رواية.اجتماعية رومانسية من الطراز الأول استطاعت الكاتبة رحاب هاني أن تبرز فيها بواطن مشاعر المرأة وخفاياها من خلال حاكية ليلى
احصل علي نسخة“…ودعتيه؟
– لا
– مش قولتي إن الحدوته خلصت؟
– اه
– طيب وإيه ؟ ما كنش يستأهل الوداع؟
– مش كده …..كنت دايما بسأل نفسي عن قفلة الحدوته، عندي تصورات كتير بخصوصها، وكنت بتخيل لحظات الوداع أو الإعلان عن الرحيل وإن كل اللي بينا أنتهى وبعدين اكتشفت!
– إيه؟
– اكتشفت إن النهاية الحقيقية، القفلة الحقيقية بتتم من غير وداع. بنمشي من غير ما نبُص ورانا لأني لو ودعته هبقى عايزه يقول “خليك ” وإحنا لا عاد كلام يفيد ولا رجاء من الحدوته عشان كده كانت النهاية حقيقية واقعية بدون وداع.”
من حكاية ليلى، كلمات ربما خرجت من قلب مجروح الاحاسيس تأوه مع تجارب غامضة، انتزعت من كرامة مطعونة تود أن تلملم ما ترسخ لها من بقايا بعد إصابتها بشروخ عميقة داخل جدران مشاعرها، قلب أنثى أوصد على آلامه وعذابته بقفل مغلق ولم يفصح بها الا لشخص مجهول أتى يحدثها مستترا من وراء وريقات مذكراتها ليخرج من جعبة نفسها أنين لم تستطع الافصاح به.
قلب صاحب جراب خفي حوى كثير من الحواديت القاسية المؤلمة، أنه قلب ليلى بطلة رواية حكاية ليلى للكاتبة الساخرة المبدعة رحاب هاني.
رحاب هاني مدرس بكلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية قسم صحافة تعمل بالصحف والمجلات الورقية والإلكترونية منذ عام ٢٠٠٦ وعملت كمدير تحرير لقنوات سي بي سي كما أنها يوتيبر شهيرة لها العديد من البرامج على شبكة الانترنت، وكاتبة مبدعة نستطيع القول أنها متخصصة في الأدب الساخر ولكنها فاجأتنا ذلك العام برواية اجتماعية رومانسية من الطراز الأول استطاعت أن تبرز فيها بواطن مشاعر المرأة وخفاياها.
إنها رواية حكاية ليلى، تلك الرواية التي تعتبر العمل الأدبي السادس لها بعد “كلام فاضي ٢٠١٤”، “الغطا والحلة ٢٠١٥”، “عنبر الحواديت ٢٠١٦”، “بوسطة ٢٠١٧”، “حدوته فيلم ٢٠١٩”.
رواية حكاية ليلى صدرت عن دار نشر “ديير” عام ٢٠٢١ وشاركت في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب حيث حققت أعلى نسبة مبيعات لدار النشر أثناء فترة المعرض. وقد استغرق كتابة الرواية ما يقرب من عام كامل كما أتى على لسان الكاتبة التي عشقت بطلة قصتها وتحدثت عنها قائلة:
” ليلى اللي عيشت معاها أكتر من سنة، ليلى اللي ساعدتني أعدي، واللي خلت ساعات كتير ليل طويل يبقى مفعم بالأمل، ليلى “حتة” من قلبي”.
ومن الغريب أن رواية حكاية ليلى تدور كافة أحداثها في خلال ٢٤ ساعة فقط، لفتاة تعيش في مصر، ربما كانت تكتب مذكراتها وتتحدث الى نفسها أثناء كتابتها، أو ربما أتى لها مجهول يحاورها وهي تكتب حكايتها أو ربما هو العاشق المحبوب الذي افترقت عنه واختارت أن تحظى بقوة الرحيل بدلا من أن تفوز بلوعة الحب.
ولكن ما هو “الرحيل” التي تحدثت عنه “رحاب” في حكاية ليلى ولماذا يملك تلك القوة التي لا توجد لدى الكثير من المعاني في حياتنا، هل هو رحيل مادي يتم بمغادرة المكان، أم رحيل الأفكار من الكيان، أم مغادرة المشاعر من الوجدان.
ربما يكمن معناه في “حدوته فيلم” من “عنبر الحواديت”، أو ربما تعريفه مجرد “كلام فاضي”، تم وضعه في “الغطا والحلة” ثم ارساله في “بوسطة” لمكان مجهول ولكن من المؤكد أننا سنجد معناه يتجلى في: حكاية ليلى.