سقطري

نبذة عن سقطري

“ماذا تشعر الآن وكأنها عجوزٌ على الرغم من كونها في الواحد والعشرين من عمرها! تناهى ‏إلى مسامعها صوت خطوات تقترب، اعتدلت في جلستها وتواثبت دقات قلبها وهي تشرد نـحو ‏الباب، وكلما اقتربت تلك الخطوات من باب غُرفتها كانت دقات قلبها تتسارع بوتيرة أكبر، ‏تأرجحت الثّريا المُعلّقة في السقف بجنون، ارتعشت الإضاءة وكأنها ستخفت، ثم اشتدت ‏وغمرت المكان بقوة من جديدٍ وكأن يدًا خفيّةً تتلاعب بها، طرق أحدهم على الباب ثلاث ‏طرقات بقوة، ثم انتظر قليلًا وأعاد الطرق مرة أخرى بتصميمٍ شديدٍ عندما لم تُجبه، كانت ‏ترجو من الله أن ينصرف هذا الطارق، فهي تخشى أن ينفرط عقد لسانها وتبوح بكل شيء، ‏فُتح الباب ببطءٍ وكان له أزيز مُخيف، ودلف ضيفها، واقترب وعيناه تُشعّان شغفًا وفضولًا، ‏وجلس في سكون ينتظر منها أن تبوح له بكلّ الأسرار، ظلت تُحدّق إلى وجهه حتى ظن أنها ‏لن تتكلم، وأخيرًا ازدردت ريقها، وعادت بذاكرتها لعشر سنوات مضت، وبدأت تُخرِج ما ‏بجُعبتها من أسرارٍ..”

حنان لاشين – رواية سقطري.

ربما لا يعلم الكثيرين أن سقطري هي جزيرة شهيرة في المحيط الهندي تقع قبال سواحل دولة اليمن، وأنها مصنفة عالمياً من أهم المحميات الطبيعية التي تضم الأنواع النادرة من الحيوانات، ولكن حنان لاشين اختارت تلك الجزيرة لتكون رمزاً مجموعة نادرة من الكتب الحية التي تعمل على إحياء الثقافة ونشر الوعي بين العوام.

قدمت الكاتبة حنان لاشين عشرة أعمال ثقافية خلال حياتها الأدبية، قطار الجنة مجموعة قصصية للأطفال، “كوني صحابية، ممنوع الضحك، منارات الحب” كتب مقالات، وأيضاً سبعة روايات أولها غزل البنات، ثم رواية الهالة المقدسة ثم كتبت سلسلة مملكة البلاغة التي تتكون من خمسة أجزاء أيكادولي، أوبال، أمانوس، كويكل، سقطري حيث كانت رواية سقطري هي الجزء الخامس في الروايات والأخير،

وقد صدرت الرواية عن دار عصير الكتب عام ٢٠٢١ وشاركت الدار بها في الدورة الثانية والخمسون لمعرض القاهرة الدولي وقد حققت إقبالاً شرائياً كبيراً من قبل القراء حيث حققت أعلى مبيعات للدار خلال فترة المعرض.

وبالرغم من النجاح الساحق للرواية خاصة لدى جمهورها من اليافعين إلا أنها لاقت قليل من النقد من قبل بعض الأدباء لاختيار د. حنان لاشين لغة عربية أصيلة تمتاز بصعوبة المفردات خاصة عند قراءتها من قبل قراء صغار السن من فئة اليافعين، إلى الحد الذي اضطرت فيه الكاتبة وضع هوامش سفلية لتوضيح تفسير الكلمات.

رواية في أدب الفانتازيا استطاعت أن تتربع على عرش ذلك النوع من الأدب نظراً لجدة الفكرة و تشويق الحبكة الذي يستطيع أن يبحر بك حين تقرأها بين سحر أصالة التراث العربي الذي تقرأه في سلسلة ألف ليلة وليلة، وتشويق الأدب الغربي الذي تقرأه في سلسلة هاري بوتر، لتعطي مزيجاً مختلفاً بين الإثارة الغربية المتطورة مع الحفاظ على تراثنا الأدبي وهويتنا العربية ورصيدها من الكتب الثقافية .

بطلة الجزء الخامس هي الطفلة “فرح” حفيدة “أبادول” الذي ينتقل مع عائلته إلى المقر الرئيسي في مملكة البلاغة وتستشعر فرح منذ وصولها إلى ذلك المنزل بشعور غريب لا تفصح به إلا مؤخراً، حيث تعد “فرح” من المستكشفين بالرغم من صغر سنها الذي لم يتجاوز إحدى عشر عاماً، فهل تستطيع الوصول إلى بوابات جديدة لمملكة البلاغة ؟

أم أنها ستحاول الوصول إلى بوابات “الشعوب المنسية” ومحاولة تحريرهم من العالم الموازي؟ ومن الذي يشاركها من أفراد عائلتها؟ ومن هو “ميسرة” وكيف سيساعدها في تحقيق هدفها؟ وهل هو من المستكشفين الذين يقومون بفتح بوابات جديدة مغلقة في مملكة البلاغة أم مجرد “محارب” في رتبة أقل؟

أحداث متلاحقة أقل ما توصف بها أنها مثيرة وشيقة لن تستطيع أن تتعرف عليها إلا إذا قرأت رواية حنان لاشين، أو قطعت تذكرة الطائرة نحو ساحل اليمن وهبطت إلى محمية طبيعية تسمى: سقطري