القهاوي بدأت تنتشر في مصر في عهد المماليك، بالتحديد مع دخول حبوب البن، وكانت بتتواجد في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، وبداية من القرن العشرين القهاوي بقى ليها دور اجتماعي واقتصادي وكمان سياسي، وفي نص القرن العشرين بدأ يرتبط اسم أم كلثوم بالقهاوي الشعبية، مش بس لأن الراديو كان بيذيع أغانيها، لا ده كمان هي كانت بتحب تزور القهاوي زي “قهوة توفيق”، اللي في وسط البلد، اللي بعد كده اتغير اسمها لقهوة “أم كلثوم”، ونفس الموضوع اتكرر في قهوة عربي وحتى في الصعيد، كل ده بيعكس مدى ارتباط المصرين بصوت الست.
يَكمن سر حب الست للقهاوي الشعبية في مساعدتها على الانتشار وتعميم أغانيها بين الناس، وكان أصحاب القهاوي بيتسابقوا على تسجيلات حفلاتها، وهنا ارتبط صوت أم كلثوم بصوت الشارع والحواديت اللي بتدور فيه، وده خلى تجربة سماع أغاني الست حميمية أكتر، وحتى الست نفسها كانت بتحب تسمع أغانيها من القهاوي، فكانت بتقعد في عربيتها جنب القهوة تسمع صوتها من بعيد وتشوف رده فعل الجمهور العادي على أغانيها الجديدة.
نجي للسؤال المهم، ليه صوت أم كلثوم أحلى لما بنسمعه من بعيد، أو بالتحديد من القهوة؟
بعد رحيل الست، فضل اسمها وصوتها في ذاكرة كل مصري وكل عربي، الست كانت صوت مصر، صوتها هو اللي بيربط بين الحاضر والماضي، ولكن لما تسمع صوتها بتحس بحنين، بيفكرك بقعدة القهوة مع صحابك أو كوباية شاي رايقة في البلكونة وقت العصاري، صوتها بيلعب على أوتار الذكريات فلما بتسمعه من بعيد بتفتكر ذكريات حلوة عدت عليك وتبتسم إبتسامة مليانة حب وشوق لأيام نفسك تركب آله الزمن عشان تعيشها من تاني، أم كلثوم صوتها حالة بتاخدك لبعيد حتى لو سمعتها بالصدفة من قهوة شعبية في بغداد أو مصرية في لندن.
اقرأ كتب وروايات بتتكلم عن حياة وأسرار الست” أم كلثوم” على iRead eBooks – دوس هنا ونزل الأبلكيشن