في هذا المقال نقدم لكم مراجعة كتاب حالات نادرة للكاتب كاتب المبدع الذي أطلق قلمه في ساحة الابداع ليخرج لنا العديد من الروايات والسلاسل الأدبية التي تدور غالبيتها في عالم الرعب والفانتازيا،
إنه الكاتب المبدع عبد الوهاب السيد الرفاعي الحاصل على تكريم الديوان الأميري الكويتي عام ٢٠١٦ لتصنيفه من أكثر مائة شخصية مبدعة لذلك العام بدولة الكويت.
اليك ايضاً مراجعة رواية صاحب الظل الطويل من هنا.
صدرت أولى سلاسله الأدبية في أدب الرعب عام ٢٠١٢ والتي كانت تحكي عن طبيب نفسي مجهول يعيش في الكويت يكتب مذاكرته من واقع الحياة، ويستعين في سردها بستة مرضى من الفتيات،
يعشن في مرحلة المراهقة وزهرة الشباب بداية من سن الثانية عشر حتى سن الثانية والعشرين، لينسج بخياله و يكتب بمشاعره ويسرد بإحساسه، ويروي بانفعالاته كل ما عاصره أثناء رحلة علاجه لتلك الفتيات في سلسلة أدبية تسمى: حالات نادرة.
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء الأول
“.. أم أن لهن أسراراً مخيفة لا يعرف عنها الكبار شيئا؟!!. أطرح هذا السؤال بسبب عملي كطبيب نفسي. وبسبب الحالات التي تمر علي في المستشفى. ففي كل مرة تقريباً تجلس أمامي فتاة في سن المراهقة. أجدها تروي لي أحداثاً مذهلة لا تُصدق عن حياتها الشخصية. وأجد في جعبتها أسراراً سوداء يقشعر لها البدن. فقررت أن أجمع تلك القصص لأنشرها لكم. عالماً أنها ستجعلكم تفكرون في تفاصيلها حتى بعد الانتهاء منها. لأننا نتحدث هنا عن حالات غريبة لم يرد معظمها في قاموس الطب النفسي. حالات نادرة !!!.. “
رواية مكونة من ستة أجزاء، كُتبت في ٢٣٣ صفحة مقسمة على حكاية ستة شخصيات من سن المراهقة يعانين من أمراض نفسية معقدة، ربما لا تأتي إلا نادرًا لأعمار تلك الفتيات، ويحاول الطبيب بذكاء حاد أن يجد حلاً لمشاكلهن كما لو كان محققاً بوليسياً وليس طبيباً نفسياً.
وإن لم يجد العلاج يقرر الهرب سريعاً في الوقت المناسب، ربما كان يتميز بالذكاء الشديد الذي ساعده في علاجهن، وربما لم يملك سوى الإنصات لحكاياتهن وكتابتها في مذكراته، فمشاكلهن اتسمت بالتعقيد الشديد والأحزان السوداء.
فكانت إحداهن تعاني من انفصام الشخصية وتظهر لها شخصية عنيفة تخالف طباعها وأخلاقها، ولكن لماذا كانت تخاف من جدتها الميتة؟!، وهناك أخرى ترى في كوابيسها يعود من الموت ليقتلها فتتمنى الموت أن يأتي لها مرة واحدة بدلاً من أن تُقتل كل يوم تباعاً،
ولكن لماذا ابنها يساعده والده في قتلها؟!
قصص غريبة ومثيرة صحبنا فيها الرفاعي نحو عالم من الألغاز ولكننا في النهاية استمتعنا معه بسماع حكايات حالات نادرة.
تعرف ايضاً على أجمل اقتباسات أنيس منصور من هنا.
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء الثاني
“ربما يكون عنوان الكتاب مألوفا لديكم. نعم. إحداهن. أجدها تروي لي أسرارا لا تصدق. وأكتشف المعارك التي تدور في ساحة روحها. وكيف تتصارع مكونات شخصيتها ببعض بعضها البعض حتى تكاد تلتهم كيانها نفسه!. عمليّة عملي. قراءاتي. قراءاتي.
أرجوكم اقتربوا قليلا كي لا أرفع صوتي. ودعونا ندخل إلى عالم تلك الحكايات. إنها حكايات من الأعماق. ليست أعماق البحار. ولا أعماق الكون. أشد تعقيداً. بجزئها الثاني.”
ما زال البطل في الجزء الثاني يصر على عدم الإفصاح عن اسمه ويكتفي بلقب الطبيب النفسي، ومازال في الخامسة والثلاثين من عمره ولم يعمل بالمشفى سوى خمس سنوات فقط، وهو يعتبرها فترة قصيرة بعدد الحالات التي عالجها في تلك الفترة، والتي تجاوزت الاثني عشرة حالة.
حيث يروي في الجزء الثاني من سلسلته ستة حالات نفسية جديدة عانت من المرض وأخذتنا في عالم جديد مثير اختلط فيه الرعب مع الخيال العلمي مع أحداث الماورائيات،
وكان من أبرز تلك القصص الفتاة التي كانت تنتمي لأسرة ثرية وتمتاز بالخلق الحسن والطباع الهادئة، إلا أنها تتحول لفتاة شريرة تحاول تدمير كل ما حولها، ثم سرعان ما تعود إلى طبيعتها.
