بين القصرين هي أول جزء من الثلاثية الروائية لنجيب محفوظ، اتحولت لفيلم سينمائي في سنة 1964 بطولة يحي شاهين وآمال زايد وصلاح قابيل، بيحكي عن حياة أسرة السيد “أحمد عبد الجواد”، خلال فترة الاحتلال الإنجليزي وقبل ثورة 19، بيصور رب أسرة مصري بيتعامل بصرامة شديدة مع أولاده وزوجته، لكن هو بيعيش حياة متناقضة ومليانة انحلال، وبتبدأ الأزمة تشتد في البيت لما أحد أبناءه بينضم لأحد التنظيمات السياسية السرية، وابنه الكبير بيمشى على درب والده في الانحلال، وفي مقالة النهاردة هنعرض الفروق الفنية والسردية بين مشاهد الرواية والفيلم وهل فعلًا الفيلم قدر يوصل رسالة محفوظ ولا كان مختلف
البداية في الفيلم:
بدأت أحداث الفيلم من نهاية الرواية، الأب السيد أحمد عبد الجواد بيتمشى بليل في حارات القاهرة القديمة وكان حزين جدًا، على أنغام أغنية “زوروني كل سنة مرة” ونفس الأغنية دي اللي هيغنيها الطفل كمال في أخر جملة في الرواية وده بيوضح أن السيناريو اللي كتبه يوسف جوهر بدأ من نهاية الرواية
البداية في الرواية:
نجيب محفوظ بدأ الرواية بوفاة السلطان حسين، وتولي الأمير أحمد فؤاد الحكم، وده موجود بالفعل في الفيلم ولكن في مشاهد تانية، السيناريست يوسف جوهر تعمد يبدأ الفيلم بالمشاهد الثورية والنضالية للشباب، ولكن الأحداث النضالية في الرواية كان ترتيبها متأخر.
مشاهد الفيلم مقارنة بالرواية
المشهد الأول في الفيلم كان لمجموعة من طلاب الجامعة الثوار واللي داخل العالم بتاعهم الطالب “فهمي”، في نفس الوقت كان فيه استعراض عسكري لجيش الاحتلال البريطاني داخل حرم الجامعة.
في المشهد التاني “ياسين” بيعيش في عالم مختلف تمامًا، والمشهد الثالث اللي بيطلب فيه عبد الجواد مضاجعة زوجته وبيقولها “مش هـ تكبري ياوليه” في نفس اللحظة بيلاقي كمال ابنه على السرير في الأوضة فبيطرده وهنا هتجاوبه “الولية” أمينة وتقوله “خدامتك ياسيدي” والسلوك ده مش موجود في الرواية لأن محفوظ وصف الزوجة على أنها عجوزة.
بإختصار ممكن نقول ان الفيلم استعراض بانورامي لكل من ” الأشخاص – الأماكن – الزمن” في السيناريو تم تبديل العالمة جليلة بزيارة الشيخ عبد الصمد، والزيارة دي بتكون طويلة وفيها أدعية وبركة
كمان السيناريو أخفق في حق الطفل كمال، لأن محفوظ في روايته خصص الفصل الثامن بيشرح فيه تفاصيل حياة كمال وبيعمل ايه بعد ما بيرجع من المدرسة.
يوسف جوهر أعاد ترتيب الحوارات بطريقته، ولكن معظمها مش موجود في الرواية الأصلية، كمان فيه تفاصيل كتيرة الفيلم مذكرهاش زي علاقة عبد الجواد بأم مريم، ولكن جوهر أهتم بالفصل الـ 65 من الرواية اللي أجبر فيه الجنود شباب المنطقة بنقل أشوله الرمل، ووقتها بكى ياسين وقال “ياحبيبي يابابا” وراح يشيل بداله شوال الرمل.
أنتهت سطور الرواية ونزل تتر الفيلم ومات فهمي ويبقى صوت المعلق وهو بيقول «ولم يكن موت فهمي نهاية المرحلة، فإن دماءه الطاهرة أمدَّته بالشعب.» على نغمات النشيد الوطني بلادي بلادي
تقدر تقرأ الرواية كاملة على iRead eBooks، وتقارنها بالفيلم وتكتشف الفروق بينها وبين الفيلم ، دوس هنا واقرأ دلوقتي