خديجة و سوسن

رضوى عاشور

"خديجة و سوسن" رواية تسلط الضوء على دور المرأة المصرية فى حياة الرجل و حياة مجتمعها و أيضًا دورها فى حياة من حولها من نساء مثلها.

احصل علي نسخة

نبذة عن خديجة و سوسن

خديجة و سوسن. اسم مثير بلا شك و يجعلك تريد أن تكتشف من هي خديجة و من هي سوسن. و يمكن أن يوحى بكثير من الأشياء و لكن سينتهى بك الأمر غير مُتوقِع تمامًا لما يحتوى عليه ذلك الكتاب. فمضمونه غريب بعض الشىء و مألوف بعض الشيء. بسيط و سلس و لكن عميق و يحتوى على رسائل بالحبر السري. ليس كتابًا اعتياديًا و لكنها قصة تتكرر كل يوم منذ مئات السنوات فى مجتمعنا.

تدور أحداث الرواية ما بين العصر الناصرى و عصر محمد أنور السادات و مكانها بين مدينة القاهرة و الإسكندرية و باريس. بطلتنا ، خديجة ، أم لثلاث أطفال. فقط ؟ ربما. فماذا كانت خديجة قبل ذلك ؟ و هل تعريف المرأة فى مجتمعنا يقتصر فقط على كم طفل لديها و مَن تزوجت و متى ؟ و ما رأى خديجة نفسها فى ذلك ؟

ندخل حياة خديجة دون استئذان من نقطة مبكرة جدًا لنراها كأم و أخت و بنت و زوجة. يغلب على شخصية خديجة التسلط و الحزم فتحاول بكل قواها أن يسير كل شىء وفق خططها من الألف إلى الياء فتثير أعصاب و حنق كل من حولها فالبعض يتبعها و البعض الآخر يتمرد عليها ، خاصًة ، سوسن.

نرى خديجة فى عالمين مختلفين تمامًا. نُحبها كثيرًا فى بعض الأحيان و فى لحظة نبغضها أكثر . لا نستطيع أن نجزم إذا كانت ضحية أم جانية. تحيرنا خديجة و لكن باقتراب النهاية نصل معها إلى حد الكراهية و ربما عدم الغفران. فربما قادت كل من حولها إلى نهايته وربما كانت ستؤول الأمور إلى ما آلت إليه في الأخير. هل ظلمت خديجة نفسها و من حولها أم ظَلمها مجتمعها الصغير ( عائلتها ) و الكبير ؟ و ما الحيز الذى تأخذه سوسن من قصة خديجة ؟

يتوفق أسلوب رضوى عاشور فى هدوءه و سلاسته. فهى لا تحاول كثيرًا و لا تخبرك أن هذا صحيح و هذا خاطىء و لكنها بحبكة بسيطة – و بشكل غير مباشر – تقول لك أنظر إلى هذا و ذاك. انظر إلى بناء مجتمعنا. أنظر إلى فتيات و نساء مجتمعنا. أنظر إلى سياسة مجتمعنا. أنظر إلى آباء و أمهات هذا المجتمع و أنظر إلى عاداته و تقاليده…أنظر وأنقد بنفسك. صدّق و كذّب بنفسك. إختار الصحيح و الخاطئ كما تراهما أنت.يتطرق الكتاب إلى مواضيع كثيرة لا يقل أحدًا منها أهمية عن الآخر.

و لا يسعك سوى أن تنظر و أن ترى و أن تستنتج بكل سهولة ما تحاول الكاتبة لفت نظرك إليه و هذه هى عبقرية القصة. فمن السهل أن يكسر الكاتب قلمه مُحاولًا اثبات حقيقة ما و لكن كاتبتنا تروى فقط قصة أبطالها دون تدخل خارجى بتلميحات أو ايماءات إلى ما تنتمي إليه آراءها فتترك لنا القضية فى محكمتنا. نحن القُضاه ونحن الجلادين.

خديجة و سوسن يسلط الضوء على دور المرأة المصرية فى حياة الرجل و حياة مجتمعها و أيضًا دورها فى حياة من حولها من نساء مثلها بغض النظر عن إختلاف السن و الجيل. و كما قلت ، تضعنا الكاتبة فى موقف حرج يصعب علينا فيه تجاهل التحولات التى تحدث لخديجة ثم لسوسن و باقى الشخصيات المتأثرة بهما. انه مرجع بسيط و سلس لكل من يريد أن يتعمق فى هوية المرأة المصرية التى يرسمها لها المجتمع وما يجب أن تسعى إليه فى الواقع.

لا تقل الكاتبة غرابًة عن كِتابها. من ثلاثية غرناطة إلى سراج و الطنطورية ، رضوى عاشور ، الكاتبة و الناقدة و أساتذة الجامعة ، اصدرت هذه الرواية فى سن الواحد و أربعون ( عام ١٩٨٧ ) و هى من أوائل روايتها، و أيضًا الخطوة الاولى فى شهرة رضوى عاشور فى الأوساط الأدبية و التفات القراء إليها ككاتبة من العيار الثقيل.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب رضوى عاشور

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر