الطريق للخلود الأدبي مش مفروش بالورد زى ما أغلبنا بيفكر، كتير روايات هزت الوجدان العربي أول ما تم نشرها ولكن أٌتهم المؤلف بالخيانة والفجور، الكُتاب مسلموش من سيف الرقابة والسياسية، لأنهم كشفوا قضايا مسكوت عنها، ولكن اللي كان مرفوض زمان بقى بيتم قرأته دلوقتى كأدب كلاسيكي، وفي مقالة النهاردة هعرفك على أهم وأبرز الروايات العربية اللي اتمنعت من النشر في القرن العشرين
أولاد حارتنا ” نجيب محفوظ”
الطبعة الأولى للرواية كان في لبنان سنة 1968، ولكن اتمنعت من النشر في مصر لحد سنة 2006، بسبب اعتبارها مسيئة للدين بحسب رأي رجال الدين، محفوظ اتعرض لهجمات ووصم بالإلحاد، لانها كانت بتناقش مفهوم الذات الإلهية، وبالرغم من كل اللي حصل الرواية اتشهرت جدًا، خصوصًا بعد فوز محفوظ بنوبل في الأدب سنة 1988، أولاد حارتنا دلوقتي بقت من أهم الكلاسيكيات الروائية العربية، وبيتم قراءتها على أنها عمل نقدي عميق للتاريخ الاجتماعي والديني، وألهمت الكثير في النقاشات الأدبية والفكرية عن الحرية والإيمان. اقرأها على iRead eBooks من هنا
موسم الهجرة إلى الشمال ” الطبيب صالح”
الرواية بتتكلم عن مصطفى سعيد اللي هاجر من قرية سودانية إلى أوروبا وبيرجع بلده مليان بصراعات ما بعد الاستعمار واسئله عن الهوية والثقافة، تم اعتبار الرواية انها تجاوز للتقاليد السودانية، وتم منعها من وزراة الثقافة لأسباب سياسية، ولكن الرواية اكتسبت سمعة عالمية وتم طباعتها و ترجمتها لأكثر من 20 لغة، واختارت كواحدة من أفضل 100 رواية عربية وعالمية في القرن العشرين، موسم الهجرة إلى الشمال واحدة من أفضل الكلاسيكيات في الأدب العربي الحديث بسبب تناولها لتحليل عميق لتقاطع الثقافة الغربية والشرقية وطرح قضايا الإستعمار والانتقال بين الحضارات.
الخبز الحافي “محمد شكري”
تمت كتابة الرواية سنة 1972 وطبعت باللغة العربية 1982، وبتتكلم عن سيرة ذاتية روائية عن طفولة “شكرية” في طنجة، وسط الفقر والقسوة والسياقات الاجتماعية عن التبغ والكحول الظروف المهنية، أثارت الرواية غصب في المغرب، فتم حظر الرواية بموجب قرار غامض، لأن أحد أولياء الأمور اشتكى للسلطات باعتراض على واقعية الرواية في سردها لعالم الشوارع والدعارة والمخدرات، الرواية فضلت ممنوعة لحد سنة 2000، اعتبر النقاد الرواية عمل مهم في تطوير سرد “العنف الواقعي” في المغرب، وكانت السبب لتأسيس اتجاه جديد في الأدبي المغربي الحديث، النهاردة بيتم قراءة “الخبز الحافي”، بإعجاب كبير، من خلالها هتقدر تتعرف على قصص المهمشين وكشف الزوايا المظلمة في التاريخ الاجتماعي.
وليمة لأعشاب البحر ” حيدر حيدر”
تم إصدار الرواية سنة 1984 في دمشق، وكان رد الفعل عليها عنيف جدًا من الشيوخ، لأن الرواية بتتناول عنوان “نشيد الموت”، عن الواقع السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي بسخرية وغضب شديد تجاه الذات الالهية والمؤسسة الدينية، كان فيه احتجاجات بتطالب بمنع الرواية في بعض الدول العربية، ولكن الرواية حازت على اهتمام كبير باعتبارها تحفة سردية بتجمع بين الشعرية والفانتازيا وبتقدم نقد حاد للمجتمع والقادة، وحاليًا تعتبر من أجمل الروايات العربية المعاصرة لأن مستواها التجريدي وفجاعتها مكنتها من مكانة مهمة في النقاش الأدبي كعمل ثوري بيوسع آفاق التعبير الأدبي.
مدن الملح ” عبد الرحمن منيف”
تعبر خماسية روائية بتوصف التحولات الضخمة في شبه الجزيرة العربية بعد اكتشاف النفط، الرواية كان بتسلط الضوء على مدن ظهرت جديد من غير تاريخ طويل لها بسبب الثروة النفطية، تعتبر المجموعة من أهم الأعمال الروائية اللي كتبها منيف ولكن السلطات السعودية منعت أعماله وخصوصًا “مدن الملح”، وده بسبب اعتباره معارض للنظام الحاكم، وعلى الرغم من حظر نشرها في السعودية، إلا أن تم نشرها في بلاد خارج السعودية، وتم اعادة النظر في أهميتها الأدبية، ووصفت الرواية بأنها من أهم الروايات اللي بتوثق المجتمع العربي وتأثير النفط عليه.
الروايات اللي تم ذكرها وغيرها كتير، بتثبت ان الكلمة الصادقة حتى لو وجهت المنع والتضييق قادرة على عبور الزمن والانتصار، بالرغم من حملات المنع والتكفير، النهاردة بقت جزء من ذاكرة الثقافة العربية، بيقرأها جيل بعد جيل، لأنها رفعت شعار ” حرية التعبير مش رفاهية هي ضرورة لبقاء الفكر حيًا”، وإذا كانت الرقابة لحظة، فالأدب تاريخ.