سعود السنعوسي، روائي وكاتب كويتي معاصر، وأحد كُتاب جيله الأكثر شهرة. حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” بحصيلة أدبية لم تتعدى العملين الروائيين فقط في وقتها، عن روايته “ساق البامبو”.
في سن صغير لم يتجاوز الواحدة والثلاثين، وكأول كويتي، ومن بين 133 عمل، فازت روايته وهي التي كان يُظن أن فوزها ضربة حظ، وأنه ظاهرة أدبية ستنتهي. وبتتابع إنتاجه الأدبي وصولًا للخمس روايات حتى هذه اللحظة اثبت العكس، وأن ما قدمه من أدب هو نزر من موهبة تشي بالكثير.
بأعماله الخمسة نافس السنعوسي بجدارة، وحجز مقعدًا في الصفوف الأمامية بجانب أسماء أدبية كبيرة، وكون قاعدة جماهيرية عربية قارئة تنتظر جديده وهم على يقين أنه يحمل لهم الجديد بلا شك.
قصص وحكايات وقضايا شائكة يلفت نظرنا لها بسلاسة، يهتم فيها بالكيف لا بالكم، ويتضح معها نضوج فكري أدبي لشاب خبر الحياة، فكسر الصورة النمطية لاحتكار الكتابة الرصينة على كبار الكُتاب، وأتاح الفرصة أمام المواهب الشابة للظهور والمنافسة بقوة. وبهذه النجاحات المتتالية تُرجمت بعض أعماله لإحدى عشرة لغة منها الإنجليزية والتركية والصينية.
أعماله الأدبية وجميعها إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون، هي كالتالي: سجين المرايا، 2010. ساق البامبو، 2012. فئران أمي حصة، 2015. حمام الدار، 2017. ناقة صالحة، 2019. وأعماله المسرحية: مذكرات البحر، 2019. نيو جبلة، 2020.
وهو عضو الجمعية الكويتية للصحفيين، وعضو الرابطة الأدبية الكويتية. وانخرط في كتابة مقالات أسبوعية في عدد من المجلات والصحف العربية، مثل: زهرة الخليج، والقبس الكويتية، ومجلة أبواب.
السنعوسي من الكُتاب الشباب الذين مازالوا يمتلكون عمرًا طويلًا في الكتابة الإبداعية، مفضلًا ترك منازل الراحة ليعايش المعاناة صدقًا فتخدش روحه ثم تنزف كلمات. فأفكاره تدور أغلبها في فلك القضايا الإنسانية، ومأزق الهوية، والخوف من الفقد.
وبجرأة خجولة لا يُرجى منها الخدش، وموضوعية في الطرح بلا تكلف، وسخرية سوداء مبطنة، يعرف متى يعرض أدواته اللغوية بسلاسة صعبة، وشفافية عميقة. فهو دائم البحث عن التعايش، يناشد بالتعددية وبتقبل الآخر والعيش بسلام، يكتب بحثًا عن الحرية ورقيًا من خلال شخصياته، يمرر أفكاره عن طريقهم، قاصدًا بذلك العلاج للمشكلات العربية.
وعن بلده الكويت في خضم كل القضايا، يتحدث عنها بشجن، ويصفها وصف المحب، فيقول “…لأن لا مكان لي سواك. ولأنني رغم كل الخيبات فيك، لا أنوي إلا أن أموت فيك”. فحينما يكتب عن وطن يحرك فينا مشاعر مماثلة ولكن لوطن آخر يخصنا، يتحدث عن الكويت، فنرى فيها كل بلادنا العربية.
تصنيف روايات الكاتب:
سعود السنعوسي، روائي وكاتب كويتي معاصر، وأحد كُتاب جيله الأكثر شهرة. حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” بحصيلة أدبية لم تتعدى العملين الروائيين فقط في وقتها، عن روايته “ساق البامبو”.
في سن صغير لم يتجاوز الواحدة والثلاثين، وكأول كويتي، ومن بين 133 عمل، فازت روايته وهي التي كان يُظن أن فوزها ضربة حظ، وأنه ظاهرة أدبية ستنتهي. وبتتابع إنتاجه الأدبي وصولًا للخمس روايات حتى هذه اللحظة اثبت العكس، وأن ما قدمه من أدب هو نزر من موهبة تشي بالكثير.
