عمرك سألت نفسك: يا ترى الكتب اللي بين إيدينا دي بدأت إزاي؟ النهارده الكتب متوفرة حوالينا بكل الأشكال والألوان،
بس رحلة صناعة الكتب طويلة جدًا، ومرت بمراحل كتير قبل ما نوصل للي احنا فيه دلوقتي.
البداية “لما الإنسان حب يحكي”
من آلاف السنين، قبل ما يبقى فيه كتاب زي اللي نعرفه النهارده، الإنسان كان بيسجل قصصه ومعلوماته بطريقته. أول حاجة عملها كانت النقش على جدران الكهوف بالحجارة. كانوا بيرسموا الحيوانات والصيد والمشاهد اليومية، وكأنهم بيكتبوا أول “كتب مصورة” في التاريخ!
من النقش للكلمات بداية الكتابة
الورق ده كان ثورة وقتها! سهّل نقل المعرفة من جيل لجيل. حوالي سنة ٣٥٠٠ قبل الميلاد، الحضارات القديمة ابتدت تستخدم الكتابة بشكل تنظيمي أكتر، في العراق القديم، اخترعوا الكتابة المسمارية، وكتبوا على ألواح طين،
وفي مصر، المصريين القدماء اخترعوا الهيروغليفية، وكتبوا على ورق البردي.
أول “صناعة كتب” حقيقية
مع مرور الزمن، بدأت المكتبات تظهر، ومن أشهر المكتبات دي: “مكتبة الإسكندرية القديمة”، اللي كانت حلم أي مثقف، وكانت بتحتوي على آلاف وآلاف المخطوطات.
واللي كان معاه كتاب زمان، كان معاه كنز حقيقي، وقتها الكتابة كانت صعبة ومكلفة جدًا ومكنش سهل تكون في متناول الناس لأن الكتّاب كانوا بينسخوا الكتب يدويًا،
كلمة كلمة، وكل نسخة كانت بتاخد شهور أو سنين عشان تتكتب، ده غير إن الكتب كانت غالية جدًا ومش متاحة لأي حد.
الطباعة “الثورة اللي غيرت كل حاجة”
في القرن الـ15، حصلت أهم نقلة في تاريخ الكتب، وهي “الطباعة”، الكتب خرجت من قصور الأغنياء، ودخلت بيوت الناس العاديين لأول مرة. لما ظهر “جوتنبرج” المخترع الألماني اللي اخترع الطباعة باستخدام الحروف المعدنية المتحركة، والاختراع ده عمل 3 حاجات مهمة غيروا في صناعة الكتب،
خلّى طباعة الكتب أسرع بكتير وقلل تكاليف صناعة الكتب، وده خلى عدد هائل من الناس يقدروا يقرأوا ويتعلموا.
الكتب في العالم العربي العالم العربي كمان كان له دور كبير في نشر الكتب، العلماء في بغداد، وقت العصر الذهبي الإسلامي، أسسوا مكتبات زي “بيت الحكمة”، وكان فيه كتّاب بيترجموا كتب من لغات العالم المختلفة للعربية، وينسخوها بخط الإيد.
ومع دخول الطباعة للوطن العربي في القرن الـ19، انتشرت الكتب أكتر وأكتر، واتأسست دور نشر كبيرة، وزادت حركة القراءة والثقافة بين الناس.
ودلوقتي الكتب وصلت لفين؟
النهارده، الكتب بقت موجودة في كل صورة تتخيلها، ورقية، إلكترونية، وكمان صوتية، تقدر تشتريها ورقية من هنا، أو تقرأها على موبايلك من هنا لكن بالرغم من كل التطور ده، جوهر الكتاب لسه زي ما هو
“رغبة الإنسان إنه يحكي، ويوثق، ويشارك حلمه مع العالم.”
رحلة الكتب من حجر الكهف لحد شاشة الموبايل، هي رحلة الإنسان مع الكلمة، مع الفكرة، مع الحلم. كل مرة تمسك فيها كتاب، افتكر إنك مش بس بتقرأ، إنت بتكمل رحلة بدأت من آلاف السنين. لو عجبك المقال دوس إعجاب أو سيبلنا تعليق، بنشكرك إنك وصلت لحد هنا، وإلى اللقاء في مقال جديد.