على هامش السيرة

نبذة عن على هامش السيرة

على هامش السيرة. شعر عميد الأدب العربي بأن الشباب غير مهتمين بالتراث العربي، ولا يولون أهمية له، ذلك نظرًا لبُعد المسافة المعرفية واللغوية بين القديم والحديث، إذ إن لغةَ القدماء كانت صعبة وعصية على الفهم. بالتالي سعى عميد الأدب العربي إلى تقديم السيرة النبوية الشريفة في شكل أكثر سلاسة وتشويقًا،

فقد عمل على صياغة الحبكة الدرامية في سيرة النبي الأعظم (ص) بشكل مشوق حكائي، يرغب من خلاله تبسيط المعلومة وتوصيلها لكل فئات الشعب على مُختلف طبقاته.
على هامش السيرة لكتاب لا يُعد كتابًا تاريخيًا بحثيًا، فلا يُعتد به كمصدر تاريخي، بل هو أقرب ما يكون إلى الرواية التاريخية السردية. وقد قال عميد الأدب في مُقدمة الكتاب:

“هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أُرد بها إلى العلم، ولم أقصد بها إلى التاريخ وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قرائي للسيرة فأثبتها مسرعًا ثم لم أرَ بنشرها بأسًا ولعلي رأيت في نشرها شيئًا من الخير وأُحب أن يعلم الناس أيضًا أني وسعت على نفسي في القصص، ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأسًا، إلا حين تتصل الأحاديث والأخبار بشخص النبي،

أو بنحو من أنحاء الدين، فإني لم أبح لنفسي في ذلك حرية ولا سعة، وإنما التزمت ما ألتزمه المتقدمون من أصحاب السيرة والحديث، ورجال الرواية، وعلماء الدين. ولن يتعب الذين يريدون أن يردوا في أصول هذا الكتاب القديم في جوهره وأصله، الجديد في صورته وشكله، إلى مصادره القديمة التي أخذ منها.

فهذه المصادر قليلة جدًا، لا تكاد تتجاوز سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري، وليس في هذا الكتاب فصل أو نبأ أو حديث إلا وهو يدور حول خبر من الأخبار ورد في كتاب من هذه الكتب”.

يتناول كتاب على هامش السيرة ما حول حياة النبي قبل وأثناء البعثة الكريمة، في ثلاثة أجزاء، يتناول كل جزء منه بشكل روائي سردي؛ الجزء الأول يسرد عميد الأدب فيه قصة الرؤيا التي كانت تراود عبد المطلب حول حفر بئر زمزم وكيف عارضته قريش في ذلك، لينتهي الفصل بزواج عبد الله من آمنة وإنجابهم للنبي الأعظم.

الجزء الثاني يتناول كاتب على هامش السيرة كل أخبار الأحبار والقساوسة الذين فروا من همجية وطغيان الروم وبنوا لأنفسهم صوامعًا في الصحراء، ليبدؤوا في التبشير بالنبي الخاتم، كما أن ذلك الجزء يبدأ بسرد تفاصيل المرحلة التأملية الفلسفية التي بدأت تستحوذ على النبي محمد وعزلته عن العالم ورفضه لعبادة الأصنام وكفره بها وبحثه عن ذاته.

الجزء الثالث يبدأ بـصريع الحسد) وهو عمرو بن هشام الشهير بأبي جهل العصبي الغاضب الذي بدأ يُدبر المكايد للنبي محمد، كما يتناول الجزء بداية رسالة النبي ونبوءة ورقة بن نوفل التي أخذت في التحقق، كما سنتعرف على سير بعض الصحابة الأوائل على رأسهم مصعب بن عمير وزيد بن حارثة وكيف لاقوا من أهليهم الويلات جزاء اتباعهم للدين الجديد.

حُوّل ذلك العمل إلى مسلسل درامي حمل نفس الاسم تحت عنوان على هامش السيرة من بطولة عبد الله غيث وأحمد مظهر ونخبة أُخرى من الممثلين.