في هذا المقال سنتحدث عن أفضل روايات ميرنا المهدي، فمن هي ميرنا المهدي؟ هي اسم أصبح مألوف بشكلٍ كبير في الفترة الأخيرة، ليس فقط لجودة أعمالها وأسلوبها المُختلف ولكن أيضًا لأنها اختصت في نوع أدبي لا تكتب فيه الكثير من الكاتبات وهو الرواية البوليسية ورواية الجريمة.
ميرنا المهدي هى روائية وكاتبة سيناريو مصرية ولدت عام 1997 في مدينة القاهرة. تخرجت ميرنا من كُلية الألسن عام 2019.
بدأ عشق ميرنا للقراءة مُنذ سِن صغيرة جدًا، وبدأ حُبها للكتابة تقريبًا مُنذ سن الثامنة، وهو نفس السن الذي بدأ فيه حُلم ميرنا في أن تنشر رواية يومًا ما وتُصبح كاتبة. وبالفعل تحقق حُلمها، بعد الكثير من الإصرار، عام 2018 عندما صدرت أولى رواياتها وهي تعد من أفضل روايات ميرنا المهدي ت: حقيقات نوح الألفي.
تعزف ايضاً على أفضل روايات الغموض والتشويق من هنا.
من أوائل من دعموها لمطاردة حلمها هي والدتها، وذلك من خلال تحفيزها على القراءة والتصديق في موهبتها. ولكن كان للكاتب أحمد مُراد أيضًا دورًا خفيًا في تحويل ذلك الحُلم إلى حقيقة.
صرحت ميرنا المهدي أنها -بالطبع- من عُشاق الروايات البوليسية التشويقية ولكنها لم تكن من هواة قراءة الروايات العربية لقلة عامل التشويق فيها على حد قولها. ولكن بطريقة ما وقع اختيارها على رواية تراب الماس للكاتب أحمد مُراد وهي في سن الـ 17 ومن هُنا بدأ حُبها لكتاباته. وفي يوم من الأيام قررت أن تحضر حفل توقيع روايته 1919 وقابلت أحمد مُراد وطلبت نصيحته.
“ستيفن كينج بيقول لو عاوز تبقا كاتب، اكتب وبس. (..) اكتبي كتير أوي واقرأي أكتر”
هذا ما نصحها به أحمد مُراد وكانت هذه النصيحة وهذه اللحظة من اللحظات التي غيرت مسار حياة ميرنا المهدي.
والآن دعونا نصحبكم معنا في رحلة مع أفضل ما كتبت الرائعة ميرنا المهدي.
سلسلة تحقيقات نوح الألفي من أفضل روايات ميرنا المهدي وهي روايات بوليسية تنتمي إلى فئة البارانورمال. تدور الأحداث حول عدة جرائم تحدث تحت ظروف غامضة ولا يستطيع فك شفرتها سوى “نوح الألفي”.
نوح الألفي هو ضابط بالمباحث الجنائية، يملك شيء أشبه بالحاسة السادسة، إثر حادث ما تعرض له وهو في سن صغيرة، والتي تجعله الشخص المُناسب للعمل على هذه القضايا. يساعده في تلك المُهمة صديق طفولته “قطز المُحمدي”. في كل جُزء من السلسلة تقع ثلاث جرائم بعضها مُنفصلة وبعضها يؤدي إلى الآخر.
حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وحصدت الكثير من الآراء الإيجابية من الجمهور، بالإضافة إلى أنها قد تصدرت قائمة الأكثر مبيعًا لدار السعيد للنشر والتوزيع بعد نشرها بشهر واحد فقط.
صدر إلى الآن جزأين من سلسلة تحقيقات نوح الألفي، الأول عام 2018 عن دار السعيد للنشر والثاني عام 2022 عن دار الكرمة.
اليك أهم النصائح قبل القراءة أول مرة من هنا.
رواية أخرى من أفضل روايات ميرنا المهدي البوليسية التشويقية التي يُمكنك قرائتها. فبعد نجاح تحقيقات نوح الألفي لم تُخيب ميرنا المهدي ظن قُراءها ومُحبيها وعادت برواية أخرى بنفس المستوى.
