تتناول الكاتبة تجربة المسلمين في المجتمع الغربي الذي تتعرض فيه الأقلية إلى العنصرية والتحدي في الحفاظ على الهوية العربية، من خلال شخصيات عرب مسلمين متواجدين في فرنسا.
احصل علي نسخةمن قلب تونس وتحت أشعة الشمس نمت زهرة الياسمين ذات الورقيات البيضاء الرقيقة والملمس الناعم الدافئ، في صورة بطلة رئيسية خرجت إلينا بعدما خطت لنا الكاتبة خولة حمدي روايتها الأولى غربة الياسمين عن شخصية رئيسية تحمل من صفات زهرة الياسمين، وهي ياسمين التي بدورها تأخذنا إلى فرنسا، حيث تدور أحداث الرواية والبداية من مدينة مرسيليا وليون ومن ثم باريس.
تعتمد الكاتبة على تقشير الطبقة الخارجية المتعارف عليها ورؤية المجتمع الفرنسي الذي يختلف عن مجتمعنا العربي في الدين والثقافة، وتتناول تجربة المسلمين في المجتمع الغربي الذي تتعرض فيه الأقلية إلى العنصرية ضد الحجاب والتحدي في الحفاظ على الهوية العربية، من خلال شخصيات عرب مسلمين متواجدين في فرنسا وتبدأ الرواية بوصف كل شخصية وظروفها والتحديات المجتمعية والخلفية الفكرية التي تنتج عنها قرارات تتحكم في صلب الرواية.
ياسمين عبدالقادر
بطلة رواية غربة الياسمين التي تصل إلى فرنسا في فصل الصيف وبيوم ممطر تخطو خطواتها الأولى على أرض غريبة مبتعدة عن جذورها حاملة في خاطرها مستقبل تتطلع إليه بشوق وشغف، كما هي اللحظات الأولى حول كل ما هو جديد مشاعر الارتباك والوحدة تطفو على السطح.
تقابل ياسمين العديد من الأشخاص الذي يحمل كل منهم قصة منفردة تدفعك لتخيل الأحداث والجلوس بينهما محاولا تفسير مشاعرهم ومعرفة من على حق ومن على خطأ، تبدأ خطوات التحضير لنيل درجة الدكتوراه في علم الاجتماع.
تتلقى صدمتها الأولى بسبب حجابها الذي تجتهد للتمسك به وبالدين الذي يتمثل فيه، لتستعرض لنا الكاتبة العنصرية التي يمارسها المجتمع الغربي ضد المحجبات والملتحين ليلتقي القارئ بعمر الشاب الذي يقوده القدر لمقابلة بطلة رواية غربة الياسمين بمترو الأنفاق وبسبب كتاب ودفعه في الزحام يقع الاثنان بمشاعر بريئة تتفتح كـ الأزهار الصغيرة في صيف حار.
عمر
شاب مغربي انتقل إلى فرنسا منذ خمس سنوات بمنحة دراسية، ظل محافظًا على عاداته العربية مبتعدًا عن الجو الغربي الذي ناداه لمحاولة غمسه فيه لكنه واجهه دائما بالرفض، حتى وصل إلى مرحلة تحضير الدكتوراة في جامعة غرونوبل وبينما تتواصل دعوات زملائه لأمسيات يجتمعون فيها.
يلجئ إلى إطالة لحيته ليبتعد الجميع عنه، لتأتيه الدعوة من إدارة الكلية للتأكد من حسن نواياه وإلا خسر منحته الدراسية، لذا اضطر إلى تقليص لحيته، ومن أجل ملئ خانة النشاط الأجتماعي أنتسب عمر إلى مهندسون بلا حدود جمعية خيرية استطاع بحبه إلى إتقان العمل رفع نسبة العطاء بالمقارنة بالسنوات الماضية التي انقضت قبل انضمامه إليها.
ربما نخطئ أحيانا في التفكير بأن الحياة بحر هادئ بلا أمواج ونشرع ببناء أحلامنا على سطحه وننسى أمواجه المندفعة بقوة الهواء من وقت إلى آخر، ذاك وصف بسيط إلى ما تئول إليه حياة عمر أحد الشخصيات الرئيسية في رواية غربة الياسمين عندما عكف بحماسة كبيرة على بحث علمي يتناول تجربة مختبرية استطاع لمس نجاحها بيديه الاثنتين في أحد ايامه بالمختبر وفي تلك اللحظة دون عن كل اللحظات الأخرى ينجح في تجربته،
يردد بصوت مرتفع الله أكبر بعفوية سوف ينتج عنها تتابعات بعدما أنفجر المختبر بالموجودين بداخله وكان عمر واحد منهم.
رنيم شاكر
فتاة مصرية تمتهن المحاماة، تعيش في فرنسا منذ عامين بمدينة مرسيليا ثاني أكبر مدينة في باريس، تتعرض لصدمة عاطفية تكلفها التبرع بقطعة من جسدها من أجل إنسان يرفض حبها، لتقرر الانتقال والابتعاد عن الماضي إلى مدينة باريس، التي تتسبب في مقابلتها بياسمين وبمرور الأحداث تستأثر رنيم بالكثير من مجرياتها في الرواية، تلك الشابة القوية المعروف عنها روح المقاتلة منذ البداية التي تتمتع بموهبة الحفظ وصفة الشجاعة.
إذا كنت تحب النهايات المفتوحة هذه هي الرواية المثالية لك، إن كنت عكس هذا لا تتردد في خوض تجربة جديدة بين صفحات رواية يظل عبقها عالقا في ذهنك.