إيكادولي

نبذة عن إيكادولي

حنان لاشين- إيكادولي.

“سعف النخيل يظلل الأفق من بعيد وكأنّه سحاب أخضر. صيحة غريبة صمّت أذنيه ثُمّ شعر فجأة بمخالب تقبض على كتفيه، فرفع بصره ورأى طائرًا عملاقًا يبسط جناحيه مظللًا فوق رأسه، تسارعت أنفاسه وهو يطير على ارتفاعٍ شاهق فوق وادٍ عميق يقطعه نهر ماؤه رقراق زمرّدي اللون! لاحت من بعيد أكواخٌ صغيرة لكنّها متقاربة مصفوفة بانتظام في مجاميع يفصل بينها ممرّات أرضها مغطاة بزهور صغيرة صفراء. تناهى إلى سمعه صوت أنثوي ناعم، كان يناديه ويكرر كلمة غريبة لم يدرك كنهها! “إيكادولي…إيكادولي”

طائر يخطف “أنس” بطل رواية إيكادولي من فراشه ويطير به بعيداً عن منزله نحو نهر عميق لون مياهه قرمزية، ويشتد الرعب على “أنس” ليسمع صوت أنثوي يستنجد به ويخرجه من فزعه، ثم يلقى إليه كتاب بعنوان إيكادولي، ليفتح عينيه ويدرك أنه كان يري كابوس مزعج، يتجه “أنس” في الصباح إلى مكتبة جده بالفيوم وحين يهم بالقراءة بها يتفاجأ بسقوط الكتب من كل مكان ويجد في يده كتاب “إيكادولي”،

وتبدأ رحلة “أنس” نحو مملكة البلاغة، تلك الرحلة التي ربما تكون داخل عالم الخيال والفانتازيا، أو داخل صفحات كتب التاريخ وبصحبة عظماء الأدباء المخلدون، رحلة إلى بلاد النوبة للتعرف على الثقافات النوبية الحضارية العريقة ولقاء الملك “أواوا” ذلك الملك الذي كتب أشهر عبارات الحب العفيف الراقي المنزه عن الشهوات والخطايا، ليكون أحد المحاربين القدامى الذين حاربوا من أجل إرساء الأفكار النبيلة والقيم الخالدة.

رواية إيكادولي هي المؤلف الخامس للكاتبة حنان لاشين ولكنها تعد الرواية الأولي لها التي صدرت عام ٢٠١٧ وهي الجزء الأول من سلسلة مملكة البلاغة المتخصصة في عالم الفانتازيا والخيال إيكادولي، أوبال، وأمانوس، كويكل، سقطري والتي صدرت جميعها عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع واحتلت صدارة المبيعات للدار منذ إصدارها خاصة في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال خمس سنوات متتالية “٢٠١٧- ٢٠٢١”

“مملكة البلاغة” ربما تكون مملكة من الخيال لا تظهر سوى في عالم الفانتازيا، أو ربما هي حلم الكاتبة الذي يحلم به صفوة الأدباء بإرساء القيم الفاضلة، والأفكار البناءة، والأدب الراقي من خلال استعادة الكلمات الخالدة التي كتبها عظماء الأدباء في صفحات التاريخ، ولكنها ربما اندثرت وتلاشت مع مرور الأيام.

هي مملكة تستدعي كل محاربيها من المثقفين لاستعادة كلمات صفحات كتب التاريخ التي مُحيت بسبب عوامل التعرية الثقافية أو المهاجمين، ترى هل “أنس” وأفراد عائلته هم أحد افراد هؤلاء المحاربين؟ وهل سيستطيع استعادة كلمات كتابه؟ وهل ستظهر حبيبته التي ستساعده على تحقيق حلمه وإرساء قيمة الحب الراقي الذي دعا اليها كتابه إيكادولي؟

أم أن تلك الرحلة لم تكن سوى حلم جميل في خيال “أنس” مازال يسعى لتحقيقه؟ فإن أردت الذهاب مع “أنس” إلى مملكة البلاغة لتجيب على ذلك السؤال وتستمع برحلة من المتعة والإثارة فعليك بشراء تذكرة الرحلة التي ستجدها مطبوعة على غلاف رواية : إيكادولي