تدور أحداث الرواية عام 1963. شويكار تجلس وسط جمهور كبير تشاهد هي وزوجها سليم عرض تنويم مغناطيسي. يقوم إبراهيم مُقدم العرض باختيار شويكار بشكلٍ عشوائي للمشاركة في العرض، وبالفعل ينجح إبراهيم ويستدرج شويكار للبوح بأكثر أسرارها جنونًا. “أنا قتلت حداشر واحد!” تقول شويكار، فيرتج المكان بأكمله إثر همهمات الحضور وتساؤلاتهم.
الرواية بشكلٍ عام لاقت أيضًا احتفاء كبير من الجمهور. وعلى الرغم من أنها رواية قصيرة إلا أن ميرنا المهدي أعطت كُل الشخصيات حقها ونجحت في بناء شخصيات مُتماسكة وسليمة.
كذلك كان عامل الإثارة والتشويق حاضر بشكلٍ قوي وجليّ، وكانت الرواية أبعد ما يكون عن الملل، ويعود ذلك أيضًا إلى الإيقاع السريع للأحداث والتنقل المُستمر بين فترات زمنية مُختلفة، وصدرت الرواية عام 2020 عن دار نون للنشر.
ومازالت سلسلة نجاحات ميرنا المهدي مُستمرة بروايتها الثالثة والتي من أفضل روايات ميرنا المهدي. حتى إن لم تَكُن من قُراء ميرنا المهدي، بالتأكيد سمعت عن رواية صديقي السيكوباتي بشكلٍ أو بآخر، فقد حققت الرواية أعلى نسبة مبيعات لدار نون فور صدورها.
تستمر الآراء الإيجابية هذه المرة أيضًا ويستمر الاحتفاء بالكاتبة الشابة وبراعتها في الحفاظ على تلك الاستمرارية. ليس ذلك فقط بل أيضًا حفاظها على طريقها الخاص الذي رسمته داخل عالم التشويق والإثارة والجريمة مُنذ بدايتها وحتى الآن.
عالم هذه الرواية مُعقد قليلًا، فلقد ركزت ميرنا المهدي في هذه الرواية على الغوص في عالم الأمراض النفسية المُرتبطة بالجريمة. ومن عنوان الرواية يُمكننا إدراك لمحة بسيطة عما تريد الكاتبة التحدث عنه.
عانت ميرنا المهدي أثناء كتابة هذه الرواية، ولم تستطع تجميع أفكارها لمدة طويلة قاربت الثلاث سنوات بسبب حالة الـ “writer’s block” التي أصابتها. وهي حالة تُصيب معظم الكُتاب من حين إلى آخر وتسبب في عدم قدرتهم على تحويل أفكارهم إلى كلمات على الورق.
لهذا السبب تعتبر ميرنا المهدي هذه الرواية من أقرب الروايات إلى قلبها لأن رحلتها كانت مليئة بالتحدي، كما تواصلت الكاتبة مع العديد من الأطباء النفسيين حتى تستعين بمعلوماتهم أثناء كتابة تلك الرواية ولتتأكد من أنها سلكت الطريق الصحيح في بناء شخصياتها.
الشخصيتان الرئيسيتان هُما “سالم عبد الرحيم” و “هادي الحكيم”، صديقان مُقربان وقاتلان مُتسلسلان. هل هو مرض نفسي أم طبيعة؟
نعم سالم وهادي صديقان ولكن يختلف واقع كُلًا من الصديقين وتختلف دوافعهما. ربما صنعت الحياة منهما مسخًا وربما وُلد كلًا منهما وهو يحمل ذلك المسخ في داخله.
تُخصص الكاتبة أيضًا في قصتها جزء مهم جدًا خاص بتأثير التربية والأسرة على خلق شخص مُنحرف في المستقبل، وتؤكد على أهمية فترة الطفولة في تشكيل شخصية مُجرم أو قاتل. فبجانب الأشخاص الذين يولدون وجينات الجريمة بداخلهم، يُمكن أن يخلق شخص ما أو مجموعة من الأشخاص مُجرمًا داخل شخص آخر بشتى الطرق، وأول من يمكنه فعل ذلك هي الأسرة.
تثير ميرنا المهدي العديد من التساؤلات وتأخذنا في رحلة داخل النفس البشرية، التي مهما اعتقدنا أننا توصلنا إلى سرها، تظل هُنالك غرف ودهاليز وأبواب سرية بداخلها لم يطأها أحدًا إلى الآن، صدرت الرواية عام 2021 عن دار نون للنشر.
اليك أفضل إقتباسات أحمد مراد في هذا المقال.