أحلام شهرزاد

طه حسين

رواية أحلام شهرزاد هي أحد أجمل أعمال الأديب المصري الكبير طه حسين والتي تناول فيها قصة شهرزاد وحكايات ألف ليلة وليلة بصورة غير مسبوقة بلغة راقية وأسلوب شيق.

احصل علي نسخة

نبذة عن أحلام شهرزاد

من مِنا لم يسمع عن أسطورة ألف ليلة وليلة، وهي أحد أهم الأساطير المكتوبة في تراثنا العربي والإسلامي، لِما تتضمنه من أقاصيص وعِبر وبلاغة ألهمت المستشرقين والعرب؛ وعلى رأس كُتاب العرب كان طه حسين، والذي سعى لسبر أغوار تلك الأسطورة، باحثًا عن أسمى معاني الحُب والبقاء الذي حوّل شهريار من حاكم أرعن مُتغطرس لطفل يهوى سماع أقاصيص شهرزاد الجميلة. فكتب لنا أحلام شهرزاد.

فكأن طه حسين كان يعمل على إعادة قراءة التراث وتقديمه في شكل روائي قصصي جديد في أحلام شهرزاد، وتعد تلك المحاولة الأولى من نوعها على الإطلاق، وقد تأثر بها عددٌ كبير فيما بعد، كمحمد المنسي قنديل في كتابه شخصيات حية من الأغاني.
يوظف طه حسين تلك الأسطورة ألف ليلة وليلة لخدمة آرائه السياسية والفكرية قاطبة، فهو يعمل على إسقاط بعض الأحداث على عصره الذي ساد فيه الاستبداد، كما أنه يتلاعب باللغة فيجعلها سريعة الإيقاع حينًا، وبطيئة حينًا.

فطوال الألف ليلة ستجد تلك العلاقة الغريبة التي نشأت بين الملك شهريار وبين ملك الجن وابنته، وكيف سحرت شهرزاد عينَي شهريار وجعلته مسلوب اللب والحواس، لا يدور في خلده سوى أقاصيصها ومعانيها ورموزها، فيقول طه حسين في رواية أحلام شهرزاد عن الفترة المسائية التي تعيشها شهرزاد في رعب تنتظر صياح الديك مُعلنًا عن عمر جديد لها: ” فإذا ابتسم الصبح وأشرق الضحى واستيقظت الحياة ذابت كل المروعات”.

في رواية أحلام شهرزاد يكمن كل عجيب، فسيجوب عقلك مع الصيغة الوصفية البلاغية للأماكن والأحداث والسرد المُمتع المُتقن، حتى لتنسى معها أن صاحب الرواية كفيفٌ لا يرى، بل وقد تشك في عقلك وإدراكك وصحة معلوماتك حيال ذلك الأمر، وتطرح على نفسك سؤالًا: كيف له أن يصف القصور والأحداث والحركة والاستكانة بذلك الوصف الدقيق الذي يجعلك تتمثل كل همسة وكلمة وسكنة في خيالك!

ولقد برع طه حسين في سرد الحوارات المُمتعة التي تكشف عن نوايا كل شخصية والتحولات التي تعرضت لها جرّاء الأحداث المُتتابعة والمتعاقبة، ومن الاقتباسات الحوارية التي حملتها الرواية في طياتها وكان فيها إسقاط مُتعمد على استبداد فترة الأربعينات إبان الحكومات المُتتابعة التي حكمت البلاد بقبضة الحديد: ” أليس من العجب أن يكون هذا الضوء الذي أخذ يغمرنا شرًا من الظلمة التي خرجنا منها؟ إن أحدنا لن يستطيع أن يهتدي في هذا الضوء إلا إذا قاده صاحبه”.

وتُعد رواية أحلام شهرزاد هي الأنموذج الأبرز والأفضل للسرد الروائي التاريخي لتراثنا العربي، والذي اقتدى به عدد من الكُتاب فيما بعد وعلى رأسهم صلاح عيسى ومحمد المنسي قنديل.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

اترك تعليقاً

كتب طه حسين

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر