جريمة السيدة هـ

نهى داود

يتفجر الحدث الرئيسي على مقتل أحد الموظفين في مكاتب الوزارة، عثر عليه مهشم الجمجمة ملئت دماؤه أرض الجراج.

احصل علي نسخة

نبذة عن جريمة السيدة هـ

“وقفت هاجر بقلب مرتعب، وقدمين مرتشعتين، وقد تجمدت على جبهتها بضع حبات من العرق البارد. وقفت تنتظر.”

في جريمة السيدة هـ، يتفجر الحدث الرئيسي على مقتل أحد الموظفين في مكاتب الوزارة، عثر عليه مهشم الجمجمة ملئت دماؤه أرض الجراج، أخر الموجودين في مسرح الجريمة هو أول المتهمين في مثل تلك القضايا، عادة الجرائم المخطط لها القاتل الحقيقي أخر المتهمين، يفعل فعلته ويختفي كدخان دون رائحة، أما في حالة تمكن الشرطة من العثور عليه، تقايض رقبته برقبة شخص برئ كبلت يديه بالأصفاد متوقفة حياته عن المضي، موجها للجميع جملة واحدة، أنا برئ.

الكاتبة نهى داود نجحت على إبقاء حالة الترقب في الأجواء، من يقرأ سوف يسيطر عليه توقع من هو الجاني؟ من هم أعداء القتيل؟ هل يمكن لخطأ عابر أقدمت عليه المتهمة في فورة من المشاعر التي تأججت بحواسها لحظات، تفضي لنهاية الزج في السجن بتهمة قتل زميل العمل؟

تقرر النيابة التحفظ على السيدة هاجر زميلة هاني القتيل، بعدما وجه لها ضابط المباحث التهمة بناءا على قضيب حديدي وجد بجواره، يحمل آثار بصماتها، ثم دهمها بشهادة الشهود الذين أجمعوا على رؤيتها آخر شخص يخرج من مسرح الجريمة، فضحها وجهها بظهوره في حالة إعياء متشبعة بالخوف الشديد، تقف هاجر مصدومة غير مصدقة ما وجه إليها، من تهمة عصفت بحياتها الروتينية إلى حد الشعور بالملل.

هاجر امرأة متزوجة لديها طفلان، تكمن معركتها الأكبر مع زوجها المتأخر عن إبداء علامات الحب والاهتمام، غير مكترث بمن سبقوه في ماراثون الحياة، مثل أخاه الذي جدد بيته في منزل والدهم، بينما زوجها لم يتحرك قيد أنملة مبديا رغبته في التقدم؛ إلا إيلامها على تأخيرها بالعمل.

رواية جريمة السيدة هـ متصاعدة الأحداث تدور حول لغز قتل محير، سريعة التنقل بالقارئ من مشتبه إلى آخر ومشهد إلى آخر، تظهر صديقة طوق النجاة والمفكر الأول في تخليص صديقتها من المؤبد أو حبال المشنقة لتنفيذها جريمة قتل عن عمد.

بالرغم من وقوع العمل في تصنيف أدب الجريمة، إلا أنه مصريا بشخوصه وحياتهم اليومية، مع تجاوزهم المواقف وإطلاق النكات في أحلك الظروف، البطلة التي كانت تعزم على عمل صينية البطاطس لزوجها يوم الجمعة، أخت القتيل التي تتعرض للتعنيف والضرب من زوجها لا تستطيع تركه لولعها الشديد بحبه، زميلة العمل التي يمنعها زوجها من زيارة هاجر خوفا على سمعتهم، وغيرها من المواقف والأماكن والروائح التي تثير فضولك وغريزة تتبع حيوات شخوص تصادفهم من حين إلى آخر.

المشتبه الأول: تعمد المجني عليه اغاظته وإطلاق العبارات الجارحة حول علاقته بزوجته أو حياته، يعرف عنه السكوت والتحمل من ثم الانتقام، دليل عدم تواجده يوم وقوع الحادثة خدع الجميع به، ظنا منه تصديقهم لروايته، والنتيجة تتوجه الأنظار إليه مستحوذا بتضارب مبرراته على الانتباه الأكبر.

المشتبه الثاني: فتاة رقيقة ومتدربة قديمة، عاملها القتيل معاملة لطيفة جعلتها تتعلق به، في حين على الطرف الآخر شبه هو المسألة أنه أعتاد رمي الطعم منتظر نتيجة ابتلاع الفريسة إياه.

المشتبه الثالث: زوج عاملة النظافة التي مدحت البطلة جمالها، مستغربة حظها في الزواج من عامل فقير يكبرها بعشرين عاما، تنطفئ وتصير فريسة سهلة لأصحاب الحياة المليئة بالألغاز، والقتيل أبرزهم.

المشتبه الرابع: زوج أخت القتيل، رجل لا يتحدث غير بلطمة على الوجه، أو لكمة في العين، يتصادم معه محاولا الدفاع عن أخته، التي تخذله بالدفاع عن معذبها، وفي المواجهة الأخيرة يوجه إليهم التهديد، فهل تلك الوقائع تدفع زوج الأخت للأنتقام؟

لا تحكم على البطلة أو المشتبهين الآخذين في الازدياد مع كل فصل تنتهي من قراءته، ففي النهاية نجحت رواية جريمة السيدة هـ في الاستحواذ على مساحة من التفكير، وإيقاظ روح المحقق والمتعاطف والحاكم اللاذع سويا، لذا هي إضافة مميزة في حياة يومية ينقصها وقوع التغيير!

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر