عباس محمود العقاد ، هو مفكر وأديب وناقد عربي ولد في مدينة أسوان ، اكتسب العقاد ومنذ سن صغيرة ثقافة معرفية واسعة نظرًا لسعة اطلاعه وشغفه بالمعرفة والعلم والقراءة ، حيث بدأ حياته الكتابية بالشعر والنقد ، ثم زاد علي ذلك الفلسفة والدين ، كما اتخذ في كتبه سبيلًا للدفاع عن الإسلام والإيمان فلسفيًا وعلميًا ، كان العقاد أيضًا مفكرًا فاعلًا في مجمع اللغة العربية ، و عرف أيضًا بدفاعه عن اللغة العربية وذلك لعشقه الشديد لها.
في هذا المقال سنناقش مجموعة من أفضل كتب لعباس العقاد من حيث المكانة ، وأيضًا من حيث قوة الكلمات والشهرة الواسعة لها .
كتاب أفيون الشعوب …. هو من أهم مؤلفات عباس العقاد ، حيث يرد في ذلك الكتاب على الشيوعية ، ويواجه من خلاله الفيلسوف الألماني كارل ماركس ، مستثمرًا عبارته الشهيرة أفيون الشعوب.
في هذا الكتاب يلخص محمد العقاد رؤيته تجاه الأديان فهي على حد قوله تخدر الناس وتلهيهم عن شقاء الحياة واستغلال أصحاب رؤوس المال ، حيث يرى العقاد أن مذهب ماركس الشيوعية هو الهراء لا الأديان ، محررًا في ذلك الكتاب عبارته ” الدين يولد شعورًا بالمسؤولية لدى الفرد ويجعله في حذر من اقتراف الذنوب ، أما إنكار الدين فيؤدي لتخدير ضمائر الناس وعدم مبالاتهم.”
وقد كان هذا الكتاب من أهم مؤلفات عباس العقاد ،وذلك لأنه يمثل هجوما قويا من جانبه ضد الشيوعية ومبادئها ، حيث عدها مذهبًا هدامًا خطيرًا علي المجتمع بأكمله .
كتاب أنا … هو أيضًا من أهم مؤلفات الكاتب عباس العقاد ، و يقع تحت بند السيرة الذاتية، وقد بدأت فكرة كتابة سيرة ذاتية حينها تتردد لدى العقاد في الوقت الذي أشار فيه الأديب طاهر الطناحي أن يكتب سيرته الذاتية ، حيث قال عباس العقاد عن هذا الكتاب ، أنه يتناول حياتة الشخصية و السياسية و الأدبية و الاجتماعية ، وأرسل إلي المجلة مقالات متفرقة عن حياته.
وكان الأديب طاهر الطناحي قد باشر بجمعها لنشرها في كتاب واحد خلال فترة مرض العقاد إلا أن مرضه كان إشتد وعاجلته المنية، ورأي طاهر الطناحي أن من الوفاء للعقاد أن يتابع نشر الكتاب ، حيث أن ذلك الكتاب يتمتع عن غيره من السير الذاتية أنه يحتوي على جوانب خفية من حياة العقاد، تظهر شخصه الحقيقي غير ذلك الذي يعرفه الناس ، حيث كان العقاد أدبيًا ضاحكًا و مغازلًا ، وهذا ما جعله مصنفًا من أهم مؤلفات عباس محمود العقاد.
كتاب سارة … يعد هو أول كتب عباس العقاد في مجال الفن القصصي ، وهو أيضًا من أشهر وأهم مؤلفات عباس العقاد ، حيث اختلف النقاد والدارسون في حقيقة شخصية الكتاب الرئيسية “سارة” إذا كانت حقيقة أم وحي خيال.
إلا أن العقاد وقبيل وفاته كان قد صرح بكونها شخصية حقيقة ، و أن الرواية تسرد تجربة حية له في قصة غرام حُكم عليها بالفشل ، تمت كتابة الرواية إلي ١٦ فصلًا قصيرًا ، يشكل كل فصل منها مرحلة من مراحل تجربته ولعلها كانت تجربة فريدة وغريبة من نوعها محاطة بالغموض والشكوك والمغامرات.
يتقمص في تلك الرواية العقاد شخص البطل همام، الذي يسعى لكتمان تجربته بطريقة ما ، وهي على الرغم من بنيتها السردية الرتيبة التي تشبه القص الإخباري إلا أنها تعد محاولة روائية قيمة.
كتاب شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة … هو لونًا من النقد الأدبي الذي يضاف لحصيلة إبداعه المتنوعة ، ويعد هذا الكتاب بحق من أهم مؤلفات عباس العقاد ، وقد استهل كتابه مقدمة تفسر سبب اختياره لعمر بن أبي ربيعة ، وكتابته عنه في الوقت الذي أخرج فيه كتابًا عن عمر بن الخطاب ، وقد عرض من خلاله تفاصيل حياة عمر بن أبي ربيعة كما كان دقيقًا في توقفه عند شعره.
كما تطرق العقاد للتمييز بين لونين من الغزل كانا قد نشأ في العصر ذاته ؛ وهما الغزل العذري والغزل الصريح ، وشعراء كل منهما و العوامل التي أدت إلي ظهور كل لون منهما، كما تطرق إلى نشأة عمر بن أبي ربيعة و أثر حياته وتكوينه في شعره وميله نحو الغزل الصريح على وجه التحديد .