بأعماله الخمسة نافس السنعوسي بجدارة، وحجز مقعدًا في الصفوف الأمامية بجانب أسماء أدبية كبيرة، وكون قاعدة جماهيرية عربية قارئة تنتظر جديده وهم على يقين أنه يحمل لهم الجديد بلا شك.
قصص وحكايات وقضايا شائكة يلفت نظرنا لها بسلاسة، يهتم فيها بالكيف لا بالكم، ويتضح معها نضوج فكري أدبي لشاب خبر الحياة، فكسر الصورة النمطية لاحتكار الكتابة الرصينة على كبار الكُتاب، وأتاح الفرصة أمام المواهب الشابة للظهور والمنافسة بقوة. وبهذه النجاحات المتتالية تُرجمت بعض أعماله لإحدى عشرة لغة منها الإنجليزية والتركية والصينية.
أعماله الأدبية وجميعها إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون، هي كالتالي: سجين المرايا، 2010. ساق البامبو، 2012. فئران أمي حصة، 2015. حمام الدار، 2017. ناقة صالحة، 2019. وأعماله المسرحية: مذكرات البحر، 2019. نيو جبلة، 2020.
وهو عضو الجمعية الكويتية للصحفيين، وعضو الرابطة الأدبية الكويتية. وانخرط في كتابة مقالات أسبوعية في عدد من المجلات والصحف العربية، مثل: زهرة الخليج، والقبس الكويتية، ومجلة أبواب.
السنعوسي من الكُتاب الشباب الذين مازالوا يمتلكون عمرًا طويلًا في الكتابة الإبداعية، مفضلًا ترك منازل الراحة ليعايش المعاناة صدقًا فتخدش روحه ثم تنزف كلمات. فأفكاره تدور أغلبها في فلك القضايا الإنسانية، ومأزق الهوية، والخوف من الفقد.
وبجرأة خجولة لا يُرجى منها الخدش، وموضوعية في الطرح بلا تكلف، وسخرية سوداء مبطنة، يعرف متى يعرض أدواته اللغوية بسلاسة صعبة، وشفافية عميقة. فهو دائم البحث عن التعايش، يناشد بالتعددية وبتقبل الآخر والعيش بسلام، يكتب بحثًا عن الحرية ورقيًا من خلال شخصياته، يمرر أفكاره عن طريقهم، قاصدًا بذلك العلاج للمشكلات العربية.
وعن بلده الكويت في خضم كل القضايا، يتحدث عنها بشجن، ويصفها وصف المحب، فيقول “…لأن لا مكان لي سواك. ولأنني رغم كل الخيبات فيك، لا أنوي إلا أن أموت فيك”. فحينما يكتب عن وطن يحرك فينا مشاعر مماثلة ولكن لوطن آخر يخصنا، يتحدث عن الكويت، فنرى فيها كل بلادنا العربية.
تصنيف روايات الكاتب:
في مايو العام 1981م أراد الله لسعود أن يولد على أرض أحبها قلبه، الكويت. في هذه البلد التي اعتبرها بيته الكبير، يقع بيت عائلة تقليدي مكون من جد وجدة وأبناء وأحفاد، كان يتزاحم الأبناء فيه، وتتزاحم معهم الحكايات والمواقف التي أَثْرَت معارفه وفتحت مداركه، وكثرت المشاهد في مخيلته الصغيرة، فما لبثت أن عبّرت عن نفسها بموهبة الكتابة لديه.
كأي كاتب أحب الكتابة منذ الصغر، قرأ الكتب وكَتَبَ، بعمر التاسعة، قصائدًا شعرية وقصصًا قصيرة تكشف عن جانب من موهبة واعدة. واستمرت قريحته الأدبية تتجلى في خواطر شاب مراهق وجد في الكتابة والقلم ترجمان لمشاعره.
وقد نشأ نشأة محمومة بالعروبة في المدرسة والبيت. ولكن وبوقوع حرب الخليج تصدعت الصورة، فحصل انفصال وجداني في جيل الكاتب بعروبته، ترجمها في رواياته كبحث عن معاني العروبة الأولى بمفهومها النقي، تُرمم ما كُسر، وتحاول جاهدة محو أثر السياسة وما خلفته فينا من جروح، فليت الشعوب تُبرّئ وتُترك العقوبة يتحمل وزرها من افتعلها.
