“الكتب مش بس أوراق وحبر.. الكتب أرواح ناس بتعيش جوانا”
كل كتاب بنفتحه بياخدنا في رحلة جديدة، بنعيش فيها أفكار، مشاعر، وحكايات ناس تعبت علشان تقدمها لنا ورا كل صفحة بنقرأها فيه، كاتب قعد شهور وسنين يكتب، ودار نشر اشتغلت علشان الكتاب يطلع بأفضل شكل ممكن. علشان كده، احترام حقوق الكُتاب ودور النشر مش بس التزام قانوني، ده كمان تقدير لمجهودهم، وضمان إن الرحلة الجميلة دي تفضل مستمرة.
الكلمة مش ببلاش
الكتابة مش مجرد شوية كلام على ورق، والكاتب مش مجرد شخص قاعد بيكتب قصص أو معلومات.
الكاتب بيحلم، بيحس، بيفكر، وبيعيش مشاعر شخصياته قبل ما يحطها على الورق.
الكتابة رحلة طويلة فيها تعب، إحباط، أوقات فرح، وأوقات شك. الكاتب بيقعد يدور ويبحث، يكتب ويمسح، يعيد ويبدأ من الأول، لحد ما تطلع الكلمات اللي تمس قلب
القارئ، لما بنحترم حق الكاتب ونشتري الكتب الأصلية، إحنا بنقول له: “تعبك مقدر، وكمل”. والعكس صحيح، لما بيتسرق مجهوده، الإحباط بيكبر جواه، وممكن مع الوقت يبعد عن الكتابة.
دور النشر.. أكتر من مجرد طباعة
كتير مننا متخيل إن دور النشر وظيفتها بس تطبع الكتب. الحقيقة إن دور النشر بتلعب دور ضخم جدًا علشان الكتاب يوصل لنا بأعلى جودة.
إيه اللي بتعمله دور النشر؟
– تحرير الكتاب: يعني تدقيقه لغويًا، علشان يبقى سلس ومنطقي. – تصميم الغلاف: اختيار غلاف يجذب القارئ ويعبر عن جوهر الكتاب. – التوزيع والتسويق: توصيل الكتاب لأكبر عدد من القراء، سواء في مكتبات أو معارض، أونلاين أو على أبلكيشن للقراءة الالكترونية زي iRead eBooks.
دور النشر بتحط استثمارات ضخمة في كل كتاب، ومن غير تحقيق عائد مناسب، مش هتقدر تستمر، ولا تقدر تدعم كُتاب جداد أو مشروعات ثقافية جديدة.
“القرصنة” خطر بيهدد صناعة الكتب لما بنستهين بحقوق الكُتاب ودور النشر، سواء بقراءة نسخ مقرصنة أو بنشر كتب بدون إذن، إحنا مش بس بنضرهم ماديًا. إحنا كمان بنضر نفسنا كقراء،
لأن مع الوقت الٌكتاب الكويسين هيقلوا، ودور النشر هتتعب وممكن تقفل. وساعتها مش هيبقى فيه كتب جديدة بنفس الجودة اللي بنتمنّاها. إيه اللي بيحصل لما الحقوق بتضيع “القرصنة”؟ النسخ المقرصنة، سواء كانت إلكترونية أو مطبوعة، بتأثر تأثير مدمر على الكاتب والناشر وعلى القارئ نفسه؛
– الكاتب ما بياخدش حقه، وده ممكن يخليه يسيب المجال. – دار النشر تخسر، وده بيأثر على استمرارية المشروعات الأدبية. – جودة الكتب في السوق بتقل، لأن الاستثمار فيها بيقل. – حركة القراءة عمومًا بتتضر، ويبقى السوق مليان نسخ رديئة ومضروبة.
ببساطة كل نسخة مقرصنة هي مسمار صغير في نعش صناعة الكتب اللي بنحبها.
إحنا كقراء نحافظ على ده إزاي؟
– اشتري نسخ أصلية سواء ورقية أو إلكترونية. – لو مش قادر تشتري، دور على المبادرات اللي بتوفر كتب قانونية بأسعار رمزية أو مجانية بموافقة أصحابها. – شارك تجاربك مع الكتب الأصلية وشجع اللي حواليك يعملوا زيك. – لو شفت نسخ مقرصنة، بلغ عنها أو على الأقل متستخدمهاش.
في الآخر، كل كتاب بنشتريه بطريقة سليمة هو رسالة حب واحترام لصناع الكلمة. وده الضمان الوحيد إن الرحلة ما بينا وبين الكتب تفضل مكملة، وتفضل القراءة مصدر بهجة ونور في حياتنا. بنشكرك إنك وصلت لحد هنا، لو عجبك المقال سيبلنا تعليق أو دوس إعجاب. وإلى اللقاء في مقال جديد.