يعتبر الروائي المصري “هشام الخشن” من الكتاب المميزين فى عصرنا الحالى، له بصمته التى تميزه عن الآخرين من كُتاب جيله. تمتاز كتاباته بسلاسة يتخللها عمق شديد و عرض قضايا إنسانية واجتماعية، قد يكون أغلبنا تعرض لها.
ولد هشام الخشن فى محافظة القاهرة فى الرابع عشر من يوليو عام ١٩٦٣. هو مهندس مدنى و قد بدأ مشواره الأدبى من عام ٢۰١۰
حصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية فى عام ١٩٩٢. تنوعت كتاباته ما بين الرواية و القصة القصيرة ، فصدرت له أول مجموعة قصصية بعنوان (حكايات مصرية جدًا) فى عام ٢۰۰٩، و تم نشرها فى بعض الصحف، بالإضافة إلى مجموعة قصصية أخرى بعنوان (دويتو) صدرت فى عام ٢۰١٣
حظيت أعماله بالنجاح سواء على المستوى النقدى والجماهيرى، كانت كتبه ورواياته من الكتب الأكثر. مبيعًا.
صدرت في عام ٢۰١١. تعتبر ٧ أيام فى التحرير الرواية الأولى عن ثورة يناير فى مصر. و توضيح دور أبرز الشخصيات، التى شاركت فيها و خلفياتها الإجتماعية.تعرض الرواية مختلف النماذج الإنسانية المشاركة فى ثورة يناير، حيث يجتمع الإخوانى و القبطى، الشاب الثائر و طالب كلية الشرطة، رجل الأعمال وعضو الحزب الوطنى. والاقتراب أكثر من الشوارع القريبة من ميدان التحرير، بكل ما تحمله من تفاصيل ، وجع ، ألم ومعاناة طلبا للحرية. وتم تحويل هذه الرواية إلى مسلسل تليفزيونى بعنوان “ويأتى النهار”.
صدرت هذه الرواية فى عام ٢۰١٢ . تناقش الرواية كيفية تحول المعتقدات و المبادئ، و تغيير الثوابت، فتنقلب موازين الحياة. ليصبح القتل رحمة، و الخيانة شرفًا، وتؤجل الأحلام إلى أجل غير مسمى، و تقتل الطموحات ، فيهتز المشهد بين الشك واليقين، مع إمكانية حدوث أشياء خارج نطاق التوقعات. تدور أحداث الرواية بالكامل فى لندن، حول طبيب شاب يباشر حالة ما دون أدنى شك فى سبب وفاة هذه الحالة، التى بدت وفاتها طبيعية منذ نقلها فى سيارة الإسعاف حتى وصولها المستشفى، ولكن الحقيقة الخفية التى لم يعلمها الطبيب، أن من بين هؤلاء الواقفين أمام حجرة الطوارئ من عجل بقدر هذه الحالة، مع تبرير الأسباب، بل و خلق فلسفة منطقية لها.
صدرت هذه الرواية فى عام ٢۰١٤. تدور أحداث الرواية فى حقبة تاريخية هامة تحديدًا فى عام ١٩٢٨. عندما انطلقت حركة المرأة المصرية بالتزامن مع تأسيس جمعية الإخوان المسلمين.
ونجح هشام الخشن ببراعة فى المزج بين واقع نعيشه وتاريخ لا يجب أن ننساه مهما مر الزمن، وذلك من خلال لوحة تاريخية التى انتقلت إلينا بالجرافيت، ولا مجال لتلوينها إلا بلونين فقط هما الأبيض و الأسود.
وجسد هشام الخشن هذه الفكرة من خلال بطلة الرواية “نوال” ، حيث تتمرد نوال على واقعها و تبعث روح البهجة فى لوحتها الفنية بألوان الحياة المفعمة بالأمل، تتجاوز غيرتها من صديقتها “درية شفيق” فتقف إلى جانبها جنبًا إلى جنب من أجل الدفاع عن ما تؤمنان به وانتزاع حقوقهما.
وصلت رواية “جرافيت” إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر عام ٢۰١٤.
رواية فريدة، فبطل هذه الرواية هو الذكريات، يطرح هشام الخشن من خلال هذه الرواية سؤالًا شائكا، هو ما قيمة الذكريات في حياة البشر؟
تبدأ أحداث الرواية بإصابة البطل بمرض (Dementia أو الخرف)، وهو جالس مع (سارة )، ينعمان بدفء حبهما لبعضهما البعض فى خريف العمر. تطرق الشرطة بابهما لانتزاعه بمنتهى القسوة والعنف، ووصفه بأنه “فاقد الأهلية “، وذلك تنفيذًا لحكم القضاء الصادر عليه، وأنه محجوز عند سارة رغما عن إرادته.
