في خطوة تقديرية للإبداع الأدبي المصري، وقّع الرئيس عبدالفتاح السيسي قرار تعيين الكاتب والسيناريست أحمد مراد ضمن أعضاء مجلس الشيوخ، اعترافًا بدوره الثقافي الملموس وتأثيره الواضح في الساحة الإبداعية محليًا وعربيًا. عن الكاتب والسيناريست أحمد مراد دخل مراد عالم الرواية من خلال رواية “فيرتيجو” اللي تم صدورها في عام 2007، وهي قصة بوليسية تكشف عوالم الفساد والجريمة داخل الطبقات الأرستقراطية. وتُرجم العمل للإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتحول لمسلسل درامي بطولة هند صبري وظافر العابدين بعد خمس سنوات من صدوره.
وأطلق مراد روايته الثانية “تراب الماس” سنة 2010، الرواية التي تحولت لفيلم سينمائي بعد 8 سنين من نشرها من إخراج مروان حامد وبمشاركة الفنان آسر ياسين ومنة شلبي ومحمد ممدوح. وشكّلت رواية “الفيل الأزرق” الصادرة سنة 2012 منعطف حاسم في رحلته الإبداعية، العمل الذي مزج علم النفس بالإثارة والغموض. اكتسحت الرواية أسواق الكتاب في المنطقة العربية، ونافست على جائزة البوكر العربية سنة 2014، وتحولت لفيلم سينمائي وتم إنتاج جزء ثاني للفيلم بعد نجاحه الساحق في شباك التذاكر والمنصات الرقمية.
وفي السنوات الأخيره، حجز مراد لنفسه مكانة متميزة في المشهد الثقافي المصري والعربي، حيث واصل تقديم أعمال متباينة الأجواء والموضوعات.
استحضر ثورة 1919 ضد الاحتلال في روايته “1919” اللي تم صدورها في 2014، وتحولت لفيلم “كيرة والجن”، وغاص في التاريخ الفرعوني برواية “أرض الإله” في عام 2016، مستكشفًا صراع السلطة والدين في العصور القديمة.
كما قدم رؤية مستقبلية فلسفية من خلال “موسم صيد الغزلان” عام 2017. وعاد للتحقيقات التاريخية المشوقة في “لوكاندة بير الوطاويط” التي أصدرها قبل خمس سنوات. وأسهمت خلفية مراد كمصور سينمائي في إضفاء طابع بصري على أعماله الروائية، كما أن اهتمامه بالتفاصيل النفسية لشخصياته منح رواياته عمقاً إنسانياً خاصاً، جعلها قريبة من القارئ ومؤثرة فيه.
هذا التعيين يعكس توجه الدولة نحو تقدير المبدعين الذين نجحوا في وضع الأدب المصري على خريطة الإبداع العالمي، وحولوا أعمالهم لظواهر فنية تجاوزت صفحات الكتب إلى الشاشات.