علاقته بأفراد عائلته متينة. فعلاقته بوالده أساسها القوة، يرى فيه السقف الحامي، والرأس الذي يجهل ما يدور في خلده، قرارته جازمة لا تهاون فيها. أما والدته فيقول عنها أنها امرأة ممتلئة بالمشاعر، يتوقع ردود فعلها ويستطيع أن يصفها ويشرحها على شفافيتها. أما جدته فقد فغمرته بالحكايات والقصص وفتحت بكلماتها باب الخيال في عقله الذي بقي مواربًا حتى اليوم.
في المرحلة الجامعية وقع اختياره على كلية الدراسات التجارية تخصص بنوك، وعمل لاحقًا في شركة أغذية.
وعندما كبر واستقر به الحال وظيفيًا لم ينقطع عن شغف ابن التاسعة، واستمر في التدوين الكترونيًا، ولاحقًا صحفيًا عبر مجلات وصحف داخل الكويت وخارجها. ثم بكتابة الرواية هدفه الأسمى، فبوجه بشوش يخفي خلفه الكثير من الهموم والغليان والتمرد الذي يتقن مداراته جيدًا، ما لبثت أن تجلت في أعماله، وكأنه هو نفسه يحكي نفسه في كل شخصية، فيعطيها سماته النفسية ولكن بأزمنة مختلفة وأوجه شتى.
دعمه كُتاب كبار منهم: ليلى العثمان، وسعدية مفرح، وإسماعيل فهد إسماعيل.
عندما سُؤل أي شخصية يريد أن يكون لو كان بطل لأحد الروايات، فاختار “جان فالجان، البؤساء”، شخص اكتشف الحياة ومر بكل تقلباتها.
لا يفضل الانتماء لفصيل سياسي معين أو معارضة بعينها، فهو ينتقد الأفعال لا الأشخاص، وبالتالي الجيد من هذه الشخصية سيشيد به والسيئ سينتقده، فلا وجود للمطلق في قاموسه.
يطمح أن يُقال عنه يومًا “سعود الكويت” مثلما هو الحال عند قول “محفوظ مصر”.
أحب القراءة لأنه أراد أجوبة لأسئلته، ويقول عن ذلك أنها كالصدمة، فعندما تقرأ أكثر تجد أسئلة أكثر.
تشترك رواياته في رسومات الأغلفة، فريشة “مشاعل الفيصل” تترجم النص إلى كائنات مرسومة.
حمام الدار وناقة صالحة هي أعمال عرضية تم استقطاعها وخروجها كأعمال مستقلة أثناء عمله حاليًا على الرواية الحُلم.
أما عن حياته الخاصة فهو قليل الحديث. يجنب عائلته كاميرات الإعلام والصحافة، ويكتفي بإظهار جانبه الأدبي.
لحرب العراق والكويت عام 1990م عظيم الأثر. فهي التي هذبت روحه ورفعت من معيار المسؤولية الوطنية في نفسه، فكتب أولى القصائد وهو في عمر التاسعة، تحكي بنقاء عن خوفه، معبرة عن مشاعر أسرة كويتية تعاني ويلات الحرب. هذه التصدعات النفسية يحاول أن يتحرر منها بالكتابة، فكانت حرب الكويت حاضرة وبقوة في أغلب أعماله الأدبية.
الرواية أساسها الخيال، فنسج القصص مع بناء الشخصيات يتطلب مصدرًا للإلهام. وكان مصدره جدته التي أغرقت طفولته بالحكاوي ترهيبًا وتوبيخًا أو للترفيه. غذت هذه القصص مخيلته الصغيرة، وعبئت جوفه حتى امتلأ وفاض. فخرجت لنا بأدب عماده حكايات الجدة، قصص شكلت ذاكرة خصبة للكتابة.
ثم وفي مرحلة الطفولة قرأ قصص الأطفال كأولى جرعات الأدب. ثم كشاب قرأ الملاحم الكبرى كالإلياذة ثم الكلاسيكيات كالبؤساء، وهو العمل الصادم الذي شكل فكره وبدأ بتحديد مساره الأدبي.
بعمر العشرينات كان ينزعج من الصورة النمطية للخليجي في الأعمال السينمائية العربية، والعربي في الأعمال الأجنبية، وهي التي تحولت لاحقًا إلى تقبل للواقع. فبدلًا من التستر عليها يحاول أن يغيرها عن طريق كتاباته، وإيصال فكرة أن لكل مجتمع أنماط مختلفة سيئة وجيدة ولا وجود للتعميم.
ككل كاتب تأثر بنجيب محفوظ، فيقول: نجيب يُريك ولا يُخبرك. وفي مرحلة مبكرة تأثر بتوفيق الحكيم، وقد فتح له توفيق نوافذًا كبيرة وزعزع مشاعره الشابة.