كتاب أبو العلاء …. حيث اهتم عباس العقاد في كتبه بدراسة و تحليل كثير من الشخصيات الأدبية والتاريخية ، والتي تركت بصمة واضحة في سجلات الثقافة والمعرفة.
ولعل أبا العلاء المعري قد كان من أبرز هذه الشخصيات التي توقف عندها عباس العقاد وقفة مطولة في واحد من أهم مؤلفات العقاد الأدبية النقدية ، حيث أن ذلك الكتاب مقسم إلى ٢٤ فصلًا ، تظهر عناوينها ميل العقاد للمعري وإعجابه به كشاعر وفيلسوف ، حيث كتب عنه في المطالعات عدة فصول عن عبقريته وفلسفته وتحليل ملكاته.
تُعد دراسة العقاد للمعري دراسة قيمة نافذة ، حيث تتجلى بها عبقرية المعري النفسية ، أو ما يسميه العقاد بشيمة السمت والوقار .
كتاب أبو نواس … يعد أيضًا من أهم كتب عباس العقاد الأدبية والنقدية ، حيث أنه قد كتب علي تسعة فصول ، قام من خلالها أيضا بدراسة حياة شخصية أبي نواس وشعره دراسة دقيقة تفصيلية من خلال تحليله للسمات النفسية والشخصية التي أثرت في الجوانب الفنية لهذا الشاعر الشهير.
وقد استعان العقاد بأساليب التحليل النفسي الحديث ليفهم أبعاد شخصية أبو نواس، والذي وصفه بالنرجسي العاشق لذاته ، والذي عرف أيضا بالمجون و الإباحية ، ومخالفته للمألوف من القواعد بين الناس ، يتطرق العقاد من الحياة الشخصية لأبو نواس ، مستعينًا بأدلة من شعره ، كما يتطرق لعاداته الشاذة وميوله المنحرفة.
ولعل أسلوب العقاد الأدبي الموشح بالمنطق جعل هذا الكتاب من بين أهم مؤلفات عباس محمود العقاد .
أشتات مجتمعات في اللغة العربية … هو من أهم مؤلفات عباس العقاد في الدفاع عن اللغة العربية ، و هذا الكتاب ضد كل من قد يوجه إليها من إتهامات بالقصور أو الضعف.
يعد من أهم مؤلفات عباس العقاد حيث أن في ذلك الكتاب فصول متفرقة يجمع بينها غرض واحد هو تصحيح بعض الأخطاء في النظر إلى اللغة العربية والحكم على مكانتها بين اللغات العالمية التي تصلح لأداء رسالة العلم والثقافة.
يتناول العقاد في كتابه نقاط هامة كنقص استعداد المترجمين الأوائل، الأخطاء التي وقع فيها معظم المستشرقين، وسرعة الحكم على لغة الضاد. يتطرق الكتاب لقِدم وعراقة لغتنا العظيمة، صلاحية حروفها لكتابة اللغات، يعقد مقارنات بين لغتنا وباقي اللغات في بناء وتركيب الجمل، واستخدام القواعد، وأنها لغة يمكن أن تخاطب أي زمان وأي مكان.
يعرض العقاد في ذلك الكتاب نظرية الشر و الذي تقع علي عاتق الشيطان ، حيث يضعنا أمام دراسة وافية من الدراسات المتميزة حول قوة الشر منذ قديم الأزل إلي منتصف القرن العشرين ، وما نظرة الأديان الثلاثة إليه.
يوضح العقاد أن ظهور إبليس يعد خير لنا وليس شر، فظهور كان أداة تعريف لما هو خير وما هو شر في هذا العالم، قبله كان لا تمييز بينهما. ويعرض علينا تساؤلات تخطر في بالنا جميعاً مثل: ماذا كان قبل الشيطان؟ ولماذا سقط الشيطان في غيابات الشر ودروبه؟ وكيف كان في الحضارات السابقة؟
في هذا الكتاب نرى الجانب المشرق لثقافة العقاد ، وإطلاعه الواسع على الآداب والثقافات العربية، وغير العربية أيضًا.
قد صُنف هذا الكتاب من أهم مؤلفات عباس العقاد، وقد وزع مضمونه في خمسة فصول افتتحها بحديث عامًا عن ألوان الأدب التي سادت في أمريكا. وقد حرص العقاد أن يقدم في هذا الكتاب نماذج من القصة القصيرة لأهمِّ الكتَّاب الأمريكيين، بحيث تعبِّر عن المراحل الأدبية الأمريكية المختلفة بشكل دقيق.
هذا الكتاب قد حقق مبيعات ضخمة و تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا ، وفيه يجمع العقاد ما اكتسبه من ملازمته للكتب سنين طويلة من علوم الفلسفة، الأدب، الفنون، التراث والشعر، ليجمعها كلها في كتاب واحد ينتفع به القارئ ، ويخلد أيضا به العقاد رحلته في تلك العلوم.
صرح العقاد أنه قضى ساعات عديدة يتنقل بين مجالس الأدباء والمفكرين أمثال أبي العلاء المعري ، والمتنبي و أخرين يستقي من علومهم وينهل من خبراتهم ، بالرغم ان اولئك المفكرين قد ماتوا قبل مولد العقاد ، ولكنه يزعم أنه يجالسهم من خلال كتبهم وما تركوه من تراث.
آخر المراجعات