اختارت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية رواية “الفيل الأزرق” للكاتب والسيناريست المصري أحمد مراد ضمن قائمة أفضل 50 رواية عربية صدرت خلال الربع الأول من القرن ال21، في تقرير موسّع أعدته بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية،
وبمشاركة أكثر من 50 خبير في مجال النشر، ومؤلفين، ومنظمين لمهرجانات أدبية، ولجان تحكيم من المنطقة العربية، من بينها “جائزة الشيخ زايد للكتاب” و”الجائزة العالمية للرواية العربية”.
وأوضح التقرير أن اختيار الروايات اعتمد على تأثيرها الفني والثقافي في المشهد الأدبي العربي المعاصر، خاصة في ظل التحولات الكبيرة اللي شهدها الأدب العربي خلال العقدين الماضيين،
حيث شهدت الرواية العربية تحوّلات في البناء السردي والموضوعات والأساليب، وانتقلت من التركيز التقليدي على قضايا الهوية والسياسة إلى استكشافات أكثر عمق وتنوع في الزمان والمكان.
نقطة تحول في الرواية العربية الحديثة
صدرت رواية “الفيل الأزرق” سنة 2012، وشكّلت منعطف مهم في مسار الرواية العربية الحديثة، إذ قدم مراد من خلالها نموذج مختلف عن السائد آنذاك، متجاوز النمط التقليدي للرواية العربية اللي كانت تهيمن عليها المواضيع السياسية والاجتماعية الواقعية.
وأشار موقع “ذا ناشيونال” في تقييمه للرواية إلى أنها: مثّلت الخروج عن المألوف في الكتابة الروائية العربية، واتجهت نحو أنماط أدبية غربية زي روايات الجريمة والتشويق وما وراء
الطبيعة، مستفيدة من سرد سينمائي سريع الإيقاع وشخصية محورية معقدة، متمثلة في طبيب نفسي يحقق في جريمة قتل ارتكبها صديق قديم له.
اطلب الرواية ورقية من على iRead Shop
بناء روائي محكم وانتشار واسع من الكاتب أحمد مراد
تميّز أحمد مراد في “الفيل الأزرق” بتقديم عمل روائي متكامل البناء، جمع بين عناصر التشويق والغموض والبعد النفسي العميق، في حبكة متماسكة استطاعت أن تجذب القارئ العربي وتحقق انتشار واسع، مش في مصر بس ولكن في مختلف أنحاء العالم العربي.
إشادة بمستوى الرواية العربية المعاصرة
يُعدّ اختيار “الفيل الأزرق” ضمن قائمة أهم 50 رواية عربية في القرن ال 21 دليل على نجاح أحمد مراد في تقديم نموذج متميز للكتابة الروائية العربية المعاصرة، حيث أثبتت الرواية قدرة الكُتّاب العرب على كتابة روايات النوع الأدبي الخيالي بمستوى يضاهي الأدب العالمي.
من الأدب إلى السينما
لم يقتصر نجاح “الفيل الأزرق” على الوسط الأدبي فحسب، بل امتد إلى عالم السينما، حيث تحولت لفيلم سينمائي ناجح سنة 2014 من إخراج مروان حامد وبطولة كريم عبد العزيز، وحقق
الفيلم نجاح كبير دفع صناعه إلى إنتاج جزء تاني منه سنة 2019، واللي حقق بدوره نجاح جماهيري لافت.
أحمد مراد: روائي بصبغة بصرية
جدير بالذكر أن أحمد مراد، بدأ مسيرته الأدبية مع رواية “فيرتيجو” سنة 2007، واستطاع أن يحجز لنفسه مكانة متميزة في المشهد الثقافي المصري والعربي، من خلال مجموعة من الروايات الناجحة زي “تراب الماس” و”1919″ و”أرض الإله” وغيرها، اللي تميزت بأسلوبها السردي المشوق وثيماتها المتنوعة.
وأسهمت خلفية مراد كمصور سينمائي في إضفاء طابع بصري على أعماله الروائية، كما أن اهتمامه بالتفاصيل النفسية لشخصياته منح رواياته عمقاً إنسانياً خاصاً، جعلها قريبة من القارئ ومؤثرة فيه.
حضور راسخ في المشهد الأدبي العربي
وبهذا الاختيار المميز لرواية “الفيل الأزرق” ضمن أهم الروايات العربية في القرن الحالي، يؤكد أحمد مراد حضوره القوي في المشهد الأدبي العربي، ويرسخ دوره كأحد أبرز الروائيين العرب المعاصرين اللي استطاعوا تقديم إضافة نوعية للأدب العربي، والارتقاء به إلى آفاق جديدة.
مصر ولبنان في صدارة القائمة
جاءت مصر ولبنان في صدارة الدول الأكثر تمثيلاً في قائمة “ذا ناشيونال” لأفضل 50 رواية عربية، بواقع 6 روايات لكل منهما، حيث شملت الروايات المصرية المختارة إلى جانب “الفيل الأزرق” كلاً من
“عمارة يعقوبيان” لعلاء الأسواني.
“واحة الغروب” لبهاء طاهر.
“عزازيل” ليوسف زيدان.
“بعد القهوة” لعبد الرشيد محمودي.
“الحلواني” لريم بسيوني.
وشملت القائمة روايات من مختلف أنحاء العالم العربي، عكست تنوّعاً في المواضيع والمقاربات السردية، حيث تناولت الروايات قضايا وجودية واجتماعية، وطرحت شخصيات عاشت تجارب إنسانية حادّة، من مخيمات اللاجئين في فلسطين، إلى المصحات النفسية في بغداد، وأزقة مكة المكرمة.