لا طقوس يمتلكها السنعوسي ليكتب. ليل كان أم نهار يكتب، وفي أي مكان يكتب. ينشد العزلة فقط وفي بدايات الفكرة، ثم وبعد تدافع الأفكار لا يجد مشكلة في الكتابة حتى في زحمة طريق.
استماعه الجيد ورصده الدائم بهدوء لكل التفاصيل من حوله، جعلته متمكنًا من بناء الشخصيات وحبك الأحداث بمتانة، خاصة وأنه أثرى الأدب وهو في عمر صغير، وبالتالي تجربته في الحياة لازالت قصيرة، إلا أن الاستماع لتجارب الناس المحيطة أمدته بالثراء المعرفي.
كاتب يكتب عندما يتألم ويصيب قلبه الوجع هو بالضرورة كاتب يحمل رسالة ما. يحلق بين قضايا المجتمع، من العمالة إلى الطائفية، ليظهر لنا أنه يعمل على مشروع أدبي. فهو يجعل من الكتابة خلاصًا وملاذًا كما وصفته الشاعرة “سعدية مفرح”.
أولى إصداراته بعنوان “سجين المرايا”. قصة حب عبد العزيز ومريم، تصف علاقة المرأة بالرجل. يكتشف البطل ذاته ويسترجع ذكرياته التي عانى فيها من الحرب. تجربة فقد الوطن، وفقد الأب والأم، وفقد الحبيبة، كلها ذكريات أصبح البطل سجينها.
بالرغم من قوة لغتها الشاعرية، فالبعض وجد فيها طغيان على الأحداث. فعدم رضاه التام عنها، والنقد الذي طالها، وظفه جيدًا في العمل اللاحق، ساق البامبو.
“ساق البامبو”، تتحدث عن العمالة الأجنبية في الكويت. وسؤال الهوية وأزمتها تجلت بقوة. البطل عيسى الكويتي وخوزيه الفلبيني، اسمان وهويتان لشخص واحد مشتت ما بين بلدين أحدهما رافض له. تطرقت لأزمة البدون، وأزمة العادات والتقاليد المنهكة للعاتق، ولم تتجرد من الخطاب الديني والممارسات السلوكية التي يفرضها القوي على الضعيف في المجتمع تباعًا. وقد تحولت إلى عمل تليفزيوني 2016.
“فئران أمي حصة”، الرواية التحذيرية من الطائفية، الآفة التي ستأكل الأخضر واليابس. رواية جريئة جرأة التطرق لموضوع هو الأكثر حساسية في الخليج، بأحداث ممتدة من 1985م حتى 2020. هنا الصراع المذهبي في ظل معاناة المنطقة من ثورات وحروب وغزو، مع التنبؤ بأحداث مستقبلية لزمن الرواية.
أثارت الرواية الجدل، ومُنعت من التداول وسُحبت النسخ لثلاث سنوات من قبل الأجهزة الرقابية في الكويت. فدخلت معترك المحاكم، ليُرفع الحظر عنها عام 2018 بأمر من المحكمة الإدارية الكويتية. وتأهلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
“حمام الدار: أحجية ابن أزرق”. بأسلوب فيه استعراض لغوي أظهر مواطن القوة التي يمتلكها السنعوسي في اللغة. رواية ما بين زمنيين متوازيين في الأحداث كالأحجية أو اللغز يتوجب عليك التدقيق والتعمق لفهمها، ويعول على القارئ تفسيرها. وتأهلت للقائمة القصير لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
“ناقة صالحة”، هنا الكويت مطلع القرن العشرين مع صالحة التي ارتحلت لتبحث عمن تحب في الصحراء، حيث قصص البادية بلمحة عميقة مفصلة وبلاغة في السرد. تأهلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
حصل الكاتب سعود السنعوسي على العديد من الجوائز ومن أشهرها :
في صغره كان كتوم يعبّر عن حبه واشتياقه وحتى سخطه لعائلته ليس بالقول لهم بل بالكتابة عنهم في دفاتره، فمارس هنا البوح بطريقة مختلفة. وكان يجمع كتب أعمامه وعماته وصنع بالفعل مكتبته الصغيرة.
