في حالة كدة بتجيلنا كلنا يا إما بتكون لحظية أو بتطول معانا، عارف لما بتكون في مكان و زمان ما وتحس بعدم الإنتماء؟
تقول لنفسك: لا ده مكاني ولا ده آواني، أنا إيه اللي جابني هنا!
إحساس الرفض وعدم الإنتماء بيجيلنا وقت ما نحس إننا مش شبه المكان اللي احنا فيه، لا الأكل يشبه أجسامنا وشهيتنا، ولا لبسنا على ذوقنا، ولا حتى المكان يليق بروحنا الداخلية،
بالتالي بتقابل ناس لا شبهك ولا أنت شبههم، لا هما فاهمين لغتك ولا أنت عارف تتأقلم مع لغتهم، وده بيخلق فجوة “زماكنية” بينكم، وكأنك لسه واصل من المريخ من أبعاد زمانية ومكانية آخرى، وده بيسلمنا لدايرة جديدة وهي عدم التوافق بينك وبين الناس.
بتحس ساعتها إنك لوحدك، أنت بأفكارك بمبادئك ومعتقداتك وحتى مظهرك وحيد، وحيد وسط ناس بيبصوا عليك ويحطوك في خانة “الغريب”، وبتبدأ من هنا مرحلة النبذ، تحت مبدأ “اللي مش مننا ميجيش وسطنا”، وده مش عيب فيك، اللي بيحصل ده بينورلنا بصيرتنا،
بنشوف بوضوح آفات المجتمع، بتطلع برا تربتها، وساعتها بنفهم إن الآفة دي هي “عدم تقبل الإختلاف” والفكر ده عادة بيكون نابع من فكرة أخرى وهي فكرة “القطيع” لو معرفتش تمشي مع القطيع متعيطش”!
واحنا بنقولك متعيطش أنت مش غريب ولا حاجة، أنت مكانك موجود في حتة تانية مع ناس تانية متنورة بتقبل الإختلاف وبتعرف تتعامل معاه لأنها مش متبرمجة.
زي ما قال جون بول سارتر في كتابه “الوجود والعدم”، وفي حواره مع بيير نافيل “أن الوجود الإنساني ليس حالة خاما أو جامدة، بل هو عبارة عن سيرورة يختار فيها الإنسان في كل لحظة تاريخية ما يريد أن يكون عليه، ويرفض فيها ما هو عليه، بينما الحيوان ظل محافظا على عاداته، وسلوكياته وتصرفاته، لأنه مبرمج، ولا يملك الملكة التي نتفوق عليه بها وهي العقل.