مارك زوكربرج، الشاب الذي عشق البرمجة فبدأ مشروعه الصغير في غرفة السكن الجامعي، واتجه برؤية واضحة وشغف لا ينضب لجعل العالم مكانًا أصغر، فأسس شركته الخاصة واختار لها اسم facebook. ليصبح وهو في سن الرابعة والعشرين أصغر ملياردير يمتلك شركة ذو نفوذ واسع.
تعرف ايضاً عن كيف تبدأ مشروعك الأونلاين من هنا.
استطاع مارك زوكربرج أن يؤسس واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي، وبطموح كبير ضم تحتها منصات أخرى رائدة مثل الانستجرام والماسنجر والواتس-آب، وصولًا لمشروعه الأكبر الميتافيرس، والذي يعمل على تطويره حاليًا.
ولد وترعرع مارك إليوت زوكربرج في مدينة نيويورك، كان والده يعمل طبيب أسنان، ووالدته طبيبة نفسية. ومنذ أن كان طفلًا في المدرسة الابتدائية وصولًا للثانوية، عُرف بتميزه وتفوقه. حتى أنه في المدرسة الإعدادية كان كثير الكتابة عن البرامج الحاسوبية، وشغفته البرمجة وشدت انتباهه.
هذه النجاحات المتوالية التي حققها مارك زوكربرج وبسببها أدرجته مجلة فوربس في المرتبة الخامسة كأغنى المليارديرات، وثالث أغنى رجل يعمل في مجال التكنولوجيا لعدة سنوات، وأغنى رجل أعمال في الولايات المتحدة تحت سن الأربعين،
تخللتها العديد من الخطوات والمسارات والعثرات بالضرورة، فإدارة شركة ضخمة، ومنافسة شركات أخرى، وتقبل السلبيات قبل الإيجابيات، كلها خطوات ونصائح لا حصر لها، سنحاول أن نتطرق لأبرزها في مقالنا لليوم:
معرفة ما تريده بالضبط دون تشتت بدعوى تعدد الطرق، وتوضيح الهدف المراد، هي أولى وأهم الخطوات لنجاح أي عمل. مارك زوكربرج حدد هدفًا واحدًا، أراد به أن يخلق بيئة تفاعلية في واقع افتراضي.
هذه الصورة الكاملة والواضحة، لم تشتته في أكثر من طموح وأكثر من حلم مختلف ومتضارب، حيث رفض إكمال الدراسات العليا، ولم يقبل عروضًا لاستثمارات شركات أخرى، أو فوائد قصيرة الأجل.
ويعود ذلك لأنه يمتلك هدفًا يعرف ما هو الطريق الأمثل للوصول إليه، وأن كل السُبل الأخرى لن تكون مجدية. وبالتالي هذا الوضوح جعله مسيطر على قراراته وبنى عليها هوية مهنية متينة.
كما أن العمل والمثابرة هي الطريقة الوحيدة للوصول يا صديقي، لا وجود لحل آخر للأسف! فـ مارك زوكربرج لا ينكر أحد أنه ثابر، المثابرة ووضع خطة أمر مهم جدًا. والجدير بالذكر أن وضع خطة لا يعني إنجازها كاملة، كبرى الشركات تؤكد لك أن تحقيق ربع الخطة هو المعيار الصحي لتقييم سير العمل. إن تقبل خسارة نصف الخطط والعثرات المصاحبة لها هو بحد ذاته نجاح.
كما أنه من الضروري أن يصاحب المثابرة إيمان بما تفعل، فالعمل الذي ينتج عنه نجاحًا مبهرًا، يكون نتاج جهد لساعات قد تمتد من الصباح حتى المساء، فإذا لم يصاحب ذلك إيمانًا وحبًا وشغفًا، فالإنتاجية ستقل بالاطراد.
ونصيحة مارك زوكربرج الذهبية لك أن تنتبه على جودة الشيء الذي تقضي أغلب وقتك عليه، لأنه نفس الشيء الذي ستزداد فيه خبراتك. كما أن إعطاء الأولوية للشيء الذي تقضي جُل وقتك فيه، سيصنع ما أنت عليه غدًا.
أدرك مارك زوكربرج أهمية العمل الجماعي في المؤسسات، وأهمية بناء فريق متين. فإنتاج عمل جيد، يعني بالضرورة فريق خلف هذا العمل قاعدته قوية متماسكة.
فقد آمن مارك زوكربرج بالكفاءة، حتى لو كان الفريق ناشئ، فالقبول ضمن فريق العمل لدى شركته يتم وفق أسئلة مقابلة غير مستهلكة ولا اعتيادية حتى أن مارك هو من يقوم بهذه المقابلات بنفسه. الهدف من هذه المقابلات هو الفوز بالمواهب التي سيعول عليها مسيرة النجاح، فالهدف هو الكفاءة لا مجرد آلات بائسة تؤدي العمل.
كما أن الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة لفريق العمل، والاستماع لاقتراحاتهم وآرائهم، يخلق تطورًا ملحوظًا.