يخشى سعود الفقد ويقلقه الرحيل، فتجده لذلك يمجد وحدته ويجد فيها الملاذ. ويحتفظ بدائرة أصدقائه ضيقة. بيتوتي يفضل سكون البيت على صخب الشارع. أما علاقته مع أفراد عائلته والأقرب إلى قلبه فتحيطها هالة من الخوف، يتخيل لحظات فقد هؤلاء الأحباء متوازية بوقت مجلسهم ولحظة الاجتماع بهم. فهو كثير الحديث عن الفقد في أعماله.
وقد يعود ذلك لأولى حالات الفقد وهو بعمر الثامنة عشر، فمات صديقه وابن عمه. لذلك سعود يخشى أن يرهن سعادته وحياته على شخص معين. وكتعويض للفقد خلق شخصيات روائية تعلق بها إلى الحد الذي قد يصل لتأجيل كتابة مشهد موت أحد الشخصيات.
ما دفعه لكتابة “سجين المرايا” هو الكتابة، أراد أن يكتب فكتب، وهو ما يجده سببًا غير كاف.
أما “ساق البامبو” فدافعها الوجع. تألم من مشاهد بائسة في مجتمعه فكتبها رواية. وهو هنا لا يلوم المجتمع كأفراد إنما يلوم الفكر السائد، فالخطأ عندما يُمارس مجتمعيًا لا ندركه، حتى إذا ما نظرنا إلى أنفسنا من الخارج وجدنا أننا نغرق.
ولعنوان الرواية قصة، فقد كان من المقرر تسميتها “الأناناس لا ينمو في الصحراء”، ثم “الطاروف” لقب العائلة التي ينتسب لها البطل، وأخيرًا “ساق البامبو” وهي الشجرة التي لا موطن لها ولا جذور، يختلف اسمها من بلد لآخر، كأنها تصف حالة البطل.
وقد جاءت بسيطة اللغة، لرغبته في أن يوحي بأن الكاتب هو البطل عيسى وقد كتبها بالفلبينية، وترجمها إبراهيم السلام، فيدخلك في عمق الرواية كسيرة ذاتية. فعرف كيف ومتى يوظف اللغة لترتقي بالعمل، فجاءت البساطة مؤكدة للعمل، مثلما هو التعقيد في “ناقة صالحة” مؤكد للغة البادية.
ولإتمام الرواية بالصورة المطلوبة، بحث وقرأ كل ما يخص الفلبين كثقافة وشعب، وبعد كتابة أولى الصفحات شعر بأنه يسرد معلومة ويكتب استطلاع في مجلة، لا مذكرات بقلم بطل فلبيني. فشد الرحال وسافر إلى الفلبين ثلاث مرات، وسكن كوخًا صغيرًا في مزرعة. فعايش واقع الحياة بأزمات ومشاعر الفرد الفلبيني،
واكتشف أن الهوية تشمل اللغة والمناخ والمجتمع والدين. وعاد للديار محملًا بالحكايات والمواقف التي انكب على كتابتها، مستوحيًا الشخصيات من روح المكان الذي كان فيه، والأشخاص الذين التقى بهم. وقد حول بيته الكويتي الى مساحة مستقطعة من الفلبين بأعواد البامبو، وتسجيلات لأصوات المستنقعات، وتحويل القمر الصناعي للقناة الفلبينية، ليستجلب الصوت الإلهام.
وبعد فوزه بـ البوكر شعر بثقل المسؤولية، فعليه تقديم أعمال منافسة أو بمستوى أعلى. وبعد مرور فترة من الزمن استطاع التخلص من هذا القلق، وعاد يكتب لأنه يريد القول، لا ليعجب القارئ فقط أو لينافس العمل الأول. وأثناء عكوفه على كتابة فئران أمي حصة، توقف عن الكتابة لكثرة أسفاره، وبعد عودته عاود قراءة ما كتب، وشعر بالصدمة، فلم يجد سعود، بل كاتب آخر يكتب ليرضي القارئ ليس إلا.
فحذف ما كتب، وبعد محاولات ثلاث بأفكار مختلفة تبعها توقف، عاد للعمل الأول وكتبه بروح سعود الأولى وخرج لنا بـ فئران أمي حصة.
أما “فئران أمي حصة” فدافع الكتابة هو الخوف، الخوف من القادم ومن علاقتنا ببعضنا. وقد تنبأ فيها بأحداث مستقبلية حتى 2020 وتحقق نصفها بالفعل. فتنبأ بتفجير جامع شيعي في الكويت، وبإغلاق الحدود بين دول مجلس التعاون الخليجي، وانسحاب البعض الآخر، وهبوط أسعار النفط، وتفشي وباء الطاعون من جديد. وهو لا يفضل لفظ “تنبؤ”، بل يرى أنه واقع معاش نتائجه المستقبلية حتمية جلية، تظهر للبعض على أنها استبصار.
