداسة” ثم “عهود وحدود”، ثم تعرج بنا الأحداث على “صورة المرحوم”، “عارية الوزيرية”، و”مرارة”، ثم بلاد الطّاخ طاخ، إلى “الخوافات”، فقصة “مسدس من ذهب”، وقصة “عمياء ميلان”.
كلها قصص فيها نمط مُشترك؛ البطلة التي تخاف من شيء ما، والبطلة التي تسعى للحفاظ على صورة عزيز عليها: مات جسده وعاش باقيًا في إطار الصورة التي تحملها معها في كل مكان.
يبدو للوهلة الأولى أن المجموعة القصصية بلاد الطاخ طاخ، والتي تندرج تحت عنوان بلاد الطاخ طاخ، مجموعة عن الحرب ومآسيها، لكن الحقيقة لا، فالمجموعة تُحاكي آلام وأوجاع العراق بعد الحرب، تُحاكي تلك الأزمات الإنسانية والروحية التي يقف الإنسان أمامها حائرًا دون دليل.
فقد برعت الكاتبة في تصوير ذلك التخبط الإنساني الشديد داخل البشر – من خلال العُنصر النسائي بالطبع – في قصصها. فما تُحاكيه أحداث القصص، ليس قاصرًا على العراق وحده، بل الوطن العربي بأكمله من طينة تلك الأحداث والمآسي والمخاوف خُلق.