تُرى ما هو الدافع وراء تلك التصرفات؟ هل هو شيطان يتحكم بها؟ أم حادثة أليمة من الماضي زرعت بداخلها الكراهية المدفونة داخلها والتي تظهر بين الحين والآخر؟ أم مجموعة من الأسحار صُنعت لها كي تسيطر على تصرفاتها؟ هذا ما تعرفه عند قراءة الجزء الثاني من حالات نادرة.
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء الثالث
” ..هل دخلت مستشفى الطب النفسي في (الكويت)؟! .. الكثيرون لم يفعلوا .. وربما أكون من المحظوظين الذين يدخلونها بصورة يومية بحكم مهنتي كطبيب نفسي. فلا أنكر أن هناك متعة في الاستماع لمشاكل الناس ومحاولة إيجاد الحلول لها. خاصة مشاكل المراهقات. إذ لا يخفى عليكم أننا نعيش في مجتمع ذكوري صارم يمارِس فيه الرجل (وأد البنات) فكرياً وعاطفياً. وهذه التقاليد نتيجتها الطبيعية أن يكون معظم (زبائني) من فئة المراهقات بسبب تراكم الضغوطات عليهن من الجميع، ما الذي يجعلني أنشر مذكراتي باستمرار؟! ربما لأن الأفكار في رأسي شبيهة بالخفافيش التي تعيش في الكهوف المظلمة. إذ تقبع هناك نائمة بهدوء حتى يأتي أي إزعاج ليوقظها فتملأ الكهف صخباً. وها أنا أملأ الأوراق صخباً بعد أن اكتظ رأسي بالمشاكل التي تنهال على مسامعي باستمرار والتي تتجاوز كثيراً قصص الحب أو الخلافات العائلية المعتادة، أعتقد أن من قرأوا مذكراتي السابقة يتفقون معي في ذلك، لهذا أعود إليكم مجدداً لأتحدث عن مشاكل المراهقات. والحالات النادرة منها. بجزئها الثالث.”
مازال الطبيب النفسي يستكمل سرد ذكرياته مع المرضى النفسيين في الجزء الثالث رافضًا الإعلان عن اسمه، مُدعياً أنه لا يحب الشهرة ويتعجب من هؤلاء المشاهير الذين يسعون إليها ثم يخفون وجهوهم تحت النظارة السوداء، ويصفهم بأنهم مرضى ينافقون أنفسهم.
ولكنه في الجزء الثالث قد بلغ عامه السابع والثلاثين من عمره، واستكمل سبع سنوات من العمل و مازال أعزباً يرفض الزواج، معتقداً أنه من الممكن أن يكون حائلاً بينه وبين كتابة مذكراته،
أبهرنا “الرفاعي” بستة قصص جديدة لستة بطلات جديدات غلب على معظمها عنصر الرعب والتخويف، ولكنها مازالت تمثل للأطباء والطب النفسي و القراء أيضاً حالات نادرة.
إقراء ايضاً مقال عن أفضل كتب أحمد بهجت من هنا.
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء الرابع
“ …أعرف أن عنوان الكتاب مألوفا لديكم.. نعم.. أنا الطبيب النفسي ذاته الذي سردت لكم سابقاً أغرب القصص والحالات التي مرت علي في مستشفى الطب النفسي في ٣ أجزاء سابقة حملت اسم (حالات نادرة).. لتصلني العديد من الرسائل يطلب فيها القراء سرد المزيد.. وقد وجدت الفرصة على طبق من ذهب حين جلست مع ٣ فتيات في ليلة هادئة لا تُنسى أبداً.. وبمكان تستطيع كل منهن أن تبصق فيه أفكارها كما نبصق السموم التي نمتصها ممن لدغته أفعى!!!.. وهذا ما فعلته كل منهن في تلك الليلة.. خاصة مع أضواء الشموع المتراقصة والأجواء الغامضة التي تُشعرك أنك ترتاد أدغال النفس المظلمة!!.
إنها قصص تُكتب بين النجوم ولا مكان لها على الأرض. فهي تتحدث عن الأشياء التي لا يقولها الناس ويخفونها عنا. حتى لتشعر أن العالم الذي يعيشه الآخرون مزيف.
بينما عالمنا في تلك الأمسية هو الحقيقي. مما يجعلني أظن أنه سيمر علينا زمن إذا لم يكن لدى الإنسان طبيب نفسي يزوره باستمرار. فسيظنه الناس مجنونا!.
والآن نرجوكم الصمت. حيث سندخل عالماً غريباً من المشاكل والشخصيات التي ملأت قصصها حياتي بالكوابيس. قصص من الحالات النادرة. بجزئها الرابع..”