أما “ناقة صالحة” فاستلهمها من موال تراثي على الربابة اسمها “الخلوج”.
سعود دائم النظر لنفسه بعين النقص لا الكمال، فبعد ترجمة ساق البامبو إلى لغات أخرى من قبل المترجم، عاود قراءة فقرات من العمل، فانتقد نفسه على كتابتها، ليتلافاها في العمل اللاحق. ويقول عن ذلك أنه دائم القسوة على نفسه الأدبية للخروج بنتائج أفضل.
يهتم والده بقراءة أعماله قبل النشر. ومن المواقف التي يذكرها في روايته ساق البامبو، أنه وقبل أن يرسل العمل إلى الناشر استدعاه والده ليبدي له إعجابه، وليتساءل متى سينهيها؟! فتعجب سعود، فالعمل قد انتهى بالفعل! وأدرك بعدها أن النهاية المفتوحة لم يستسغها والده، وفضل لو أن البطل اعتنق الإسلام في النهاية بدلًا من النهاية المفتوحة التي ترك لخيال القارئ حرية إنهائها.
أهمية العائلة واعتبارها الاستقرار الحقيقي للإنسان واضح في كتاباته، حتى عندما أراد أن يختصر أوجه المجتمع المتعددة، اختصرها في عائلة الطاروف، ففيها المتدين والمثقف والعامل في حقوق الإنسان، وعلى الرغم من اختلاف فكرهم إلا أنهم في النهاية، بقناعة أو عن غير، رفضوا ما رأوه بالنسبة لأيدولوجيتهم أنه دخيل.
أراد بأعماله تغيير الصورة تجاه العمالة الأجنبية، والنظر لهم كأفراد جزء من عائلات، وليسوا ماكينة للعمل. هذه المحاولات أتت اُكلها من قُراء بعثوا بفيديوهات عن محاولاتهم الأولى للتعرف على حياة الخدم في منازلهم، والنظر إلى احتياجاتهم الإنسانية وسماع قصصهم.
“حين أقف أمام مكتبتي أوقن بأنني خليط من الكتب التي تحتويها”.
“لقد تطورنا بشكل فارق لكننا لم نتزحزح خطوة في سلوكنا وأنماط تفكيرنا”.
“مؤمن بأننا لم نستورد الطائفية من الخارج… إننا طائفيون بإدراك أو من دونه. مناهجنا الدراسية تكرِّس الطائفية، إعلامنا، رجال الدين وبيوتنا كذلك… حتى من يدعي الليبرالية أو يصرح بإلحاده، يدعو إلى إلغاء الآخر… العلاج يبدأ في المناهج الدراسية، وتفعيل قوانين ازدراء الأديان والمذاهب، وافساح المجال للفن.. فقد كان له دور كبير في الكويت قبل سنوات، حينما كان للدولة وعي بأهمية الفنون على رأسها المسرح”.
“…أنا شاب نشأ على الحرية المتمثلة في البرلمان، حرية المسرح… حرية الصحافة… نشأت على حنظلة ناجي العلي في رسومه الذي احتفت به صحف الكويت. كيف للكويت التي فتحت ذراعيها لكل أولئك المبدعين الكبار أن تضيِّق اليوم على أبنائها؟ الوجع هو أنك تشاهد بلادك مختطفة لا تشبه بلادًا تعرفها”.
” في السابق كنا نستغرب مقدرة المصري على تحويل همومه إلى نكات، اليوم صرنا مثله، من كثرة همومنا ومشاكلنا نستعين عليها بالسخرية منها. السخرية شكل من أشكال التعبير”.
“لو لم أشعر بالألم ما كتبت الرواية، فما المانع أن نوجع القارئ محبة فيه لعله يتغير، فقد كان هنالك نوع من القسوة، لكنها قسوة المحب رغبة في الإصلاح…”.
“من أين للمرء كل هذه القدرة على الكراهية؟ شيء يشبه العمى… وقت تصير عنصريته تعبيرًا عن مقدار وطنيته، حين يعتبر بذاءاته على بلاد الآخرين غزلًا ببلاده!”.
أعماله خارج العالم الأدبي
يعمل في شركة للأغذية.
أسماء بعض مؤلفاته:
لا يوجد محتوى مشابة
لا يوجد محتوى مشابة