شاب صغير في الخامسة عشر يغادر منزله ويعيش بمفرده ويواجه عدد من المغامرات، ورجل عجوز غريب الأطوار يعيش ليجمع القطط وتمر حياته بعدد من المغامرات، ترى ما الذي يجمع كل من الشاب والعجوز بعضهما ببعض ...وكيف لا يتقابلان وهناك أحداث عديدة تربط بينهما ... هذا ما ستعرفه حين تقرأ رواية: كافكا على الشاطئ.
احصل علي نسخةكافكا على الشاطئ، بمرور الوقت ننسى الأشياء. لقد أنسى الزمن الناس أشياء كثيرة، ومنها الحرب. هذا الصراع بين الحياة والموت يبدو الآن شيئًا من الماضي البعيد. محاصرون نحن داخل تفاصيل حياتنا اليومية لتبدو أحداث الماضي نجومًا قديمة خبا ضوؤها، فلم تعد تشغل محلًا في أذهاننا. ثمة الكثير لنفكر فيه كل يوم،
والكثير لنتعلمه، أساليب جديدة، معلومات جديدة، تكنولوجيا جديدة، مفردات جديدة… ومع ذلك، ورغم مرور وقت طويل؛ وبغض النظر عن كل الأحداث الغامرة، فهناك أشياء لا يسعنا أبدًا أن نلقيها في طي النسيان، ذكريات لا تمحى، بل تبقى للأبد كالحجر الصوان..” هاروكي موراكامي- كافكا على الشاطئ.
رواية كافكا على الشاطئ أثارت الكثير من الجدل لعدم وضوح حبكتها والرسالة الذي يريد أن يوصلها الكاتب إلى قرائه، إلى الحد الذي حينما سُئل كاتبها عن ماهية الرسالة التي تريد إبلاغنا بها من الرواية أجاب بصورة صادمة: “أنا لم أقدم رواية ولكني قدمت مجموعة من الأحاجي والألغاز” ..
وبالرغم من تباين الأراء حول غموض الرواية وعدم وضوح أفكارها، إلا أنه قد أجمع النقاد على أن الرواية رمزية وتكمن رسالتها في البحث عن الذات وماهية الإنسان في الحياة، فالبحث عن ذاتك وماهيتك هي أول خطوة في طريق النجاح …
“كافكا” فتى في سن الخامسة عشر، يمتاز بالذكاء الشديد والنشاط وحبه للحياة، والده نحات ياباني شهير يحب ابنه الوحيد ولكن يخبره بأن ستصيبه لعنة ستغير مصير حياته، وستؤدي للقيام بقتل والده بعد أن يقع في عشق محرم الذي يلحق به بعد أن تصيبه عقدة “أوديب”، فيقرر “كافكا” مغادرة منزل أسرته في طوكيو والرحيل إلى مدينة “شكوكيو” قبل أن تصيبه تلك اللعنة الغريبة،
ينتقل “كافكا” بين عدة أماكن وأخيراً يستقر في إحدى المكتبات حيث يعمل معاوناً في تلك المكتبة، وأثناء فترة إقامته يقرأ العديد من الكتب والروايات، وبالرغم من سعادة “كافكا” من ممارسة هوايته المفضلة وهي القراءة، إلا أنه يرى الكثير من الكوابيس، كما أنه يشعر أنه يغادر المكتبة ويعود لطوكيو أثناء نومه،
وفي تلك الفترة يُقتل والد “كافكا” وينشر الخبر في الجرائد ويظن “كافكا” أنه هو القاتل وأنه من الممكن أن يكون قتله أثناء رؤية كوابيسه، تُرى هل “كافكا” بالفعل قتل والده كما تحدثت اللعنة؟ أم أنها مجرد أضغاث أحلام ولا علاقة لكافكا بمقتل والده ؟؟؟؟
“ناتكا” البطل الثاني في رواية كافكا على الشاطئ، رجل عجوز صفاته على عكس “كافكا” فهو يتميز بالغباء الشديد ولا يستطيع القراءة والكتابة عكس “كافكا” الذي كان شغوفاً بالقراءة، وقد وصل لتلك الحالة بسبب إهانة مُدرسته له، وأيضاً بسبب تعرضه لحادث في عام ١٩٤٤ حين ذهب في رحلة مع أصدقائه ومدرسته إلى الغابة وأصاب جميع الأطفال فقدان في الذاكرة ثم عادت إليهم ما عدا “ناتكا”،
حيث أُصيب بحالة نفسية جراء إهانة مُدرسته له، منعت رجوع الذاكرة إليه، ولكنه منذ ذلك الحين عاش بمفرده في الغابة وامتلك موهبة الحديث مع القطط ومعرفة لغتهم وأصبح لديه عمل بسيط هو استعادة القطط الضائعة من أصحابها لذويهم …
أحداث غريبة ومتشابكة تحدث لكل من “كافكا”، “ناتكا” وكتاب يتم إهدائه إلى “كافكا” من المكتبة أثناء عمله بنفس اسم الرواية كافكا على الشاطئ، تُرى ما هو سر ذلك الكتاب؟؟؟، ونهاية غير متوقعة تنتهي بها أحداث الرواية يندهش منها القراء وتطرح عليهم أسئلة عديدة!!! تُرى ما هي علاقة “ناتكا” ب “كافكا”؟؟؟؟ وهل تلك المُدرسة التي تسببت في إيذاء “ناتكا” هي والدة “كافكا” الحقيقة أم كان مجرد تشابه بينهما”؟
وهل أمينة المكتبة التي أحبها “كافكا” هي فعلاً والدته وتحققت اللعنة وتجسدت عقدة “أوديب” أم كان ذلك مجرد حلم في خيال البطل؟؟؟؟؟ أسئلة عديدة لن تجد إجابتها إلا حينما تقرأ الرواية او تضطر أن تقطع تذكرة الطائرة وتسمعها بنفسك وأنت تجلس بجوار : كافكا على الشاطئ.