مازال الطبيب النفسي هو البطل الرئيسي في المجموعة ومازال أعزباً أيضاً بالرغم من بلوغه الثمانية والثلاثين من عمره، ولكن اختلفت مذكراته في الجزء الرابع حيث تقلست بطلاتها إلى ثلاث بطلات فقط وليست ستة وهن “مشاعل، روان، هبة”.
وفي قصة مشاعل نجد فتاة مراهقة تُفتتن بالرجل الأربعيني وتتمنى الزواج من رجل في ضعف عمرها، وبالفعل تقوم بالزواج من هذا الرجل، ولكن بعد فترة يصارحها بمشكلة قد تهدد حياته،
تُرى هل تستطيع “مشاعل” أن تنقذ زوجها؟ ومن الذي ستلجأ إليه كي يساعدها؟؟ هذا ما ستعلمه عند قراءة الجزء الرابع من: حالات نادرة.
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء الخامس
” … إنني مجرد طبيب نفسي في أوائل الأربعينيات من العمر ، أنقل لك أغرب الحالات والقصص التى مررت بها في مستشفى الطب النفسي.. والواقع أنني أعتبر مرضى الداخل نتاجاً طبيعياً ومنطقياً لمرضى الخارج!! وربما ستتفق معي في ذلك حين تقرأ هذا الجزء من العنوان الذي اشتهر وبات يعرفه الكثيرون.. حالات نادرة...”
في الجزء الخامس يتخطى الطبيب سن الأربعين ويقرر عدم الزواج نهائياً نظراً لإصابته بالاكتئاب الشديد، ويعاود أن يحكي لنا قصص ست فتيات تجمع بين الرعب والخيال العلمي.
ربما كانت أبرزهم هي قصة “إسراء” تلك الفتاة التي تقرأ الأفكار ، وتتوفى والدتها وهي في سن المراهقة وتتركها وحيدة خاصة بعد زواج أخواتها، تتزوج إسراء من رجل خمسيني يسكن معها في العمارة التي تسكنها وتحبه حباً شديداً رغم فارق السن الكبير بينهما،
ولكن ينكشف لها سر في حياته يدفعها لطلب الطلاق منه، تُرى ما هذا السر؟ وهل ستنجح إسراء في حياتها الجديدة؟؟؟
مراجعة كتاب حالات نادرة الجزء السادس
” الحفل، رؤى ، العابر، جبل جديد، مشكلة سخيفة جداً، نافذة غرفتي”
الفقرة السابقة ليست عبارة عن كلمات ولكنها عناوين لست قصص مختلفة كتبها “الرفاعي” في الجزء السادس من “حالات نادرة”، والتي امتازت بتشويقها وإثارتها وأيضاً تفوقها على الأجزاء السابقة في الإقبال على شرائها من قبل القراء.
فقد أبدع “الرفاعي” في تلك المجموعة حين جمع بين قصص الماورائيات، الخيال العلمي والقصص الاجتماعية التي غلب عليها طابع الإثارة والرعب،
فقد اصطحبنا في قصتي “الحفل” و “رؤى” إلى عالم الماورائيات ذلك العالم المليء بالظواهر الغريبة والكائنات المختلفة والأجواء الشاذة، وكأنك تذهب مع تلك القصتين في رحلة من الخيال.
وفي قصة “العابر” اصطحبنا في رحلة من الرعب تقشعر لها الأبدان، ثم ذهب معنا في جولة من الخيال العلمي في قصة “جبل جديد” ليعود بنا إلى قصيتين اجتماعيتين لم يخلو ابطالهما من الأمراض النفسية هما “مشكلة سخيفة جداً”، “نافذة غرفتي” ..
وربما كان الأبطال ليسوا مرضى نفسيين بل كانوا يرون مالا نراه كما ذكر “الرفاعي” في قصته قائلاً : ” ..أنا لست مجنونة أبداً.. أنا فقط رأيت ما لا يراه الآخرون.. وحين ترى ما لا يراه الناس.. سيتهمونك بالجنون.”
تعد سلسلة حالات نادرة هي العمل الأدبي الثامن “للرفاعي” والتي بدأها في عام ٢٠١٢ حيث صدر الجزء الأول ، ثم صدر كتاب حالات نادرة ٢، وحالات نادرة ٣ في عام ٢٠١٣ وعام ٢٠١٤ على التوالي.
وفي عام ٢٠١٩ تم إصدار حالات نادرة ٥ ، والجزء السادس في عام ٢٠٢١.. وقد نُشرت السلسلة للمرة الأولى من خلال دار النشر الكويتية “نوفا بلس للنشر والتوزيع”،
ثم قامت دار نشر “عصير الكتب” بإعادة نشرها داخل جمهورية مصر العربية وطرحها من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.
المصادر
كاتبة ومحررة محتوى منذ عام 2017، أهوى القراءة وشغوفة بالكتابة وخاصة المجال الأدبي، امتلك حصيلة لغوية ينبع عنها محتوى إبداعي حصري، أتطلع إلى إبراز قيمة المرأة ودورها في إثراء المحتوى العربي من خلال الكتابة الإبداعية في شتى المجالات.
آخر المراجعات