اليك ايضاً مقال عن الوظيفة المطلوبة من هنا
نجاح أكثر يعني عمل أكثر يعني نقد أكثر بالضرورة، وهذا ما يراه مارك زوكربرج أنه نوع من الانتكاسات الضرورية والمحتومة التي يتم الاستفادة منها، وتعمل على ضبط سير العمل.
كما أن قبول النقد الناتج كردة فعل على هذه العثرات يتقبله مارك زوكربرج برحابة صدر، طالما وأنه قد اختبرها ووجدها تصب في مصلحة العمل، فالتعصب لرأي واحد وفكرة واحدة ورفض نقدها أو تغييرها، هي أولى مراحل الانحدار.
من المهم معرفة أن إحداث مارك زوكربرج لثورة في شبكات التواصل الاجتماعي كان أساسه الاستماع للانتقادات قبل المديح، وأول تلك الانتقادات هي نقد وأسئلة واقتراحات الموظفين في الشركة، حيث يولي الكثير من الاهتمام لمعرفة وإدراك ما يدور في أذهانهم لأنهم المتلقون الأوائل قبل الجمهور.
الجدير بالذكر أن مارك زوكربرج لم ينجو من الدعاوى القضائية، ومنافسة شركات أخرى، والوقوع في قضايا شائكة، وحظر تطبيقاته في بعض البلدان. وبالتالي: عمل = عقبات كثيرة لا حصر ولا عد لها.
يُقال في عالم ريادة الأعمال أن عدم المخاطرة هو المخاطرة بذاتها. فالمحافظة على المهنية وكفاءة العمل مهمة، ولكن لابد من تجربة جديدة في كل مرة حتى تقدم للجمهور شيء جديد فيه مخاطرة بنسبة ما.
وبلا شك لابد أن يوازي هذه المخاطر الكثير من التنسيق لتقديم عمل يُحترم. ونجد أن مارك زوكربرج اعتمد هذه النصيحة وعمل بها وأصبحت واحدة من أكثر جمله المشهورة، فجازف على سبيل المثال بأن فصل الفيسبوك عن الماسنجر، وجازف عندما ضم الانستجرام والواتس-آب، وكلها كانت مخاطر ناجحة.
في نفس فترة انطلاق منصة الفيسبوك كانت هناك مواقع شبه منافسة، ومع ذلك لم ينافسها مارك زوكربرج، بقدر ما احترم وجودها، وبالمقابل درس أخطائها وتعلم منها وبدأ من حيث تعثرت تلك الشركات.
كما أنه من الضروري ألا تقلل من ذكاء منافسك، ومن قدراته على تخطيك أو إيجاد أفكار جديدة لم تخطر على بالك حتى وإن كنت متربعًا على عرش المجد لفترة، فلا تقلل من شأن منافس صغير ولا تغار من منافس كبير، بل تعلم من الاثنين بذكاء!
احذر يا صديق، فـ مارك زوكربرج يخبرك أنه وقبل الالتزام بأي شيء، يجب عليك قبلها أن تبحث عن زوايا الاستمتاع في ذاتك والتي تخلق عندك الحماسة.
اقرأ واطلع وكن كثير الفضول، فـ مارك على الرغم من انشغاله الدائم إلا أنه دائم الاستثمار في وقته وذاته، فهو قارئ نهم ويعشق الكتب وكثير البحث.
أخبرني، كيف ستعرف إذا لم تجرب؟!
لا يوجد شيء ولا خلطة سحرية للنجاح غير التجربة، فلا شيء أكيد ولا شيء مضمون ما لم تجربه، وهذا ليس رأيي أنا فقط بل هو ما ينصحك به مارك زوكربرج. اختبار السيء والجيد حتى تتغربل التجارب فيبقى ما يستحق هي خلطة “الأبراكادبرا” الوحيدة!
هذه التجارب ستوسع مداركك، وتفتح لك بوابات وفرص، وستخلق معها علاقات وروابط اجتماعية ستوسع دائرتك المهنية وتصقلها. كما أن التجربة ينتج عنها تعليقات و feedback صحي وضروري سلبي كان أم إيجابي سيكون مصدره نفسك أولًا ورأيك فيما أنجزت، ومن الناس والمتلقين لما تقدمه لهم.
ومن المهم أن تمحص في هذا النقد بموضوعية وعدم تحيز لذاتك، حتى تصب كلها في مصلحتك، وحتى لا تتأثر بالنقد الذي يُراد معه التقليل من شأن ما تقدمه.
اليق مقال عن أفضل اقتباسات تحفيزية من هنا.
“أريد أن أجعل العالم أكثر انفتاحًا عبر الفيسبوك“، بهذه الكلمات الواضحة التي صنعت ما عليه مارك زوكربرج الآن، بدأ العمل بجدية وشجاعة وخطة حلق بها بعيدًا. فلم يستمع للتعليقات المثبطة، أو التي تحاول أن تجعله يسير في مسارات مطروقة وواضحة مخافة المجازفة.
فلم يكن الهدف تأسيس شركة أو جني المال مثل بقية الشركات، بل الهدف كان مساعدة الناس وإحداث تغيير. وقد كان له ما أراد.