بيتنا الكبير

ربيعة ريحان

بيتنا الكبير للكاتبة المغربية ربيعة ريحان وهي رواية تغور في زمن قريب منا لكنه غائب عنا، زمن تخلَق مثل بركان سوَى يابسة جديدة. رواية تكشف لنا عن سؤال مروق الجد عن جبروت الأجداد في العائلة، وعن غطرسة التسلط في المجتمع.

احصل علي نسخة

نبذة عن بيتنا الكبير

بيتنا الكبير، كالعديد من الروايات الرمزية، مثل أولاد حارتنا للأديب العالمي نجيب محفوظ، تسير رواية بيتنا الكبير على نفس النسق؛ فترى أن الرمز هو الغالب على الرواية؛ فتعود بنا الكاتبة بطريقة عصرية غير مباشرة إلى البدايات الأولى للإنسان على الأرض، لتطرح عدد من الأسئلة على القارئ، ليُجيب هو عليها عبر صفحات الرواية بشكل غير مباشر أيضًا، فتقول الكاتبة في ذلك:

“همي الأول بالدرجة الأولى، تقديم ما معي للقارئ، في الحدود التي تسمح بإظهار التناقض أو الازدواج عبر الشخصيات، ونقاط التحول في اتجاهاتهم كلها، دون الحكم عليها أو إدانتها، كلما واجهتني بأزماتها وتناقضاته”.

فتسير رواية بيتنا الكبير عائدة بنا إلى حق الإنسان الأول في التمرد والمعرفة، والذي تسبب في طرده من النعيم، لكن، في الرواية طُرد الجد “كبور” حين عقّ عائلته وخرج عن طوعها، فلجأ إلى أرض غير مأهولة بالسكان، واستقدم زوجته ثم زوجات، لينشئ ذرية له، تساعده في كل شيء، ويزرع فيهم المروءة والشجاعة والصدق والأمانة.

وبالتالي، نرى عبر صفحات الرواية قصة موازية لنشأة الخليقة وانتشار البشر في الأرض، منذ المعصية الأولى حتى الآن، فالرواية بشكل رمزي تتعقب توالي أجيال ذرية الجد “كبور”، حتى تصل إلى “فريدة” والتي تأخذ بنا إلى عالم النساء وكيف يُقمن حياة ومجتمعات ويبنين مستقبلًا ويواجهن الصعوبات والتحديات.

قالت ربيعة الريحان عن روايتها: “إن الرواية – تقصد بيتنا الكبير – تسير في سياق مختلف عن روايتها طريق الغرام، لكنها قريبة جدًا من روايتها الخالة أم هانئ”. وأضافت: “إن شخصيات الرواية منجذبة إلى الواقع، ومستندة إلى أحداث تاريخية وسياسية، حصلت معًا بالفعل، ويعرفها الكثيرون، مما يجعلها تبدو كأنها سيرة، سيرة الجد “كبور” والحفيدة “فريدة”؛ مشيرة إلى ميلها في الكتابة مؤخرًا إلى التماس مع بعض ما شكل ذاكرتها”.

أمضت الكاتبة المغربية ربيعة ريحان ما يقرب من عامين في كتابة رواية بيتنا الكبير؛ وذلك في فترة جائحة كورونا والتي مازلنا نعيشها حتى الآن، فتقول: “كتبت رواية بيتنا الكبير تحت ضغط الجائحة، خلال سنتين تقريبًا، خصوصًا في البدايات، حيث اختلطت المعايير، وظللنا لأشهر نحاول استيعاب ما حصل، رحلة طويلة من التدمير النفسي والجسدي لا تزال مستمرة”.

وللوهلة الأولى حين تقرأ تلك الرواية قد تتذكر الملحمات الروائية ذات الطابع الرمزي، كأولاد حارتنا، ومائة عام من العزلة؛ إذ إنها تتفق مع رواية بيتنا الكبير في عدة نقاط؛ أولها، رمزية الوجود. ثانيها، تتابع وتعاقب الأجيال وموازاة الأحداث والمشاهد مع كل فترة يعاصرها جيل جديد.

ومن السمات التي تميز تلك الرواية عن غيرها، طابع السؤال، والذي تطرحه الكاتبة على القارئ من خلال الأحداث، وتسعى للإجابة عنه أيضًا من خلال الأحداث: فهل التمرد حق أصيل داخلنا نحن البشر، وهل يكون السبب دومًا في خروج الإنسان من دائرة النعيم والرحمة أم لا؟!

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر