المطبخ المصري من أشهى المطابخ واعرقها، وحب المصريين للأكل غير طبيعي بداية من القدماء المصريين ولحد عربيات الفول في الشوارع، واللي بيتجمع عليها الموظفين والطلبة والعمال في مشهد درامي بيعبر عن الألفة، والسحر والفخامة هتلاقيه في اشهر المطاعم وأماكن السهر، والدفا على سفرة بيت عليها ملوخية وزر وفراخ محمرة.
تاريخ الملوخية بيبدأ من عند الطبقة الشعبية في عهد القدماء المصريين، لأن الطبقة دي مش بتاكل لحوم الحيوانات، وده لان بالنسبالهم الحيوانات وسيلة مساعدة في انجاز المهام الزراعية، ومن هنا اعتمدوا أكثر على اكل الخضروات، على عكس الطبقة المتوسطة وهي الطبقة اللي كانت بتضم أصحاب الحرف كانوا بينوعوا في الأكل بين اللحوم والأسماك والخضروات، والطبقة العليا كانت بتاكل كل حاجه.
المصريين القدماء كانوا بيستغلوا الخضروات، وهتلاقي في بردية إيبرس وصفات علاج شعبية، كانوا بيستخدموا فيها البصل في علاج أمراض معينة.
الأكلة الأشهر في تاريخ المطبخ المصري وهي الملوخية، يٌقال ان سبب تسميته المصريين القدماء لها بالاسم ده، لانهم كانوا شايفين انها نبات سام وأسمه “خيا”، ولحد لما دخل الهكسوس مصر و أجبروا المصريين على اكلها، باعتبارها سامة، لكن المفاجأه ان مفيش حد اتسسم منها، وبعدها أضافوا كلمة “ملو” فبقت “ملوخية”.
وفي عهد المعز لدين الله الفاطمي، بعد إصابته بمغص شديد نصحوه الأطباء أنه ياكل الملوخية، فانتشر الخبر وبقي المصريين بياكلوا الملوخية كنوع من أنواع العلاج، وفي سنة 1805 أصدر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، بحرمان الشعب المصري من أكل أو زراعة الملوخية بسبب كره الشديد لأهل دمشق، واللي بيرجع أصلهم للخليفة الأموي معاوية واللي كان بيحب الملوخية جدًا، والقرار ده زعل المصريين جدًا فكانوا بيرزعوا الملوخية في السر ويهربوها.
ابن بطوطة في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” أكد ان الكشري أصله هندي، وده لانه شاف الهنود بيطبخوا الشعير مع الرز وبياكله بالسمنة وبيسموه “كيشوري” ودي معناها الأرز مع اشياء اخرى.
والكشري هو طبق واحد بيجمع الأرز بالشعرية بالمكرونة مع العدس والبصل والطماطم بحيث انك لما تاخد معقله تستمتع بطعم كل المكونات دي مع بعض، الكشري وصل مصر مع التجار اللي كانوا بيروحوا رحلات للهند وشرق آسيا، وكمان الحرب العالمية الأولى ساهمت جدًا في انتشاره في مصر، وكانت لمسه المصريين على الكشري هي الحمص والخل والثوم والبهارات وأكيد الشطة.
المحشي من الاطباق اللي ليها هيبة وواخده حقها على السفرة المصرية، وكان بعض الحموات زمان بيقولوا ان من ضمن بنود اختيار العروسة الشاطرة تكون بتعرف تعمل المحشي.
الباحثة سوزان عمارة في كتابها “تاريخ المحشي”، بتقول أن المصريين عرفوا المحشي في فترة الحكم العثماني، وكان اسمه وقتها “دولمة”، بمعنى خضروات بيتم حشوها بالأرز المتبل واللحمة المفرومة، بس المصريين خرجوا اللحمة بره الوصفة وأضافوا للمحشي توابل خاصة، خلته يتربع على عرش السفرة المصرية.
كتير مننا فاكرين ان الفطير المشلتت اصله من الريف المصري، والحقيقة انه لا، وده لان المصرين القدماء كانوا بيقدموا الفطير كنوع من انواع القربان للآلة في المعابد، وكانوا بيحطوه في قبر كل متوفى لانه بيتعمل من منتجات ليها قيمة عالية جدًا، زي الدقيق والسمن والعسل.
الفول هو أساس قوام البصارة، ولما بيتضاف عليه البصل والبقدونس والكزبرة، الطعم بيروح في حته تانية، واكيد الطبق ده من أيام القدماء المصريين، وكان بيتعرف باسم “بيصو رو” بمعنى “الفول المطبوخ”، والبصارة ظهرت لما المصريين زهقوا من طريقة الفول التقليدي وحابوا يغيروا من الوصفة.
اختلف المؤرخين في تحديد تاريخ صوابع زينب ولكن يُقال ان ظهرت لأول مرة في عهد الظاهر بيبرس وده بعد ما رجع منتصر من معركة عين جالوت، فأمر الطباخين انهم يعملوا حاجه حلوة ويوزعوها على الشعب، وبعد كده اتفاجئ بنوع جديد من الحلويات على شكل صوابع صغيرة وطعمة لذيذ، فطلب كبير الطباخين في القصر وسأله على نوع الحلويات، الطباخ ارتبك وكان فاكر الطبق معجبش الظاهر بيبرس فرد بتردد وقاله “أصابع زينب” ودي طباخة في القصر، فأمر بيبرس انهم يجبوله زينب وكافئها، ومن يومها واسم الحلويات دي صوابع زينب.
الكنافة بدأت قصتها في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وكانت بتتقدم ليه في رمضان في وقت السحور عشان تشبعه في الصيام، وده بعد شكوته للطبيب انه بيجوع كتير في وقت الصيام فنصحه بأكل الكنافة، ومن وقتها وهو وقع في حبها واعتمدها كحلويات أساسية في شهر رمضان.
القطايف ظهرت في أواخر العقد الأموي، لما كان صُناع الحلويات بيتنافسوا مين بيعمل حلويات أحسن من التاني، وكان فيه واحد منهم عمل فطيرة صغيرة جدًا على شكل ورقة شجر ومحشيه بالمكسرات، وقدمها على شكل شجرة عشان يقطف منها الحاكم وضيوفه، ومن هنا اتسمت “قطايف”.
المصدر:
كتاب “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” لابن بطوطه
كتاب “تاريخ المحشي” لسوزان عمارة