حبيبة كما حكاها نديم

محمود عبد الشكور

إنها ليست مجرد حكاية عادية نسمعها أو نقرأ عنها، ولا تعتبر حكاية حب بين اثنين عاشوا على أمل إحياء قصة حبهما، حتى لو كلفهما ذلك حياتهما. إنها أسطورة من طراز مختلف، ربما سمعنا عنها من أصدقائنا أو شاهدناها على شاشة السينما أو شعرنا بها يومًا ما فى فترة شبابنا. إنها حكاية تتكرر على مر العصور إنها "حبيبة كما حكاها نديم.

احصل علي نسخة

نبذة عن حبيبة كما حكاها نديم

في حبيبة كما حكاها نديم ستعرف أن، الحب قدر لا يمكن تصنيفه، يجبرك عليه قلبك دون قيود أو حسابات. الحب إجبار، وليس اختيار. لو كان الحب اختيار لأصبح أمر الأحبة على هذه الأرض هين! لا تملك حق اختيار من تحب، ستسير وفق قوانين القلب، وتترك قوانين العقل جانبًا. ما أجمل الشعور بالحب، وما أروع هذا الشعور لو كان شعور متبادل من طرفين، وما أقسى إحساس الحب من طرف واحد.

فبالرغم من حلاوة تذوق الحب، إلا أنه مُر مثل العلقم، لأن جهاز استشعار قلبك يرسل فقط إلى مالا نهاية، ولا يستقبل أى إرسال من الطرف الآخر.

حبيبة كما حكاها نديم، إنها ليست مجرد حكاية عادية نسمعها أو نقرأ عنها، ولا تعتبر حكاية حب بين اثنين عاشوا على أمل إحياء قصة حبهما، حتى لو كلفهما ذلك حياتهما. إنها أسطورة من طراز مختلف، ربما سمعنا عنها من أصدقائنا أو شاهدناها على شاشة السينما أو شعرنا بها يومًا ما فى فترة شبابنا. إنها حكاية تتكرر على مر العصور إنها حبيبة كما حكاها نديم.

تدور رواية حبيبة كما حكاها نديم فى خط زمني لم يحدده الرواي بشكل مباشر، وإنما يستشفه القارئ من خلال الفصول الأخيرة فى الرواية أن بعض أحداثها تدور وقت انتشار وباء الكورونا فى العالم. تعددت واختلفت الأماكن ما بين القاهرة، الزقازيق، إيطاليا، وسط البلد، المهندسين والدقى.

يروى لنا بطل الرواية “نديم” أسوأ شعور يعيشه الإنسان على الأرض، وأعظم إحساس يتمنى أن يجده قبل فوات الأوان وهو الحب! ولكن مع “نديم” كان هذا الشعور هو سبب عذابه ومأساته التي لم تنته، وتزيد من مرارة الأيام التى يعيشها، وذلك لأنه أحب فقط ولم يُحَب من جانب حبيباته.

يحكى “نديم” في حبيبة كما حكاها نديم عن أعظم قصتى حب عاشها فى حياته، وهي قصة حبه مع “يُمنى”، ثم قصة حبه مع “حبيبة”، وأوضح “نديم” أن هناك الكثير من تشابه التفاصيل والسمات بين شخصيتى “يُمنى” و”حبيبة”، وقد وصل هذا التشابه إلى نهاية كل قصة منهما، ولكن يبدو الاختلاف الوحيد في اسميهما.

يصف لنا “نديم” من خلال كلماته، فهو كاتب ملكته وأداته الوحيدة فى التعبير عن مشاعره هي الكتابة. يحكى لنا كيفية تعرفه على “حبيبة”، وتعلقه بها، انجذابه نحوها بسرعة شديدة رغم فارق العمر بينهما، وهذا الفارق العمرى لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله فهو يكبرها بعشرين عامًا!

لكن يبقى السؤال الأهم هل يعترف الحب بفارق العمر بين الحبيبين؟ تتكرر مشاعر “نديم” تجاه “حبيبة” مع فتاة أخرى وهى “يُمنى”، التى أحبها وعشقها، وتمنى أن تُبادله نفس مشاعر حُبه لها، وأن يحيا معها قصة حُب كقصة روميو وجوليت. لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وللقدر كلمة أخرى، حتى فى الحب واختيار أحبابنا.

من المُدهش فى رواية حبيبة كما حكاها نديم أن طوال الأحداث هناك حوارًا بين “نديم” وعقله، فيخاطبه صوت عقله، ويواجهه بالحقيقة المُرة دائمًا، وأنه أصاب السهم الخطأ فى اختياراته، ويتعاطف معه تارة، ويقسو عليه تارة أخرى، وهذا الصوت الداخلى جعل رواية حبيبة كما حكاها نديم لها مذاقًا خاصًا مختلفًا، فلازال الصراع الأبدى بين حكمة العقل، وجنون القلب. ومن فيهما يحكم اختياراتنا، ويرسم لنا حدود حياتنا العقل أم القلب؟

يقرر “نديم” فى يوم ما اقتحام حياة “حبيبة”، ومواجهتها بمشاعره الحقيقية، ومدى حبه لها، لعله يستطيع تغيير واقعه وتخفيف ألمه، لتنفجر وقتها مفاجأة أخرى تغير مجرى الأحداث لكن ليس كما توقع “نديم”.

تتطرق الرواية في شكل موجز إلى بداية انتشار جائحة الكورونا فى العالم، وتفاقم حجم انتشار وتأثير هذا الوباء العالمى على العالم أجمع، والأزمة التى واجهتها إيطاليا العام الماضى، وذلك من خلال شخصية “بيترو” الشاب الإيطالي الذي يمثل ظهوره محطة هامة في قصة “نديم”.

اللغة في الرواية شاعرية، عذبة، تأسر القلب. الجمل الحوارية بديعة للغاية. فكرة الخطابات وكتابتها، ومدى تأثير لغتها على العقل والقلب معًا، هى بمثابة لوحة فنية يرسمها الفنان ليس فقط بأنامله، ولكن بروحه أيضًا.

كان قلب “نديم” هو السبب فى معاناته طوال حياته. وفى نفس الوقت هو منبع قوته، ومصدر كبريائه. سهام كيوبيد عندما تُصيب العشاق، لا ترحم، تُصيب سهامها بلا هوادة سهمًا وراء الآخر بلا رحمة إلا أن العشاق لهم رأى آخر، يتذوقون حلاوة شعور الحب، رغم مرارته. لا يمتنعون عنه رغم قسوته، لا يشعرون بالندم على ضياع مشاعرهم، وأوقاتهم مع طرف لا يشعر بحبهم ولا يوجد حتى أدنى أمل من أنهم سيبادون لهم نفس المشاعر فى يوم من الأيام.

الحب شعور إنساني جميل، يعطى طعمًا مختلفًا للحياة، يجعلنا نتعرف على أنفسنا بعيون أحبائنا، يكشف لنا الوجه الآخر للحياة، فنرى جمالها حتى فى أصعب ما نمر به من مواقف. لكن الأجمل أن يكون شعور الحب متبادل، وليس حبًا من طرف واحد. فالحب المتبادل بين طرفين يخلق منك شخصًا آخر قويًا، لكن الحب من طرف واحد مهما كانت قوة جماله، فهو ظالم، لأنه لا يوزع عذابه بالتساوى، الحب سلاح ذو حدين، وما أخطره سلاح على حياتنا!

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب مشابهة

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر