الأيدي الناعمة

توفيق الحكيم

مسرحية الأيدي الناعمة لتوفيق الحكيم تناقش الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفترة التي تلت ثورة ٥٢ وما أثمر عنه من قرارات جردت كل أصحاب القصور والثروات.

احصل علي نسخة

نبذة عن الأيدي الناعمة

مسرحية الأيدي الناعمة لتوفيق الحكيم هي إحدى رواياته المتميزة، لكونها تركز بشكل كبير على فترة ما بعد ثورة ٢٣ يوليو.

أحداث مسرحية الأيدي الناعمة تدور حول “البرنس فريد” والذي تقوم الثورة بتأميم جميع ممتلكاته وتجريده من كل شيء حتى تركوه “على الحديدة” كما نقول بلهجتنا، ومُكبل بالديون.

يعيش البرنس في قصره وهو كل شيء تبقى له بعد التأميم. وفي يوم من الأيام يُقابل الدكتور “على حمودة” وهو دكتور في علم النحو، وتجمع بينهم ظروفهم المتشابهه. فالاثنان عاطلان عن العمل ولا يملكان أية أموال ليعولا نفسيهما.

يتقابل الاثنان عند بائع درة، حيث يشتري الدكتور “كوزين” واحد له والآخر لصديقه الجديد. ومن هُنا يخبر البرنس صديقه الدكتور بقصته وقصة بناته الاثنتان.

بنت البرنس الأولى “مرفت” تترك أحد النبلاء وترفض الزواج منه، لتتزوج بالشاب الذي اختارته وهو “سالم” ولكنه يعمل ميكانيكي، مما يُغضب الوالد ويتسبب في قطيعة بينه وبين ابنته. وابنته الثانية “جيهان” تذهب للعيش مع أختها، ليظل الأب وحيدًا، عاطلًا، بلا أصدقاء أو عائلة ولا بلا مال أيضًا.

وبعد مرور فترة من تعرفه بالدكتور حمودة، تنقلب حياة البرنس بعدما يقع في حب فتاة تُدعى “كريمة” ويقع في حُبها، وأيضًا يقع الدكتور في حب فتاة أخرى، مما يغير حياة كل منهما ويكون هو بداية التحول الحقيقي في مسار حياتهما.

مسرحية الأيدي الناعمة مليئة بالدروس والمواعظ التي لا يمكن تطبيقها فقط على فترة ما بعد ثورة ٢٣، ولكن لا تزال ذات مغذى حتى يومنا هذا.

فإن اسم الرواية في حد ذاته له مدلول خاص، حيث يصف “العاطلين بالوراثة” -وهم أصحاب الثروات الضخمة الذين لم يضطروا للعمل يومًا بسبب ضخامة ثرواتهم وثروات عائلاتهم- وأيضًا يصف العاطلين في المجمل، وكيف أن العمل يجعل من اليد الناعمة، يد خشنة يمكن بالنظر إليها، استنتاج الكد والتعب المبذول من قبل الشخص.

ولكن ليس ذلك فقط، فهذا العنوان أيضًا يُسلط الضوء على أن من لا يعمل ولا يكسب قوت يومه من كده وتعبه يتسم في العموم بنعومة الشخصية ولا يكتسب الصلابة التي يأتي بها العمل وتأتي بها التجارب.

جانب آخر يسلط توفيق الحكيم عليه الضوء هو ارتباط العلم بالعمل وأهمية تواجد الاثنين جنبًا إلى جنب. فكلاهما يحتاج إلى الآخر بشكل لا مفر منه.

فلا يفيد العِلم بدون عمل يُضفي عليه شيء من الخبرة وبدون أن يستفيد من حولك بذلك العلم، فلا تتحقق الاستفادة لكلا الطرفين إلا حين يتم تطبيق ذلك العلم ونشره بالشكل المناسب والمطلوب.

كذلك العمل الغير مبنى على العِلم يمكن بشكل كبير أن يفشل، فكيف للإنسان أن يعمل دون أن يكون لديه معرفة جيدة بما يقوم له.

وتختلف أشكال وأنواع العِلم والعلوم ولا تنطوي على نوع واحد أو شكل واحد، ولكن المهم هو سعي الإنسان الدائم للتعلم ولتطبيق ما تعلمه على العمل الذي يقوم به، وهُنا تتحقق الاستفادة الحقيقية.

تُناقش مسرحية الأيدي الناعمة أيضًا الظروف الاجتماعية والاقتصادية لهذه الفترة من تاريخ مصر، والتي تلت ثورة ٥٢ وما أثمر عنه من قرارات جردت كل أصحاب القصور والثروات -وغيرهم الكثيرين- من ثرواتهم وتركتهم مهددين بالضياع والجوع والتهميش.

وتُبين مدى هذا التأثير وما طرأ عنه من تبديل وتغيير لكثير من المعتقدات في عقول المصريين.

سواء كنت تتفق أو تختلف مع قرار التأميم، فإن فكرة البطالة والاعتماد على ما يرثه الإنسان من أموال وما يورثه لأبنائه فيما بعد، هى فكرة تمحي هدف الإنسان في الحياة وسر وجوده، وهو العمل.

وتزرع في نسله ونسل من سيأتون من بعده أفكار تحط من قيمة العمل والعلم وتُحرض على التكاسل والتواكل وهي بالطبع معتقدات وأفكار تحاول الرواية دحضها.

بجانب أيضًا فكرة النظرة الطبقية التي يملكها هؤلاء من أصحاب الثروات والتي تجعلهم يضعون كل فرد من أفراد المجتمع في مكانة معينة مبنية على ما يملكه من أموال ومكانة اجتماعية ولا يهم أي شيء آخر.

صدرت مسرحية الأيدي الناعمة عام ١٩٥٣.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب توفيق الحكيم

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر