مثل غدير صافٍ، تتهادى مياهه بوداعة أو تندفع بعنف، يظل صفاؤه يكشف عن الأعماق بروعة، هذا ما يتبادر إلى خاطري فور أن أذكر الحالة الإبداعية التي يشكلها الكاتب الجميل أحمد القرملاوي
احصل علي نسخةقال د. محمد المخزنجي – عن المجموعة القصصية قميص لتغليف الهدايا – لأحمد القرملاوي.
” …مثل غدير صافٍ، تتهادى مياهه بوداعة أو تندفع بعنف، يظل صفاؤه يكشف عن الأعماق بروعة، هذا ما يتبادر إلى خاطري فور أن أذكر الحالة الإبداعية التي يشكلها الكاتب الجميل أحمد القرملاوي، وهي حالة استثنائية بذاتها وبإبداعها، فهو من الكتّاب النادرين الذين يجيدون كتابة القصة كما كتابة الرواية، بالشروط والتجليات الخاصة بكل منهما.
لقد قرأت هذه القصص البديعة المتقنة بإعجاب وحب وكثير من التأثر، منها ما ذبحني بشعاع من نور، ومنها ما انتزع من صدري تنهدات الأسى، ومنها ما مس وتر الغضب، لكن سمتها المشترك، كان تلك الشفافية، ورهافة البوح، ونقاء الروح، وهو سمت الكاتب نفسه، كإنسان… “
الخوف أحد الحقائق التي توجد في حياتنا التي ربما تمثل لنا عقبات نحو الوصول إلى أهدافنا، وأحيانا شدته تمثل دوافع تدفعنا للأمام، .. تتنوع مصادر الخوف بين الوحدة والكآبة والقهر والظلم والترويع والإرهاب لتخلق لدينا ردود أفعال متباينة ومتعددة الاتجاهات، ولكن الكاتب المبدع أحمد القرملاوي حصر لنا سبعة عشر نوع مختلف من الخوف وراء كل منه قصة مختلفة في آخر إبداعاته قميص لتغليف الهدايا …
قميص لتغليف الهدايا هو المؤلف الثامن للكاتب المبدع أحمد القرملاوي وتعد المجموعة القصصية الثانية له بعد مجموعته أول عباس التي صدرت عام ٢٠١٣ عن دار الرواق للنشر والتوزيع، كما صدر للكاتب خمسة روايات، رواية التدوينة الأخيرة عام ٢٠١٤، رواية دستينو عام ٢٠١٥، رواية “أمطار صيفية” عام ٢٠١٦، رواية “نداء أخير للركاب” عام ٢٠١٨ وجميعها صدرت عن الدار المصرية اللبنانية،
كما صدرت رواية “ورثة ءال شيخ” عام ٢٠٢٠ عن دار مكتبة الدار العربية للكتاب … كما صدر له أول رواية مترجمة كافيهات حكايات مقاهي باريس عام ٢٠٢١ عن الدار المصرية اللبنانية …
تدور أحداث المجموعة القصصية في مصر في بدايات القرن الحادي والعشرين، وقد صدرت عن الدار المصرية اللبنانية في عام ٢٠٢١ حيث شاركت بها الدار في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي يونيو٢٠٢١ وحققت أعلى مبيعات للدار خلال فترة المعرض..
سبعة عشر قصة مختلفة تكلم فيها “القرملاوي”في قميص لتغليف الهدايا عن مشاعر الخوف أسبابها المختلفة وتبعتها وردود أفعالها وكان من أبرز القصص قصة “الكادر” الذي تعرض فيه “القرملاوي” لمخاوف الانسان الانطوائي شديد الخجل الذي يختار دائما أن يظل وراء الكادر ولا يرغب في الظهور ومواجهة المجتمع، والمشاكل التي يعاني منها بسبب خجله..
“وليمة الحواس” الذي يتطرق فيها “القرملاوي” إلى تعريف الخوف على أنه مجرد إدراك قد يتم تصديقه أو تكذيبه من خلال الحواس وأن إرادة الإنسان هي المتحكم الوحيد في مخاوفه .. قصة ” والموت على صدر السندريلا” الذي تطرق فيها “القرملاوي” لمشاكل الهجرة الغير شرعية ومخاوف الغربة والوحدة التي يشعر بها المهاجر..
قصة “بيت من جير” التي تتحدث عن مخاوف ضعيف الشخصية الذي يعاني من التذبذب في الآراء وعدم اتخاذ القرارات الصائبة … قصة ” صلاة ق ٤” والتي تعتبر من أجرأ قصص المجموعة القصصية والتي ربما استمد فيها “القرملاوي” حكاياتها من الواقع وكان يرمز لبطلها لشخصية حقيقية ربما قابلها في حياته،
أو نقابلها باستمرار في حياتنا اليومية أنها الشخصية التي تعاني من خوف زوال المنصب والمركز، أو المال والجاه والتي تعاني من التوتر والقلق بصفة مستمرة الى الحد الذي يؤثر على تصرفاتها وتعاملاتها مع الآخرين ومن ثم أيضا على خطواتها العملية في الحياة …
سبعة عشر قصة مختلفة لسبعة عشر أبطال تباينت مخاوفهم و تردداتهم طبقا للظروف المعاشية التي مروا بها، فاذا أردت أن تقرأ ملخص سبعة عشر رواية مختلفة من الممكن اختيارهم من أحد المكتبات أو قراءة الملخصات من الانترنت، أو يمكنك الاستماع بملخص سبعة عشر رواية مختلفة حينما تقرأ : قميص لتغليف الهدايا