هنحكي عن تجربة حية عن رواية “ألف شمس ساطعة” لخالد حسيني.
في بداية قراءتك للرواية هتفتكر إنك على مشارف قصة في ثقافة فارسية مابين بداية وصراع وحبكة درامية ونهاية، لكن اللي هتقابلوا في الرواية دي أكبر وأعمق من كده بكتير، بل ومؤلم
كمان!
الرواية بتتكلم في الظاهر عن قصة بنتين في أفغانستان مختلفين في العمر والثقافة والمكان وبشكل ما مصيرهم هيتقاطع وهتتولد علاقة مابينهم فريدة من نوعها، ولكن باطن الأمر هتتعرف على مآسي مكنتش تعرف عنها حاجة، وتستغرب إنها موجودة في عالمنا في وسط صمت عالمي!
هتقرأ عن معاناة المرأة الأفغانية من صغرها، عن تزويج القُصار، منعهم من حق التعليم، الإزدواجية في المعايير مابين ولد وبنت، المبادي بتتجزء، المعصية بتختلف بينهم، عقابها مختلف، كل حاجة مختلفة..
هتتعرف على مكان الست فيه محكوم عليها بالإعدام، مابين اغتصاب زوجي، وتعنيف أسري، وسلبها كامل حقوقها حتى إرادتها الشخصية في أبسط الأمور، نزولها الشارع بدون زوجها تعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون.
الموضوع موقفش هنا، هتتعرف على الحروب الأهلية اللي دارت في كابول، ومظاهر الضرر اللي كانت بتحصل في الشوارع من انفجارات وقصف ورصاص وحرايق، مباني مهدودة على الناس، جثث ملقاه في الشوارع، أشلاء أطفال، وأطراف مبتورة، المعلومة اللي هتعرفها برضه إن معظم الجيل اللي من حقبة الحرب الأهلية فاقد لأطرافه.
رواية واحدة فتحت عينيك على ثقافة مجتمع، فكر، وتاريخ البلد، رواية واحدة هتطلع منها بخلفية عن البلد واللي دار فيها، حتى أكلهم اتعرفت عليه.
الرواية هنا مجرد مثال على اللي بتطلع بيه من كل رواية بتقرأها، في كل مرة معلوماتك بتزيد، معرفتك بتتوسع بالعالم اللي حواليك، خصوصاُ قراءة الأدب العالمي، من غير ما تقتصر على الأدب المحلي.
الروايات وسيلة جميلة للتثقيف، أنت قارئ روايات إذاً فأنت مثقف!