يقودنا الكاتب هشام الخشن فى رحلة عبر الزمن داخل النفس البشرية، بل رحلة داخل قطار الحياة .يلقى الضوء على العديد من قضايا الحياة المزمنة مثل: صراع الأجيال، اختلاف الفكر بين الأباء و الأبناء ، اصطدام الفكر بين الشرق و الغرب و التردد و الحيرة بين تلبية نداء القلب أم السماع لصوت العقل.
يغوص بنا الكاتب هشام الخشن فى عالم ساحر، يمتزج فيه الخيال و التاريخ معا، ليقدم لنا رواية إنسانية بمعنى الكلمة .وذلك من خلال آلة كمان أثرية لا تقدر بمال، تنتقل عبر ثلاثة قرون حتى تصل ليد عائلة ألمانية عاصرت فترة حكم النازيين.تتفرق السبل بهن بين بحث و هرب، و يلتقين بعد ذلك فى بلاد لم تكن أبدا فى الحسبان.
تدور أحداث الرواية حول “ليليان” الفتاة الألمانية القوية، التى عاصرت حكم هتلر، بل شهدت من خلال عملها ما فعله النازيون من تعذيب خلال فترة حكمهم.و نتائج جرائم حكم النازيين التى لم ترتكبها ليليان ، ظلت تدفع ثمنها طيلة حياتها۰ فعانت من فراقها عن عائلتها بعد سقوط حكم النازيين، تمدد حائط برلين و تقسيم ألمانيا إلى شرقية و غربية.
تتطرق الرواية إلى ما تخلفه الحروب، و بطش الحكام من معاناة شعب، فراق إجبارى مدى الحياة، هروب مستمر خوفا من المجهول وضياع قيم إنسانية.
وحققت رواية حدث فى برلين نجاحا ساحقا، حيث كانت من ضمن الكتب الأكثر مبيعا، و تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى اختيارها كقراءة مقررة ضمن منهج اللغة العربية فى المدرسة الألمانية بالقاهرة.
إقرراء ايضاً: أفضل روايات دوستويفسكي
هى آخر وأحدث روايات هشام الخشن. صدرت العام الماضى، و كانت من ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا.
تدور أحداث الرواية داخل عمارة ليبون بمنطقة الزمالك، من خلال سبعة أصدقاء، تجمعهم صداقة تمتد لأكثر من ثلاثين عاما.و بالرغم من انشغالهم و انغماس كل منهم فى حياته و مشاغله، لم يفوتوا لقائهم السنوي ليلة رأس السنة في شقة أحدهم بعمارة ليبون المطلة على نيل القاهرة.
فى ليلة رأس السنة سنة ٢۰١۰ كانت مميزة لهم و على غير العادة، حيث شدتهم لعبة ” البوكر “. فاختاروا أن يلعبوها من أجل فور أحدهم بجائزة كبرى.
أثناء لعبهم البوكر نتعرف أكثر على حكايتهم، نتوغل أكثر فى مصائرهم ، وذلك من خلال لعبة الحياة وليس البوكر.
شلة ليبون رواية اجتماعية ، تلقى بنا فى دوامات الحياة و اكتشاف ذواتنا الحقيقية، اختيار الدور الذى نريد أن نلعبه فى حياتنا و حياة من حولنا.
سيتم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى.
برع الروائى هشام الخشن فى تجسيد العديد من المشاعر المختلطة فى كتاباته، تميز بنقل الصورة المرئية للقارئ من خلال رواياته، ناقش العديد من القضايا الإجتماعية و الإنسانية ، فى فترات زمنية و تاريخية لا تنسى.كما استطاع هشام الخشن أن يعبر عن شرائح متنوعة من المجتمع، وصف بسلاسة صورة المكان، ليظل محفورا فى عقل القارئ. أبحر فى عالم الخيال، بل و أتقن استخدامه. كأن كتاباته حقيقة ولدت من رحم الخيال ، فتحولت الحقيقة إلى خيال و تحول الخيال إلى حقيقة.
روايات الكاتب هشام الخشن، بمثابة فيلم أو عمل درامى مقروء ذو نكهة مميزة.