العلم المرح

فريدريك نيتشه

العلم المرح هو كتاب من تأليف فريدريك نيتشه، ويعد مقدمة للنظريات الكبيرة التي تبناها نيتشة مثل "العودة الأبدية" و "إرادة القوة" و "الإنسان المتفوق".. وغيرها

احصل علي نسخة

نبذة عن العلم المرح

في كتاب العلم المرح بوادر أفكار نيتشه، المُتمثلة في العود الأبدي وموت الإله، وكلا الفكرتين، حُرفتا أيما تحريف، لذا سنبدأ مع موت الإله أولًا؛ إذ أنه مصطلح رمزي لا فعلي، كما أن النص تم تجزئته تعمدًا من قِبل الجهلة المُنحلين أعداء الفلسفة الجامدين، وسأدرج فقرة موت الإله هنا: (ألم تسمعوا عن الرجل المجنون الذي أشعل فانوسه في وَضح النهار! الذي ذهب إلى السوق وبدأ يُنادي بشكل متكرر: أبحث عن الله! أبحث عن الله!

فصادفه جمع ممن لا يؤمنون بشيء فسألوه باستهزاء: لماذا؟ هل ضاع كالأطفال؟ وسأله آخر: أم هو مُختبئ وخائف منا؟ وسأله آخر: هل رحل أم هاجر؟ فسخروا منه ومن سؤاله، فأدار المجنون وجهه إليهم ونظر بنظرة ملؤها غضب وقال: “لقد قتلنا الله أنا وأنتم كلنا قتلناه. لكن كيف لنا هذا؟ كيف استطعنا أن نشرب ماء البحر؟ من أعطانا الخرقة التي مسحنا بها الأفق؟

ما الذي اقترفناه عندما قطعنا أغلال الأرض من شمسها، هل تتحرك الأرض الآن؟ هل نبتعد عن الشمس؟ هل نتجه إلى الوراء؟ أم إلى الأطراف أم إلى الأمام؟ أم إلى كل الاتجاهات؟ هل ظل هناك فوق أو تحت؟ ألسنا نتشرد إلى العدم؟ ألا نتحسس أنفاس العدم؟ ألم تكن باردة؟ ألا ترون أن الليل قد حل علينا؟ أما علينا أن نُشعل المصابيح في النهار؟ ألا تسمعون صوت حفاري القبور الذين يريدون دفن الله؟ ألا تشتمون رائحة التفسخ؟

لقد مات الله ويبقى الله ميتًا، لأننا نحن قتلناه، كيف لنا نحن -أكبر القتلة- أن نريح أنفسنا؟ ما كان أقوى وأقدس شيء امتلكناه، قد نزف حتى الموت بنصل خناجرنا – أي ماء سنأتي به لننظف أنفسنا؟ ما هي مراسم كفارتنا؟ ما هو العمل المُقدس الذي علينا ابتداعه الآن؟ أليس هذا الفعل أعظم منا؟ ألا يجب أن نكون نحن آلهة لنكون جديرين بهذا؟ لا يوجد هناك عمل أكبر، ومن يولد من بعدنا سوف ينتمي إلى تاريخ أعلى من التاريخ كله حتى الآن”.

هنا سكت المجنون ونظر في عيون من حوله وهم مندهشون، وفي الأخير ألقى فانوسه على الأرض ليتحطم إلى أجزاء وقال: “لقد جئت مُبكرًا، لم يحل وقتي بعد فهذه الحادثة لم تصل بعد، ما زالت تجول، لم تصل بعد إلى آذان البشر. البرق والرعد يحتاجان إلى وقت، ضوء النجوم يحتاج إلى وقت لكي يصل، الأفعال حتى وإن اكتملت تحتاج إلى وقت لكي تُرى وتُسمع، وهذا الفعل مازال أبعد من النجوم، لكنه اكتمل”.

قال شهود عيان في نفس اليوم أنهم رأوا المجنون قد دخل عدة كنائس مُرددًا: لم تعد هذه الكنائس سوى قبور الإله!).

هل اتضحت لك الصورة الآن، فموت الله ليس حرفيًا ولكنه موت رمزي مجازي، بإهمال قيمه الأخلاقية وتعاليمه فصارت شكلًا وصورةً، جوفاء بلا جوهر أو معنى.
أما الفكرة الثانية، العود الأبدي، يتحدث عنما إذا كان قدر الإنسان هو.. هو، يتكرر دون تغيير، والعالم كله يتكرر مُجددًا، هنا تكون كارثة وجودية قد حلت، فما القيمة والمعنى من ذلك التكرار!؟

العلم المرح.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب فريدريك نيتشه

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر